رفض الفنان المصري عادل إمام مطالبة البعض في مصر بقطع العلاقات مع الجزائر بسبب الأحداث التي رافقت مباراة كرة القدم التي جمعت منتخبي البلدين أخيرا في الخرطوم، مطالبا في الوقت نفسه المسؤولين الجزائريين بالاعتذار "عما بدر من قلة متعصبة عقب المباراة". وطالب إمام الشعب المصري "بعدم الانسياق وراء مشاعر الغضب من العنف الذي تعرض له المصريون من بعض الجمهور الجزائري عقب مباراة البلدين في السودان".
الحل لن يكون من خلال قطع
العلاقات بين البلدين
وقال امام ان من قام بالشغب في السودان "قلة من شعب الجزائر، ويجب ألا يصف المصريون الشعب بأكمله بأنه عنيف أو لا يحب مصر، لأن هذا غير صحيح ولم يظهر من قبل". وأضاف: "تلك الفئة الجزائرية التي اعتدت على الجمهور المصري في السودان لا تعبِّر الا عن نفسها، وعلى الأصوات المصرية التي تنادي بقطع العلاقات مع الجزائر أن تنتبه الى خطورة هذا الطرح".
وأشار الى أنه ذهب الى الجزائر من قبل، وقدم حفلات مسرحية فيها بحضور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي صعد الى خشبة مسرح كان مقاما خصيصا للمناسبة على مساحة كبيرة، وحيّاه وحيّا معه الجمهور الذي كان يملأ جنبات المكان، وكان الحضور خارج المسرح ثلاثة اضعاف الحضور داخله. ودعا امام المصريين "الى عدم تعميم الاتهامات"، مؤكدا أن هناك "أصواتا جزائرية رافضة لمثل هذا السلوك الذي حدث"، وأنه بانتظار أن تطلق هذه الأصوات صيحتها.
وأقرّ في المقابل باستيائه التام مثل أي مصري مما حدث، الا أنه لن يسمح لمشاعر الغضب "مهما كانت حدتها أن تمزق عرى الروابط التاريخية الوطيدة بين الشعبين". وأبدى انزعاجه مما حدث قائلا: "نحن أرسلنا شخصيات محترمة من فنانين وسياسيين واعلاميين وأطباء وغيرهم من المحترمين، ولكنهم أرسلوا غوغائيين بالسنج والمطاوي (السكاكين)، وهذا الأمر مدبر له من الجزائر ولم يأت صدفة".
وناشد عادل امام الشعب الجزائري الذي وصفه بأنه "تم تضليله" الى العودة الى التاريخ "ليتأكد أن اعلان دولة الجزائر كان من القاهرة"، وأن أحد أسباب تعرض مصر للعدوان الثلاثي كان بسبب مناصرتها للجزائريين، وأن الجزائر ساندت مصر في حرب أكتوبر 1973 التي انتصرت فيها على اسرائيل.
وشدد على أن الخروج من هذه المحنة لن يكون أبداً "الا بتأمل الجزائريين للتاريخ جيدا"، معتبرا أن الحل "لن يكون من خلال قطع العلاقات بين البلدين، فقطع العلاقات بين دولتين عربيتين أمر مؤسف لن تستفيد منه أي منهما، والمستفيد الوحيد طرف آخر مصلحته أن ينقسم العرب واحدا تلو الآخر". (الراي)