مئات الحضور كانوا في انتظاره مثلها كأي واحدة من حفلاته التي تتسم بأجواء ذات عبق خاص تفرض عليها الحميمة والسباحة في عالم ضد التيار، لا صوت فيه مسموع سوى صوت واحد ألا وهو صوت الملقب بالكينج محمد منير، الذي تمر عليه سنوات وسنوات تظهر على ملامح وجهه إلا أن مع كل خط من التجاعيد يزداد شباباً في أغنياته.
فيصول ويجول بين الفتيات والشباب ويظل دائمًا وأبدًا معشوقهم الأول، فهو كما يقول عنه الكثيرون مطرب كل الأجيال فلا يقتصر محبوه ومريدوه على فئة عمريه بعينها مثل كل المطربين ولا يحمل من الوسامة أي ملامح تذكر لكن وسامته في صوته وارتباطه بل الفئات العمرية تجعله يمر على سنوات عمره الستين.
فتارة تجده شاباً في العشرين يتراقص على المسرح وأخرى تجده في الستين هادئًا لا يثير ضجيجًا على المسرح وفي الحالتين لا يفقد جمهوره الآخر فالكل متفاعل معه يصفق يرقص يجلس طربًا يصفق يقول وراءه آهات قد تنم عن وجع استطاع منير بصوته الدافئ وكلماته الخارجة عن المألوف أن يمسه فيخرج نزيفاً ولكن سرعان ما يطيب بلمساته ونسيم الهواء والبحر فيشفى العليل.
وكانت هي تلك الأجواء التي أشاعها الفنان المصري الأسمر محمد منير في جامعة المستقبل رغم محاولة البعض إفسادها باشتباكات عنيفة وصلت إلى حد استخدام القنابل المسيلة للدموع من قِبل قوات الشرطة ضد الآلاف من جمهور منير.