يعد الفنان أيمن رضا من أبرز الوجوه الفنية في سوريا وأغرزهم إنتاجا، فإضافة إلى مشاركته في عدد من الأعمال المسرحية والسينمائية، قدم نموذجا مختلفا في فن الكوميديا التلفزيونية الراقية، وتميزت أعماله بالطابع الفكاهي النقدي الذي رسم البسمة على وجوه المشاهدين من خلال مواقف طريفة تلامس أحاسيسهم ومعاناتهم اليومية بشكل شفاف يبتعد كليا عن مفهوم التهريج الذي يرفضه أيمن بشكل كامل. ولم يكتف رضا بالأعمال الكوميدية فقط، بل قدم مؤخرا سلسلة من الأعمال الجدية ذات طابع تراجيدي في بعض الأحيان، اليكم القاء مع "الحواس الخمس".
على الرغم من أنك قدمت أعمالا كوميدية كثيرة، غير أن اسمك بات مرتبطا بمسلسل (بقعة ضوء)، في رأيك ما سر النجاح الكبير الذي حققه هذا العمل؟
أعتقد أن سبب نجاح بقعة ضوء هو أنه يطرح أفكارا جديدة في الدراما السورية، ويعالج قضايا المجتمع بسلبياته وإيجابياته، وهو مرتبط دائما بالسياسة والحدث الاجتماعي وهموم الناس ومشاكلهم، فهو عمل اجتماعي كوميدي، لكن ما يميزه أنه سياسي.
ربما كان هذا السبب في ظهور عدد كبير من الأعمال الكوميدية التي تقدم لوحات نقدية تشبه إلى حد كبير بقعة ضوء؟
هذا الأمر طبيعي، نحن في حاجة دائما للأعمال الكوميدية، لكنها قليلة عموما في الدراما السورية؛ ففي العام الماضي كان هناك 50 عملا تلفزيونيا منهم فقط 3 أعمال كوميدية، أما في هذا العام فهناك 35 عملا لا تحوي أي عمل كوميدي، وأعتقد أنه كان من الواجب أن يكون نصفها كوميديا.
لكن ألا يكمن السبب في كون العمل الكوميدي يحتاج إلى جهد أكبر من نظيره التراجيدي؟
أوافقك، ربما تحتاج الكوميديا إلى أدوات ومفردات كثيرة، لكن بالمقابل هناك أعمال تراجيدية كبيرة وتحتاج الشخصية فيها إلى عمل أكبر.
حاولت مؤخرا تقديم أعمال ذات طابع تراجيدي بعيد كليا عن النموذج الذي عرفك به الناس، ما الهدف من تقديم هذا النوع الدرامي؟
السبب بسيط، وهو التأكيد للمشاهد على أني أملك القدرة على تأدية أدوار تراجيدية بشكل جيد يوازي الأدوار الكوميدية التي قدمتها سابقا، لأنه كما هو معروف لدى الجمهور أن الممثل يستطيع أداء نوع درامي واحد (كوميدي أو تراجيدي)، كما أن هناك فكرة عن الممثل الكوميدي أنه غير قادر على أداء الشخصيات التراجيدية، في حين أن الواقع هو عكس ذلك، أي أن الممثل الكوميدي هو أكثر قدرة على أداء التراجيديا.
لكنك قدمت أنواعا متعددة من الفنون؟
كان لدي فكرة اريد التعبير عنها
صحيح، لكن جميع هذه التجارب كان لها علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالدراما؛ فمثلا عندما قدمت فوازير كان الهدف هو تقديم فوازير شبابية بطريقة درامية بهدف جذب الجمهور.وكذلك الأمر عندما قدمت سلسلة إعلانات مع باسم ياخور، كما أن تجربتي الغنائية كانت لصالح الدراما، وأعتقد أن التمثيل هو فن جامع كونه يحتوي كل الفنون، وأنا ممثل في النهاية وبغض النظر عن النوع الدرامي الذي أقدمه ما يهمني هو أن أعمل شخصية من لحم ودم وأن تصل الفكرة للجمهور.
لو تحدثنا عن تجربتك الغنائية التي طالها الكثير من النقد على الرغم من عدم نجاحها، حتى ان البعض اتهمك بتقديم مشاهد خادشة للحياء؟
لا أعرف، أنا كان لدي فكرة أريد التعبير عنها، وحلّلوها بهذه الطريقة، وأمر تقديم مشاهد خادشة للحياء هي وجهة نظر المخرج الذي لم يكن متخصصا بالأصل بإخراج فيديو كليب، لأن الشركة المنتجة رفضت استدعاء مخرج فيديو كليب لسبب مادي بحت، في حين كانت الفكرة الأساسية هي الدمج بين العمل الدرامي والفيديو كليب، على أن أهتم أنا بالجانب التمثيلي ويقوم المخرج بالجانب التقني، لكن هذا الأمر لم يتم وفشلت التجربة.
لماذا لم تتجه نحو الأغاني السياسية كما فعل بعض الممثلين مثل سامر المصري ووائل رمضان؟
تجربتي مختلفة كليا عما ذكرته، لأني حاولت تقديم الجانب الترفيهي من خلال لوحات اجتماعية، مثل (الطنبرجي) الذي يحب فتاة جميلة لكنه غير قادر للوصول إليها وهو صراع بين الجمال والفقر، وأردت أن أوضح للناس أن أي أغنية يتم تصويرها سيتم مشاهدتها بغض النظر عن موضوعها، عموما هناك عدد كبير من الناس أحبوا هذا النوع الغنائي على الرغم من أنه لم يسوق له إعلاميا.
شهدنا في السنوات القليلة الماضية مشاركة كبيرة لنجوم سوريين في الدراما المصرية، ما السبب في رأيك؟
السبب هو نجاح الدراما السورية وانتشارها، وهذا يؤكد أيضا الطاقات الكبيرة التي يتمتع بها الممثل السوري والذي تمكنه من أداء عدد كبير من الأدوار بأكثر من لهجة، على الرغم من أن البعض لا يريد أن يعترف بذلك.
ما سبب نجاح الدراما السورية في رأيك؟
أعتقد أن الدراما السورية حققت نجاحا كبيرا لأنها تحمل دائما أفكارا جديدة، وتتناول موضوعات واقعية وحقيقية، إضافة إلى تنوعها من حيث الموضوعات واللهجات والشكل الفني، وهي بذلك كسرت الاحتكار الذي فرضته الدراما المصرية بأعمالها الكلاسيكية لسنوات عدة.