لا يتوانى بعض أهل الفن عن إضفاء نوع من الخصوصية على شكلهم الخارجي ويعتبرونها إكسسوارا من نوع آخر يرافقهم كيفما تنقلوا ولا يتخلون عنه ولو لفترة. ويأتي الوشم في مقدمة هذه الإكسسوارات التي يتزين بها البعض ويظهرونها بشكل لافت يسرق أنظار معجبيهم إذا ما وقفوا على المسرح أو أطلّوا في مقابلة تلفزيونية.
ميسم: "أجد في الوشم البسيط غير
النافر زينة للمرأة تتحلى بها"
فالمطربة ميسم نحاس وضعت وشما على يدها اليمنى يظهر بشكل واضح عندما تمسك بالميكروفون أو تلوّح بيدها. وتقول: "أجد في الوشم البسيط غير النافر زينة للمرأة تتحلى بها كالخاتم أو السوار أو أي إكسسوار آخر، والمهم أن يكون منسجما مع شخصيتي ولا يشوّه صورتي أمام المعجبين بي".
أما ميريام فارس التي وشمت خصرها برسمة استوحتها من الطبيعة فترى أن هذا النوع من التزيين قديم ويرافق المرأة العربية منذ زمن، ولم تتوانَ في إحدى الفترات عن وشم يديها على الطريقة العربية القديمة وأطلت فيها بكليب لإحدى أغنياتها.
أما مايا نعمة، خريجة برنامج "ستار أكاديمي"، فقد وضعت وشما كبيرا على ظهرها أرفقته بكلمات باللغة الإنكليزية تعبّر عن رأيها الخاص في الحياة.
ويقول الموزع والموسيقي وليد عبد المسيح، الذي وشم كتفه برسم ضخم يزيد طوله عن الثلاثين سنتيمترا، إنه يرغب في "دق" هذا الوشم وبالحبر الصيني المعروف حتى لا يزول مع الوقت، وهو يتفاءل به ولا يزعجه أن ينظر إليه الآخرون باشمئزاز أو بإعجاب لأنه مقتنع بجماليته.
ويندرج فادي أندراوس، خريج "ستار أكاديمي"، أيضا بين الفنانين الذين يتزودون بأكثر من وشم على أجسامهم، وكذلك بقصة شعر رأسه أو حتى تجديله على طريقة الـ"rusk" أو الـ"drads"، لأن الفنان في رأيه يهوى الخروج من الرتابة وتوقيع شكله الخارجي بنوع من الخصوصية بين وقت وآخر. كذلك الأمر بالنسبة إلى الفنان جو أشقر الذي بدأ مشواره الفني بمظهر يختلف عن زملائه، فكان يقص شعره ويظهر الوشم الذي رسمه على كتفه في إطلالاته الفنية على المسرح أو على شاشات التلفزة.
جو.. بدأ مشواره الفني بمظهر
يختلف عن زملائه
ومن الفنانين الذين التحقوا بقافلة زملائهم في هذا المجال هاني العمري الذي راح يظهر أخيرا بتسريحة شعر جديدة بعد أن استعان بخصلة شعر خارجية (Extention) ليلصقها بشعر رأسه الأصلي ويرفعها لتبدو حقيقية. ويرى هاني العمري أن التغيير في الإطلالة بين وقت وآخر يعتبر من ضروريات الفنان للخروج عن المألوف والشعور بالتجدد.
أما الفنان نقولا نخلة سعادة فقد عرف منذ بداياته بقصة شعره، التي لا ينوي التخلي عنها حتى اللحظة. ويجدها معجبوه حالة خاصة يتميز بها ولا تنقص من رجولته، بل العكس تماما. وكان الشاعر طوني أبي كرم والملحن سمير صفير قد أرخيا في وقت سابق شعرهما، حتى إن الأخير لم يتوانَ عن وضع حلقة في إحدى أذنيه خلعها منذ وقت قصير. وينطبق الأمر أيضا على الفنان ريان الذي تزين بحلقة صغيرة في أذنه اليمنى بالكاد تظهر للعيان عن قريب.
ويرى الموزع الموسيقي نقولا شبلي، الذي قرر التخلص من عقصة شعره بعدما رافقته لأكثر من عشر سنوات أن الفنان بشكل عام أو أي صاحب موهبة فنية يتميز دائما بمظهر لافت، لأن ذلك يشعره بعلامة فارقة في شخصيته ويكون دلالة قاطعة على هويته الفنية. ويضيف: "لا شعوريا وعندما تنظر إلى شخص يرخي لحيته أو يعقص شعره أو يضع وشما على جسمه أو يتزين بحلقة في أذنه يلفتك وتستنج أنه يعمل في مجال الفن، حتى لو كان رساما أو شاعرا أو عازفا".