مسلسلات رمضان
جمال سليمان لـفرفش: أنا حريص على عدم التحيز لطرف ضد الآخر
03/03/2010

بخصوص ما نشرته إحدى الصحف الجزائرية مما وصفها الفنان السوري جمال سليمان بأنها إفترائات منزوعة عن الصحة وجهت له والتي طالبت علمن خلالها باستبعاده من المشاركة في مسلسل " ذاكره الجسد" الذي يقوم من خلاله بدور مناضل جزائري عن رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، حيث انطلقت الصحيفة المذكورة منذ أيام قليلة لتحاول إشعال فتيل الحرب مجددًا بين الجمهور المصري والجزائري بتصريحات اعتبرها مكتب الفنان سليمان بأنها ملفقه وليس لها أي أساس من الصحة.

جمال سليمان لـمسلسلات اون لاين: أنا حريص على عدم التحيز لطرف ضد الآخر صورة رقم 1

لم اشتم مصر

وعلى الرغم من أن موقف سليمان كان واضحا وصريحا منذ بداية الأحداث حيث انه كان حريصا في كل تصريح يدلي به لأية جهة إعلاميه لكي يتفادى تحوير تصريحاته لصالح جهة معينه ضد الأخرى، وكانت معظم القنوات الفضائية التي حاولت الخروج منه بتصريحات خلال حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المنصرم خير دليل على التزام سليمان وحرصه الشديد على عدم التحيز لطرف ضد الآخر لتهدئة الأمر بين البلدين الشقيقين في محاولة منه لاحتواء الأزمة.

إلا أن الصحيفة المذكورة نشرت ما من شأنه أن يثير الفتنه مجددًا بمانشيتات وصفها الفنان سليمان بأنها صارخة ألا وهي "حملة جزائرية لاستبعاد جمال سليمان من ذاكرة الجسد لتكاتفه مع المصريين في أحداث أم درمان المفبركة"، على اعتبار أن الصحيفة هي المتحدث الرسمي عن الشعب الجزائري. هذا هو بيان الرسمي عن الفنان جمال سليمان الذي وصلت إلى "مسلسلات اون لاين" نسخة منه يوضح موقفه من الأزمة التي تبعت أحداث مصر والجزائر حتى لا تفبرك أي تصريحات عن لسانه مجددًا:

وجاء في البيان "بات من المعروف للمهتم أنني مرشح للقيام بشخصية خالد ابن طوبال في رواية الكاتبة الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي، وهو طبعًا شرف كبير لي لأنها رواية رائعة تتحدث بشكل إنساني رفيع عن حقبة مهمة في تاريخ الجزائر ولأن الكاتبة نفسها رغبت أن ألعب هذه الشخصية والتقت رغبتها هذه مع رغبة المخرج الكبير نجدت أنزور الذي سأعود للعمل معه بعد سنوات لم تسمح فيها الظروف لنا في الالتقاء بأي عمل فني، وكذلك لأن تلفزيون أبو ظبي هو المنتج ويسعى لأن يكون هذا العمل على مستوى يليق بالرواية وبتاريخ الجزائر. نحن الآن في المراحل الأخيرة من استكمال الاتفاق لأنني مرتبط بعمل فني في مصر بعنوان "قصة حب" من تأليف د. مدحت العدل وإخراج المخرجة المصرية إيمان حداد وهو من إنتاج العدل غروب، وهو أيضًا عمل مهم وأعول عليه كثيرًا وسيعرض العملان في رمضان القادم إن شاء الله وبالتالي لا بد من دراسة المسألة بشكل جيد".

جمال سليمان لـمسلسلات اون لاين: أنا حريص على عدم التحيز لطرف ضد الآخر صورة رقم 2

إدعت الصحافة الجزائرية
اني كنت منحازا

وتابع البيان: "في غمرة ذلك كله وبعد أن اعتقد الجميع أن عاصفة مباراة كرة القدم المذكورة قد انتهت وأن الناس عادوا لأنفسهم وأدركوا أن ما حصل كان كارثة باهظة الثمن يجب أن لا تتكرر، عادت إحدى الصحف الجزائرية لإيقاظ نار الفتنة لكن هذه المرة مع فنان سوري متواضع الشخصية، مدعية أنني كنت منحازاً للجانب المصري وأنني اعتبرت أن الشعب الجزائري هو الذي أساء وعليه تقديم الاعتذار مدعين أن لديهم تسجيلا مرئياً لذلك. وهذا افتراء مناف للحقيقة التي من المفترض أنها قدس الأقداس عند صاحبة الجلالة التي هي الصحافة. والملفت والمؤسف في آن معًا أن بعض المواقع انتقت الموضوع من بين آلاف المواضيع وقررت تسليط مزيد من الضوء عليه عبر نشره و إعطائه أهمية كبيرة. ثم بدأت تتصل بي كي أرد وبالتالي نبدأ فصلا جديداً ومفتعلا للحكاية بحثاً عم مزيد من الإثارة. ولكنني قررت أن لا أحقق رغبتهم ولا أرد من خلالهم بل أتوجه للقارئ مباشرة عبر نشر هذا التوضيح الذي أتمنى أن يضع الأمور في نصابها".

وأضاف سليمان: "إننا جميعًا نرتكب أخطاءً نتيجة تعليق على حدث لم نلم بتفاصيله أو تسرعنا في تقييم أمر ما، ولكني في هذا الأمر بالذات، ولإحساسي بخطورة ما يجري منذ الساعات الأولى للحدث، كنت حريصًا جدًا على الدقة في كل كلمة قلتها ولم يشغل بالي إلا شيء واحد وهو كيف أستطيع أن أضم جهدي المتواضع إلى جهود كثيرين، منهم مصريون وجزائريون، كي نحتوي الأزمة ونحذر الناس من مغبة الوقوع ضحايا لبعض وسائل الإعلام التي ارتضت أن تأجج نار الكراهية بين شعبين عربيين نكن لهما كل المحبة والمودة. ورغم أن الجو كان مشحونًا للغاية، وربما عتب علي بعض أصدقائي المصريين لأني لم اتخذ موقفاً حادًا اتجاه الجمهور الجزائري، ولكن ردي على الدوام بأن الشيء المهم الآن هو ألاّ نستغل الفرصة كي نبيع العواطف بل أن نهدأ الناس ونضع المسألة ضمن إطارها الطبيعي، فهي ليست الأولى في تاريخ البشر فقد حدث ما هو أسوأ في مباراة إنكلترا وإيطاليا على ما أذكر وراح ضحيتها عدد من القتلى، الأمر الذي ولله الحمد لم يحصل في السودان."

جمال سليمان لـمسلسلات اون لاين: أنا حريص على عدم التحيز لطرف ضد الآخر صورة رقم 3

ما يجري في الإعلام شيئا يدعو للأسف

وتابع: "أذكر وقتها أن أول تصريح صحفي لي كان في اختتام مهرجان القاهرة السينمائي عندما سأُلت عن رأيي وقلت إن ما جرى على الأرض وما يجري في الإعلام شيئا يدعو للأسف، ويجب أن نتوقف عن تأجيج الأزمة، وأن تتولى جهة مستقلة من الجامعة العربية التحقيق في هذا الأمر وعلى الطرف المخطئ الاعتذار ونوقف الأزمة عند هذا الحد بدلا من تبادل الاتهامات والإهانات التي ستجعل الأزمة تكبر إلى أن يأتي وقت لا ينفع معه الندم و نصل إلى نقطة اللاعودة. كان مجرد اجتهاد الغاية منه إيقاف سيل من الاتهامات والقذف المتبادل وإثارة الكراهية والبغض."

وإختتم سليمان: "لكن يبدو أن هذا الكلام لم يرق للبعض، ولم يشبع نهمهم للغزو والتشنيع وإشعال نار الفتنة لأنهم كانوا يريدون مني مثلا أن أشتم الشعب المصري وهذا لن أفعله لا من أجل دور في مسلسل ولا من أجل الأوسكار. وكذلك لا يمكن أن أفعل ذلك في حق شعب أحبه وأحترمه هو الشعب الجزائري حتى ولو أخطـأ مشجعو كرة القدم في حقي وقالوا كلاما على النت لا يليق أن يقال ولا يعبر أبدًا عن حقيقة شهامة ونخوة الشعب الجزائري التي أعرفها جيداً. في النهاية المسألة ليست مسألة دور في مسلسل، فالأدوار تأتي وتذهب، بعضها ينجح وبعضها يفشل، ولكنها مسألة مبدأ دفعتني لأن أقدم هذا التوضيح متمنياً أني لفتُ النظر إلى أنه مازال هناك أناس لم يتعلموا الدرس ولم يشعروا بحجم الخسارة التي حدثت، أو لعلهم يكسبون عندما يخسر الناس".