رغم مشواره الفني الطويل الذي بدأ قبل ما يزيد عن العشرين عاما إلا أن الفنان الكبير صلاح عبد الله لم يستطع أن يلفت الأنظار نحوه بشده سوى في السنوات الخمس الماضية على النطاقين السينمائي والتليفزيوني ورغم ذلك إلا أن البطولة المطلقة لا تزال ضالة الطريق نحوه، مسلسلات اون لاين التقاه ليتحدث عن الجديد في أجندته الفنية...
في البداية نود أن نسألك عن حقيقة رفضك العمل في أولى التجارب التليفزيونية للفنان عمرو دياب الذي رشحت له؟ لم يرشحني احد لأداء أي شخصية
بمسلسل عمرو دياب
هذا الكلام لم يحدث على الإطلاق فلم يرشحني احد لأداء أي شخصية بمسلسل عمرو دياب الجديد وقد قرأت أحاديث كثيرة وشائعات تفيد أن هناك صراع بين عمرو دياب واحمد عز على الفوز بي وهذا لم يحدث فليس هناك أي ترشيحات جاءت لي وإذا كان الدور مناسب لي فلا مانع بالطبع من القيام به فعمرو فنان كبير وله جماهيرية كبيرة وكل ما حدث أن الفنان عمرو دياب تحدث عن المسلسل كفكرة أمامي لكن لم يرشحني سواء أنا أو غيري فكان كلامه في المطلق.
وماذا عن عزمك القيام بتجسيد شخصية الفنان نجيب الريحاني في مسلسل تليفزيوني؟
الأمر لم يزد عن كونه ترشيحات فقط لكني رفضته لأسباب أولها إني خشيت أن أقع في فخ تجسيد الشخصيات الفنية لان تجسديها يحتّم أن يكون الفنان قريب منها حتى يكون مقنعا للجمهور الذي لا يستطيع احد أن يخدعه وأنا اعترف إنني ليس لدي هذه الموهبة ففضلت الاعتذار عن تجسيد شخصية الريحاني رغم لوم الكثيرين لي، وللعلم فهناك فنانون يمتلكون هذه الموهبة ببراعة مثل الفنان الراحل العظيم احمد ذكي الذي استطاع أن يقترب قلبا وقالبا من الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي جسد شخصيته سواء في شكله الخارجي أو روحه الداخلية وتلك موهبة كان الله سبحانه وتعالى قد حباه بها.
نلاحظ في الكثير من أعمالك التليفزيونية انحصارك في قالب السير الذاتية فهل هذا عن عمد؟
لست متعمدا أن أقوم بتجسيد بعض الشخصيات الحقيقة ولكن ما يحدث أن الشخصية حينما تعرض علي اقرأها فإذا حدث انسجام وتفاهم بيني وبينها فلا مانع من تجسديها وإذا لم يحدث فارفضها والدليل إنني حينما قدمت شخصية أبو السعود الابياري في مسلسل (أبو ضحكة جنان) فقدمتها لأنها ليست فنية وعلى الرغم من دورها العظيم في حياة إسماعيل ياسين كمؤلف إلا إنها كانت غير معروفه تفاصيلها للجمهور لذا أقدمت على تجسيدها بكل جرأة.
كيف ذلك وقد سبق وقدمت شخصية رئيس وزراء مصر الراحل مصطفى النحاس باشا؟
قدمته لان هذه الشخصية لم تعرفها الأجيال الجديدة كما إنها شخصية مؤثرة وكبيرة وتاريخية مثلها مثل شخصية عم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (خليل حسين سلطان) التي جسدتها في مسلسل (ناصر) وعرف الجمهور هذه الشخصيات من خلال صلاح عبد الله نفسه وهذا الكلام ليس بشهادتي بل بشهادة الكثيرين من أبناء الجيل الحالي.
وماذا عن مسلسلك (قضية صفية) مع الفنانة مي عز الدين؟
لقد كانت لي ميول سياسية و كنت
اكتب الشعر السياسي
لا زال ورق المسلسل محل قراءتي فلم أوافق أو ارفض القيام بالشخصية، والمسلسل كتبه السينارست ايمن سلامه ويشهد العمل التجربة الإخراجية الأولى للمخرج احمد شفيق.
إذن قد تكون متخوفا من الخوض في عمل تليفزيوني يشهد ميلاد مخرج لأول مرة؟
ليس لدي هذه الحسابات في تفكيري على الإطلاق فكبار النجوم والنجمات عملوا مع مخرجين ومؤلفين لأول مرة وحققوا نجاحات قد تكون فاقت عملهم مع مخرجين مخضرمين فالمسألة هي إبداع ورؤية إخراجية تحمل فكر مختلف وجديد.
من المعروف أن لك ميول سياسية فهل أفادك ذلك في عملك الفني؟
لقد كانت لي بالفعل ميول سياسية وكنت اكتب الشعر السياسي وكنت كذلك أمين عام الشباب بمنطقة بولاق الدكرور وهو الحي الذي نشأت فيه وسبق لي وكونت فرقة مسرحية للهواة أطلقت عليها اسم "تحالف قوى الشعب العامل"، لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين وحققت هذه الفرقة نجاحا كبيرا، وبسبب العمل المسرحي تركت العمل السياسي شكلا فقط لأنني لازلت متمسك به بداخلي في كتابه بعض الأشعار السياسية لكن بصفة شخصية، أي ليست للنشر وقد أعطتني السياسة خبرة حياتية كبيرة بعدما عملت بها ثلاثون عاما من حياتي فقد رسخت في عقلي الباطن، وعلى سبيل المثال فقد سبق وجسدت شخصية عطية الساعاتى وهو احد أعضاء مجلس الشعب بمسلسل (سكة الهلالي) وكذلك شخصية فؤاد حامد في فيلم (كبارية) شعرت خلالها أن عملي بالسياسة أفادني في الإلمام بكل جوانب الشخصية لأني عاشرت نماذج تشبههم كثيرا.
كيف تستطيع تحقيق المعادلة الصعبة في تقديم ادوار التراجيديا بإضافة مسحات كوميدية دون الإخلال بمضمون الشر بالشخصية نفسها؟
كل إنسان بطبيعته به جوانب من الشر والخير فليس هناك إنسان شرير في المطلق والعكس وهذا هو ما أحاول أن افعله، فعلى سبيل المثال نجد أن اللص رغم انه شرير إلا إننا حينما نقترب منه نجد به ولو لمحات من الطيبة وتلك هي طبيعة البني آدميين وارجع نجاحي في تجسيد ذلك إلي التوفيق من الله أولا ثم دراستي جيدا للشخصية وأبعادها النفسية.
ألست معي أن البطولة المطلقة ضلت طريقها إليك؟
كل شيء له وقت ومقدر ومكتوب من الله
لا اعترف على الإطلاق بالمسميات فليس هناك بطل مطلق وممثل أول وثاني وكل فنان يؤدي الشخصية المطلوبة منه وفي حال إتقانها يكون بطلا والجمهور يعي ذلك جيدا ولا يقيّم الممثل حسب اسمه على الأفيش أو على التترات والحمد لله يراني الجمهور بطلا في مكاني.
بدأت مشوارك الفني منذ أكثر من العشرين عاما، لكن لمَ تعلق الجمهور بك أكثر خلال الخمسة سنوات الماضية فقط؟
كل شيء له وقت ومقدر ومكتوب من الله سبحانه وتعالى وهذا نصيب فليس المهم توقيت تحقيق النجاح فالأهم هو انك حققت النجاح والإنسان في عمره كل يوم يتعلم أكثر ويزداد خبره وما ارفضه اليوم قد أكون قبلته قديما فالتفكير ذاته وخبره الإنسان تختلف يوما بعد الأخر.
زينة وصلاح عبد الله