سميّة الخشاب نجمة أكّدت نجوميتها في التمثيل خلال عام "2009" بمسلسلها الناجح في رمضان الماضي "حدف بحر"، وفي نفس العام دشّنت نجاحها الغنائي بألبومها الأول "حيحصل إيه". كنت معها عندما أخذت تراجع أوراقها الفنية تمهيداً لانطلاقتها الجديدة، والتي يتوقع لها الكثيرون أن تكون الأكثر تميّزاً.قلت للنجمة الشابة سميّة الخشاب:
لو بدأنا معك من آخر أعمالك الناجحة في التلفزيون، وتحديداً من دورك المزدوج والمتميّز في مسلسل "حدف بحر"، فماذا تقولين عنه؟
"مشمش" أم بـ "نيّرة"؟
الفكرة أصلاً للمخرج القدير جمال عبد الحميد، وظل يعمل عليها، ولمدة سنة ونصف السنة تقريباً، ولما سمع صوتي وكنت وقتها أقوم بالإعداد لألبومي قال لي: عندي فكرة حلوة لك، تدور حول قصة توأم، إحداهما تعيش قصة صعود ومن تحت الصفر، وإلى أن تصبح نجمة، والثانية دكتورة، وبدأنا نعمل على الورق الذي ألّفه الكاتب أحمد عبد الفتاح، ودخلنا لنصوّر، وهذه كانت البداية.
ولكن، دخولك لتقديم أول بطولة مطلقة لك في التلفزيون، ومن خلال تقديمك لشخصيتين، وكأنك تقدمين عملين في عمل واحد، لا بدّ وأنه كان مجازفة منك!
جداً، ولذا أنا طبعاً كنت قلقة جداً، خاصة لأني جسّدت شخصيتين، وإذا كانت شخصية واحدة يمكن أن تصيب الممثلة بحالة من القلق والتوتر فما بالك عندما يصبح المطلوب تقديم شخصيتين، فهذا يضاعف بالتأكيد القلق والتوتر، فالحكاية كانت صعبة، وخصوصاً عندما كنت أنتقل من شخصية إلى أخرى!
وردّ فعل الجمهور، كيف وجدته؟
ياه، الحمد لله، جيد جداً، وحالياً يتم عرض مسلسل "حدف بحر" على ثلاث قنوات، وردّ فعل الناس، سواء في رمضان، أو حتى إلى الآن، حلو جداً، ومن شاهدوا المسلسل من خارج مصر فاجأوني بردود أفعالهم الجميلة، ومنهم من قالوا لي: "هل تحبين ومن الآن فصاعداً أن نناديك بـ "مشمش" أم بـ "نيّرة"، وكيف نجحت في أن تفصلي بينهما، خاصة أننا لاحظنا أن "مشتهى" بدت "أتخن" من شقيقتها التوأم!
ألم تخافي من كثرة المسلسلات والمنافسة في شهر رمضان؟
لا يوجد أمامي الورق الجيد للسينما
"تقاطعني" لا، لا، عمري ما وضعت في دماغي أن أنافس أي واحد من نجوم الفن، لأن لكل واحد شكله ولونه وطابعه الخاص به وحده، وله جمهوره، ولا أفكر أبداً بهذه الطريقة! أنا المهم عندي إني أفكر في أن أقدّم للناس فناً جيداً يعجبهم، وأكون على قدر الثقة الكبيرة التي وضعني الناس فيها.
ألا ترين أن غيابك عن السينما بدأ يطول من غير أن نرى لك فيلماً جديداً، فهل سيستمر كسلك السينمائي لفترة أطول؟
لا، المسألة ليست كسلاً على الإطلاق، وإنما لا يوجد أمامي الورق الجيد، وبالمستوى الذي قدّمت من خلاله فيلم "الريس عمر حرب"، فالكتّاب الجيدون قليلون، ويمكنك أن تعدّهم على الأصابع.
وخلال تعاونك مع المخرج اللامع خالد يوسف، وفي أكثر من فيلم، ماذا أضاف لك؟
"خالد" مخرج متميّز، وفنان حساسيته عالية جداً، وساعدني على إخراج مساحات من موهبتي لم أكن أنا نفسي أدرك أنها موجودة بداخلي، وقدّمني للسينما بشكل جديد، وربما لو وجد مخرج آخر لما وافقت على نوعية ما قدّمته معه من أدوار في فيلم "حين ميسرة"، أو فيلم "الريس عمر حرب"، ولكني فقط وافقت لثقتي في جديته كمخرج، وإدراكي أن له طابعه الخاص، بالإضافة إلى أنني عندما جلست وتكلمت معه شعرت بأنه ليس عنده قلق، ولديه ثقة كبيرة في موهبتي.
وماذا أعطاك الفن وماذا أخذ منك؟
الفن فعلاً أعطاني حب الناس، لأن الناس هم الذين عملوا "سميّة الخشاب" بحبهم لي، وقبل ذلك كان هذا بتوفيق من ربنا، وبدعوات أمي، والفن أضاف إليّ الكثير، فأخذت خبرة، وأيضاً غنيت، وإن كان ـ وبالمقابل ـ أخذ مني الكثير من حياتي الخاصة، سواء من ناحية المعاناة الفنية أو التركيز أو الحروب، يعني أشياء كثيرة.
وهل تشعرين بأنك جنيت على حياتك الخاصة من أجل الفن؟
أركّز على حياتي الخاصة بعض الشيء
آه، فأنا حياتي كلها، وباستمرار للفن، ويأتي وقت تكون الأمور عندي بحاجة للضبط من أجل أن يكون هناك توازن بين حياتي الخاصة وحياتي الفنية، وإن كنت مع الوقت بدأت أدرك أن الفن لن ينتهي، ولذا أركّز على حياتي الخاصة بعض الشيء.
و"سمية"، البنت الاسكندرانية، إلى أي مدى كانت في الماضي تتوقع ما حدث لها في الحاضر من شهرة ونجومية؟
كان حلماً، وبدا لي في البداية أنه من الصعب تحقيقه، ولم أتوقع إطلاقاً أن أحققه، لأنه كان حلماً مستحيلاً، ولأسباب كثيرة جداً.
مثل ماذا؟ نعرف منك الأسباب التي كنت من أجلها تستبعدين تحقّق حلمك في الفن؟
أولاً، أهلي كلهم كانوا يعيشون في الاسكندرية، وحياتهم كلهم فيها، وبما في ذلك عملهم، وثانياً دراستي أنا أيضاً كانت في الاسكندرية، فكان انتقالي للعيش في القاهرة في حدّ ذاته حلماً صعباً، وثالثاً كان من الصعب ـ حتى لو أتيح لي العيش في القاهرة ـ أن أعيش فيها لوحدي، ولذا فأنا ذات يوم تضرعت بالدعاء لربنا سبحانه وتعالى، وقلت له أنت، سبحانك، وضعت حب الفن في دمي، فإما أن تنسيني هذا الموضوع، أو تساعدني لتحقيق حلمي فيه، وفعلاً، سبحان الله، شعرت بأن ربنا استجاب لدعائي، وحقّقت نجاحات بسرعة، وفجأة وجدت نفسي تلقائياً أعيش في القاهرة، بالرغم من كل المشاكل مع أهلي من أجل أن يسمحوا لي بالدخول إلى الوسط الفني، وحتى "مامي" كان من الصعب عليها أن تترك عملها، وتعيش معي في القاهرة، كل شيء تيسّر بفضل وتوفيق ربنا، سبحانه، وهأنا في القاهرة ومنذ "12" سنة!