انتشرت خلال العام الحالي بالقاهرة ظاهرة فنية جديدة يطلق عليها أصحابها عروض "ستاند أب كوميدي" وهي عروض مسرحية كوميدية قصيرة يقدمها عادة عدد من الشباب، وتعتمد على الارتجال أحيانا، وتناقش قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية. ويعدّ روني خليل أحد أبرز مقدمي عروض "ستاند أب كوميدي"، وهو أمريكي النوعية من أصول مصرية جاب بعروضه العالم، كما بدأ مؤخرا تقديم عروضه في الشرق الأوسط؛ حيث قدم عرضا بالقاهرة العام الماضي لحقه بعروض في دبي والكويت، وقبل أسبوعين في العاصمة الأردنية عمّان.
"الستاند أب كوميدي" فرصة |
ويقدم روني بالقاهرة أحدث عروضه الكوميدية في المركز الثقافي "ساقية الصاوي"، بمشاركة صديقه جورج عزمي تحت عنوان "أجمد كوميديانات في مصر" في يونيو المقبل، باللغتين العربية والإنكليزية، مستخدما الألفاظ الجديدة المنتشرة بين الشباب لتناول أحوال المصريين والعرب بأسلوب ساخر، لكن بدون إسفاف. ومن المقرر أن يشترك مع روني في العرض عدد من المواهب المصرية الواعدة بينها علا رشدي التي تألقت في مسلسل "تامر وشوقية"، كما يجري حاليا لقاءات مع عدد آخر من الشباب الذين جربوا تقديم عروض مشابهة لاختيار عدد آخر منهم للظهور في العرض.
وقال روني خليل لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، الجمعة 29-2009، إنه يرى عروض "ستاند أب كوميدي" فرصة ذهبية لإحياء فن مصري أصيل هو فن المونولوج الكوميدي الذي اشتهر في منتصف القرن الماضي على أيدي نجوم بينهم إسماعيل ياسين، ومحمود شكوكو، وثريا حلمي، وآخرين، وبدأ في الاندثار تقريبا بعد وفاتهم. وأضاف أن العروض تناقش في صيغة كوميدية محببة الكثير من الأمور الحياتية بعيدا عن جمود النصوص الدرامية؛ حيث إنه على المسرح يدير حوارا مع جمهوره، ويرتجل الكثير وفقا لطبيعة الجمهور وتجاوبه وتعليقاته على المواقف التي يتناولها.
وردا على سؤال حول المحاذير السياسية التي يخشاها في عروضه، قال إنه يدرك جيدا طبيعة المجتمعات الشرقية التي تختلف عن المجتمع الأمريكي الذي اعتاد تقديم عروض له؛ حيث لا يمكن في دولة عربية انتقاد نظام الحكم أو الحديث عن الجيش، بينما هذا متاح في أمريكا تماما، حتى إنه يمكن للفنان أن ينتقد الرئيس أوباما شخصيا ويسخر منه. وأوضح أنه اكتشف خلال عروضه في الشرق الأوسط أن مصر هي الدولة الأكثر حرية، ورغم ذلك فهو حاول أن يجد صيغة واضحة حتى لا يتهم بالتحريض أو السخرية من مؤسسات سياسية أو أشخاص نافذين.
شاهدوا الفيديو.. |
وأشار إلى أنه في عرضه الجديد بمصر يقدم للمواهب الكوميدية الصاعدة فرصة للوقوف على خشبة المسرح وفرض موهبتهم، إضافة إلى إعداده لإطلاق أول مهرجان للكوميديا العربية بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، هدفه تصحيح الصورة المأخوذة عن العرب في هوليوود باعتبارها مركز صناعة السينما في العالم. وكشف الفنان الشاب الذي ولد وتربى في أمريكا عن الإعداد لإنتاج فيلم سينمائي تدور أحداثه حول شاب مصري أمريكي يقع عند زيارته للقاهرة في غرام فتاة مصرية والملابسات الكوميدية التي تصاحب محاولاته للتعامل مع الفروق الكبيرة بين العادات المصرية والأمريكية.
وقدم روني عروضا ناجحة بقناة "شوتايم كوميدي" بينها عرض بعنوان "الأقليات تحكم" وآخر بعنوان "النظام العالمي الجديد" وشارك في عرض "محور الشر" وكلها عروض ذات طابع سياسي مثلها مثل عرضه الجديد الذي يقدمه في القاهرة، والذي يضم مجموعة من "الاسكتشات" الساخرة والمونولوجات المسرحية الكوميدية. وتشهد القاهرة خلال الفترة المقبلة عروضا أخرى بينها عرض "أول مكرر" لأكرم حسني بساقية الصاوي، وعرض "شباب" لأحمد عبد الفتاح بالجامعة الأمريكية بالقاهرة