مسلسلات رمضان
فرفش يتساءل.. إفلاس فني أم نجاح على أكتاف أعمال مضت؟
20/04/2010

اتجه عدد كبير من المؤلفين في الفترة الأخيرة إلى استغلال النجاح الذي حققته بعض من الأفلام القديمة وقاموا بتحويلها إلى أعمال تلفزيونيه بعضها نال استحسان الجمهور والنقاد والبعض الأخر وقع في فخ المقارنة مثل مسلسل (الباطنية) الذي نال قسط غير قليل من الهجوم من بطلة الفيلم نادية الجندي على بطلة المسلسل غادة عبد الرازق ورغم ذلك إلا أن موجة الاستعانة بالأعمال القديمة لا تزال مستمرة وبعضها وقع في حيز التنفيذ بالفعل مثل مسلسل (العار) الذي كتبه أحمد أبو زيد ومسلسل (امبراطوية ميم) للمؤلف لينين الرملي.

مسلسلات اون لاين رصد الظاهرة وتساءل هل هي إفلاس فني أم محاولة لاستغلال نجاح الأعمال القديمة؟:

مسلسلات اون لاين يتساءل.. إفلاس فني أم نجاح على أكتاف أعمال مضت؟ صورة رقم 1

من مسلسل الباطنية

في البداية أكد الكاتب احمد أبو زيد الذي واجه اتهامات عديدة بمحاولة استغلاله لنجاح فيلم (العار) الذي قام ببطولته كل من الفنانين حسين فهمي ونور الشريف قبل ما يقرب من الثلاثون عاما وتحويل قصته إلى عمل تليفزيوني يحمل نفس الاسم أن قصة المسلسل لا تمت بأي شكل بقصة الفيلم التي كتبها والده محمود أبو زيد الذي أشار احمد انه _أي والده_سبق وتلقى عدد كبير من العروض لتحويل قصة الفيلم إلى مسلسل لكنه كان يرفض لأنه لم يرى جديدا ليقدمه من خلال المسلسل.

لكن ما حدث أن الشركة المنتجة اقترحت أن يكون العمل التليفزيوني مختلف تماما عن الفيلم اللهم إلا في عدد من الحلقات لا تتعد أصابع الأيدي أما باقي الحلقات فالأحداث تكون جديدة لكن دون مط وتطويل لأنه يرفض أن يكرر عمل سبق وتم تقديمه من قبل وأوضح أبو زيد أن الجمهور حينما يشاهد المسلسل لم يربط على الإطلاق بينه وبين الفيلم وهذا هو التحدي الذي سيراهن عليه أبو زيد في مسلسله الذي يشارك في بطولته حسن حسني واحمد رزق وشريف سلامه وتخرجه شيرين عادل.

من جانبها فقد أشارت الفنانة نادية الجندي إلى أن المؤلفين الآن يلجأون إلى اقصر الطرق للنجاح ويحاولون أن يبنون نجاحهم على أكتاف سابقيهم من عظماء الفنانين وللأسف تلك مهزلة لا ينبغي الصمت إيذائها واستشهد الجندي بمسلسل (الباطنية) الذي فشل في وجهة نظرها حيث لم يحقق العمل أي نجاح يذكر مقارنة بالفيلم الذي قامت ببطولته لكون الأصل هو الأصدق على حد رأيها .

مسلسلات اون لاين يتساءل.. إفلاس فني أم نجاح على أكتاف أعمال مضت؟ صورة رقم 2

أسامة: هذه الظاهرة سلاح ذو حدين

وفي رد للفنانة غادة عبد الرازق على هجوم الجندي قالت أن الفيلم شيء ومسلسل (الباطنية) شيء أخر تماما فكاتب كبير بحجم مصطفى محرم لن يجعل نفسه واقعا في فخ التقليد فمن المعروف انه كتب الفيلم لكن حينما كتب المسلسل كانت الرؤية والمعالجة مختلفين وذلك بشهادة النقاد والجمهور فالفيلم موجود والمسلسل أيضا والجهور له الحكم ولا ينبغي المقارنة بينهم لان المسلسل تم تقديمه بطريقة تتناسب مع العصر الحالي.

أما الكاتب لينين الرملي الذي أوشك على الانتهاء من كتابة مسلسل (امبراطوية ميم) المأخوذ عن قصة فيلم بنفس الاسم قامت بطولته الفنانة فاتن حمامة فقد أشار إلى انه لم يستغل نجاح الفيلم على الإطلاق فأي عمل سينمائي يمكن طرحه بأكثر من زاوية وهو ما سأفعله مع المسلسل فالفيلم مر على إنتاجه أربعون عاما تقريبا ولا يجدي في ظل تغير كل الظروف المحيطة بنا أن أقوم باستنساخ قصة الفيلم في مسلسلي فالظروف الحياتية كانت مختلفة وأيضا الظروف السياسية والاقتصادية وشكل كل أنواع الحياة كان مختلف على رأسهم طريقة تربية الأبناء ،والفيلم وقع تقريبا في ساعتين والمسلسل سيكون 30حلقة إذن هناك تفاصيل عديدة سيتم تناولها من خلال المسلسل والعمل سيحتوى على نسبة كبيرة من الوجوه الشابة مثل يسرا اللوزي ونبيل عيسى واحمد فهمي بالإضافة إلى النجمة الكبيرة رغده التي ستعيد تجسيد شخصية النجمة فاتن حمامة.

وعن رأي الكاتب الكبير أسامه أنور عكاشة في هذه الظاهرة فقد أكد إنها سلاح ذو حدين فإما العمل التليفزيوني ينجح ويحقق نقلة كبيرة ويتفوق على نجاح الفيلم نفسه إما أن يفشل لكن على الكاتب إذا أراد الإقبال على هذه الخطوة أن يتأكد انه قادر على إبداع شيء جديد يضاف إلى المسلسل لان مجرد النقل والاقتباس بالتأكيد فكرة فاشلة تطيح بالكاتب وسيكون بذلك مفلس فنيا غير قادر على أن يولد أفكار جديدة وهنا تكمن الأزمة.

أزمة غياب شخصية المؤلف

مسلسلات اون لاين يتساءل.. إفلاس فني أم نجاح على أكتاف أعمال مضت؟ صورة رقم 3

الفيلم شيء ومسلسل الباطنية شيء آخر

يشاركه الرأي المؤلف محمد صفاء عامر مضيفا أن هناك تجارب سبق وحققت نجاحا في هذه الظاهرة حيث تم إعادة فيلم (نحن لا نزرع الشوك) في مسلسل تليفزيوني وحقق نجاحا كبير وكذلك مسلسل (رد قلبي) لان في تلك الحالتين نجح مؤلفوها في فرض أفكارهم العصرية على الحدث دون الإخلال بالقصة الرئيسية فنجح بالفعل في جذب الجمهور حول الشاشة الصغيرة.

من جهته أوضح المنتج صفوت غطاس أن لجوء شركات الإنتاج إلى الأفلام السينمائية القديمة وإعادتها على شكل مسلسل تليفزيوني يكون حسبا للرؤية التي يتقدم بها المؤلف والسيناريو ومدى النجاح الذي حققه العمل السينمائي وهل يمكن تطوير فكرة الفيلم أم إنها كانت تناسب فقط العصر الذي طرحت فيه فهناك عده اعتبارات يجب أن تكون في حيز الاهتمام وهي تكمن فيما قلت في الورق الذي هو المتحكم الرئيسي وهل هناك جديد أم لا سيقدمه المؤلف لان الكاتب لو غابت شخصيته عن العمل الذي يقدمه فبالتأكيد سكون عمل غير مكتوب له النجاح.

وكان للناقدة ماجدة موريس رأي أخر حيث عارضت فكرة تحويل العمل السينمائي إلي تليفزيوني مبرره هذه المعارضة أن العمل الذي يقع في 90 دقيقه او120 دقيقة لا يصالح بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى عمل عدد حلقاته 30 حلقة أو حتى 15 إلا بالمط والتطويل وهو ما ترفضه ماجدة التي استشهدت بفشل الأعمال التي تحولت إلى نص تليفزيوني مثل (الباطنية) الذي كان فشله في وجهة نظرها ليس متعلق بالفشل جماهيري بل بالفشل في طرح جديد.

يعارضها الرأي الناقد لويس جريس موضحا أن جمهور الشاشة الصغيرة أوسع نطاقا من جمهور السينما لذا فالعمل السينمائي حينما يتحول إلى تليفزيوني ربما يحقق نجاح اكبر خاصة إذا حمل رؤية ولمسات من المؤلف جديدة وليس المؤلف فحسب بل فريق العمل ككل وكم من أعمال كثيرة نجحت في هذا الإطار فالمهم هو الخلفية التي يقدم عليها المؤلف عمله الجديد.