يتقدّم صفوف جيله بذكاء وإصرار. ولا وقت للحب عند نجم السينما والتلفزيون الشاب رامي وحيد لأنه يُدرك أن طبيعة مشواره الجاد مع الفن ليس سهلاً، فهو يريد أن يترك في التمثيل بصمة من خلال رسالة تفيد الشباب وترقى بسلوكياتهم مثلما "تربى" ـ وعلى حد قوله ـ على ما رآه من سينما الزمن الجميل. هذا الكلام قد لا يعجب مَن يرمونه بسهام الشائعات وكأنه "دون جوان" عصره، ولكنه يُسعد بالتأكيد للموعد مَن يريدون أن يطّلعوا على حقيقة عالمه الفني والشخصي.
نهنئك أولاً على فوزك بلقب "أحسن نجم صاعد"، في استفتاء "نجوم إف إم"، فماذا تحب أن تقول عن ذلك؟
الناس لا يكرهونني
أشكركم وأحب أن أوضح فقط أن هذا الاستفتاء كان على أحسن ما تمّ عرضه في رمضان الماضي من مسلسلات، ونال ـ والحمد لله ـ مسلسل "حدف بحر" لقب "أحسن مسلسل"، ونال المخرج الأستاذ جمال عبد الحميد لقب "أحسن مخرج"، وأنا حصلت على لقب "أحسن نجم صاعد"، ففرحت جداً، لأنه استفتاء جماهيري، ويتم بشكل فعلي من خلال إرسال الناس رسائل "sms"، فهو استفتاء حقيقي، وأنا سعيد بحصولي على هذا اللقب في بداية مشواري الفني.
وماذا عن ظروف ترشيحك لهذا المسلسل الناجح؟
أنا فرحت جداً عندما رشّحني المخرج القدير جمال عبد الحميد لدوري في هذا المسلسل، وخاصة عندما عرفت أن مؤلّفه الكاتب أحمد عبد الفتاح، والذي سبق وأن كتب مسلسل "قلب ميّت" في رمضان قبل الماضي، ونال هذا العمل اهتمامي وإعجابي، وإن كان مؤلّفه لا يزال في بداياته إلاّ أنه مؤلف غير عادي.
وما هو أكثر شيء لفت انتباهك في "حدف بحر"؟
طريقة كتابته وإخراجه، فكل حلقة تنتهي بمفاجأة تشد انتباه المشاهد إلى ضرورة متابعة الحلقة التالية، وعندما تأتي الحلقة الجديدة لا تنتهي مفاجأة الحلقة السابقة بقدر ما يجد المشاهد في انتظاره مفاجأة جديدة، ومن بداية الحلقة، تتمثّل في أن الكاتب لم يبدأ خيوط الأحداث من حيث انتهت في الحلقة السابقة وإنما يبدأ من خيوط جديدة تضيء وتفسّر، وفي نفس الوقت تُعمّق الأحداث لتنتهي الحلقة بمفاجأة جديدة تشوّق المشاهد لمزيد من المتابعة، وهكذا.
وأنا أحب أن يراني الناس في كل مرة أقدّم لهم شخصية مختلفة تماماً عمّا سبق وقدّمته لهم من شخصيات، وإن كانت في معظمها أدوار شر، لذلك لأول مرة في "حدف بحر" أجد الناس لا يكرهونني فيه، وبمجرّد أن يروني في أي مكان يجرون نحوي ويحيّوني ويحبون الكلام معي.
ومسلسلك الآخر في رمضان "وعد ومش مكتوب"، كيف جاءك الترشيح له؟
أنا أصلاً لم أكن أريد أن أصوّر عملين في وقت واحد، وأنا لا أحب أن أفعل ذلك إطلاقاً، ولكن ما حدث معي أنني ـ وبعد أن وقّعت عقد "حدف بحر" مع الأستاذ جمال عبد الحميد ـ فوجئت بالمنتج الفني وأصحابه "العدل غروب" يكلّمونني عن مسلسل "وعد ومش مكتوب"، ووجدت المسلسل أولاً، بطولة الأستاذ محمود ياسين، وهو نجم كبير له تاريخه، والإنتاج لـ"العدل غروب" من أكبر الشركات المنتجة للدراما المحترمة غير ما تنتجه في السينما.
أفضل أن لا أشتعل على أن اشتغل
وأدمر كل شيء
وفريق العمل يتكوّن من باقة متميّزة من النجوم: نوال عبد العزيز، درّة، سامي العدل، دينا، جمال اسماعيل، سيّد عبد الكريم، يعني، باختصار، وجدته عملاً لا يمكن رفضه، خاصة وأن دوري فيه مهم جداً.
وكنجم سينمائي، هل تشعر بأن نجومية السينما مثل نجومية التلفزيون؟
لا، وهذا يعود إلى أن السينما لها لوحدها، بريقها الخاص جداً، صحيح التلفزيون له نجاحه ويحقّق انتشاراً رهيباً بين الجماهير، ولكن لكل من السينما والتلفزيون حلاوته في النهاية.
وبعد فيلمك "حلم العمر"، لماذا توقفت عن السينما؟!
أنا وبعد هذا الفيلم تحديداً، ابتعدت عن السينما فعلاً ولمدة حوالي "14" شهراً لم أعمل خلالها إلاّ دور "ضيف شرف" مع المخرج محمد أمين في فيلمه "بنتان من مصر"، وخلال تلك الفترة قُدّمت لي ـ والحمد لله ـ عروض كثيرة في السينما، وكذلك في التلفزيون ولكني كنت أعتذر عنها!
ولماذا الاعتذار يا "رامي"؟!
الآن، وأنا أتفرّج على هذه الأعمال بعد تصويرها وعرضها أصبحت أردّد: الحمد لله أني اعتذرت عنها، لأنها لا تليق بأن تكون أعمالاً تُحسب عليَّ بعد فيلم "حلم العمر" بمستواه المتميّز جداً، فأنا لا توجد عندي مشكلة في أني أقعد في بيتنا، ولا أشتغل ما دام ذلك أفضل من أن أشتغل أعمالاً تدمّر ما اجتهدت في تقديمه في السينما من أعمال جيّدة، ولمجرّد أن أتواجد، أو تكون معي فلوس كثيرة، لا..!