بعد أن ظل لسنوات عديدة العمل الديني هو السمة الأساسية لدراما شهر رمضان، إلا انه في الأعوام الثلاثة الأخيرة اختفى ولم يعد له مكان على الشاشة. حيث يتغيب تماماً العمل الديني هذا العام ويحل بديلا عنه أعمال اجتماعية تتميز بالعنف ومناقشة موضوعات المخدرات وأبناء الشوارع والقتل والسرقة لكن ما هو السبب الرئيسي لهذا الغياب وهل هي أزمة فنانين أم أزمة إنتاج وتسويق:
مسلسلات اون لاين طرح السؤال :
حسن يوسف: اتخذت قرارًا
بعدم التمثيل في أي عمل ديني
في البداية أكد الفنان حسن يوسف أن الأزمة الحقيقة في غياب العمل الديني تكمن في توقيت العرض نفسه وأنا عن نفسي تقريباً اتخذت قرارا بعدم التمثيل في أي عمل ديني مرة أخرى دون أن اشترط في التعاقد أن يتم العرض في توقيت مناسب لأني تعرضت لاضطهاد كبير مع عدد من الأعمال الدينية التي مثلتها، واذكر أخر هذه الأعمال هو مسلسل (الإمام عبد الحليم محمود) الذي يرصد قصة حياة هذا العالم الديني الجليل، ورغم ثراء العمل بالمعلومات الدينية إلا أن التلفزيون صمم على عرضه في توقيت الظهيرة وهو ما يعني بالطبع موت العمل فمن من المشاهدين في رمضان يشاهد التلفزيون في مثل هذا التوقيت؟ فالجمهور إما أن يكون نائما أو يتعبد ويقرأ القرآن وللأسف لم أتلقى ردود فعل على هذا العمل رغم المجهود الكبير الذي بذلناه فيه وكذلك التكلفة الإنتاجية العالية التي تكلفها العمل فكانت الخسارة على كافة النواحي.
من ناحيتها أوضحت الفنانة مديحة حمدي التي سبق وشاركت في العديد من الأعمال الدينية، إنها بالطبع حزينة لغياب الدراما الدينية، حيث كانت تجد نفسها في مثل هذه الأعمال بشكل كبير وان كانت تعشق الأعمال الاجتماعية لكن مساحتها التمثيلية في الدراما الدينية مما لا شك فيه كانت اكبر.
وأرجعت مديحة حمدي سبب غياب الدراما الدينية إلى الجهات الإنتاجية التي أصبحت لا تجازف في إنتاج هذه الأعمال، لأنها بالتأكيد لن تستطيع تسويقها إلى القنوات الفضائية وبالتالي فستكون الخسارة فادحة لان المنتج في الأساس يعتمد على شراء القنوات الفضائية لأعماله لكون التكلفة الإنتاجية لهذه الأعمال باهظة جداً، فهناك تكاليف ديكور وملابس ومعدات وأشياء أخرى عديدة تتكلف الملايين، وبالطبع لن يستطيع التلفزيون المصري تسديدها ماديا حينما يعرض العمل على شاشته إذن فعلى الجهات الحكومية أن تتضافر من اجل إنتاج هذه الأعمال لكونه من العيب أننا في شهر رمضان شهر القرآن الكريم لن نشاهد أو نشارك في عمل ديني واحد، فهذه بكل المقاييس مهزلة فنية أخلاقية لا ينبغي الصمت حيالها.
كنت ألوم الفنان نور الشريف على قراره
بعدم المشاركة في أي عمل ديني
وقد أشار الفنان محمود الحديني انه منذ أن شارك في مسلسل (أنوار الحكمة) قبل حوالي خمسة أعوام كره المشاركة في مثل هذه الأعمال وإني كنت ألوم الفنان نور الشريف على قراره بعدم المشاركة في أي عمل ديني بعد مسلسل (عمر بن عبد العزيز)، لكن الآن أقول له عندك حق لان العمل الديني أصبح بمثابة "شغل على الفاضي" وعذرا لهذا التعبير لكنها فعلا حقيقة ينبغي قولها لان مسألة عرض المسلسل باتت لا تطاق، فبعد أن نقوم بتصوير العمل والمنتج يكلف وحينما يعرض المسلسل يكون في توقيت غير ملائم على الإطلاق وبالتالي لم يشاهده الجمهور فما الفائدة إذن هل نمثل في عمل لنشاهده نحن الفنانين؟!
نصوص أم إنتاج؟
وعلى تساؤل الفنان محمود الحديني يجيبنا المنتج سامي العدل مشيرًا إلى أن مسألة إنتاج أعمال دينية أصبحت في غاية الصعوبة لأنها أولا ليست أزمة إنتاج فقط بل أزمة ورق فالنصوص الدينية تكاد تكون منعدمة، وبالنسبة للإنتاج فبالتأكيد أيضا عليه عامل لكنه عامل ليس أساسيا لان أكثر ما يبحث عنه المنتج أن يكون الورق المعروض عليه جذاب وبالتالي لم يرفضه.
ولكن كان للمؤلف محمد صفاء عامر رأي أخر حيث استنكر كلام سامي موضحًا أن الأزمة ليست في الورق والنص المعروض بل في الإنتاج الذي يبخل على الإنفاق على عمل ديني، لان المسألة الآن أصبحت مسألة ماديه بحته وإذا كان على النصوص الدينية فما أكثرها لكن من ينفق عليها؟!
أخيرًا فقد ارجع المخرج علي عبد الخالق سبب غياب الدراما الدينية إلى كل من أزمة إنتاج وورق أيضا، لان الجميع مشترك في تهمة عدم وجود عمل ديني واحد على الشاشة في شهر رمضان، الذي من المفترض أن يكون زاخرًا بهذا النوع من الدراما، وارجع أيضا إلى الفنانين اللوم لأنهم وحرصًا على العمل الفني لا مشاكل في أن يتضافروا معا لإنتاج عمل ديني ضخم خاصة وان كثير من الفنانين في الفترة الأخيرة اتجهوا إلى الإنتاج.