من خلال الفرقة القومية للفنون الشعبية كانت البذرة الأولى لها قد بدأت في النمو وعام بعد الأخر صنعت لنفسها اسما ومكانا في هذا العالم من الفنون وصالت وجالت في عدد من البلدان العربية والأوربية لتمثل مصر بمصاحبة فرقتها وطافت في عدد لا حصر له من المهرجانات الدولية وحصلت على العديد من الجوائز وأثناء تواجدها بهذه الفرقة تعلمت أصول الرقص الشرقي ولما لا وهي كانت تخضع يوميا بمصاحبة أعضاء الفرقة لتدريبات تستمر لساعات طويلة.

لا نمتلك جيلا جديدا من الراقصات

وكان من غير المعتاد أن يطلب الجمهور من أي من الراقصات تأدية تابوهات معينة إلا أن في بعض الأحيان كان الجمهور يطلب من عايدة رياض تقديم تابوهات بعينها لعل اشهر هذه التابوهات (البمبوطية) ،(رقصة اسكندراني) ،(الحجالة) وغيرها ، ومن هذه الفرقة كانت انطلاقتها نحو عالم السينما والتليفزيون وذلك في فترة السبعينات والثمانينات ولكن وبشهادة الجمهور والنقاد لم تستطع هذه الفنانة الاستعراضية أن تحقق نجاحا على مستوى كونها ممثلة سينمائية مثل هذا النجاح الذي تذوقته وأمتعت به جمهورها من خلال عملها في فرقة رضا ولكن كيف تحولت الراقصة عايدة رياض إلى ممثلة وهل ساعدها عملها كفنانه استعراضية في المقام الأول في دخول عالم السينما والتليفزيون وما هي رؤيتها في الرقص الشرقي حاليا وهل لازال موجودا أم أن فيفي عبدة ودينا ولوسي وغيرهن من راقصات مصر لم يستطعن أن يعودوا بالرقص الشرقي إلى عراقته وأصوله واحترامه الذي كان عليه في فترة الخمسينات والستينات وتحقيق جيل الراقصات الأول للمعادلة الصعبة ألا وهى ارتداء ما يشاءون من بدل رقص منزوعة وفي نفس التوقيت احترام الجمهور لهم وهى المعادلة التي قد تفتقدها الكثيرات من الراقصات الآن.

.سأل "مسلسلات اون لاين" عايدة رياض في حواره معها عن أصول الرقص الشرقي وكيف أتقنته وهل تعتز بكونها راقصة وفنانة استعراضية أم تحب لقب ممثلة اكثر وما هي في وجهة نظرها أسباب انحدار الرقص الشرقي وعلامات استفهام كثيرة إجابتنا عليها في هذا الحوار الصريح جدا:

الفنانة عايدة رياض..من أين نبدأ الحكاية؟
لا يوجد لدي في حياتي بداية حقيقية سوى تلك التي كانت في الفرقة القومية للفنون الشعبية فلا تتخيلون إلى أي مدى كانت لهذه لها عظيم الأثر في تكويني كإنسانة وفنانه وفيها تعلمت أصول الحياة فأنا أرى نفسي إني تربيت فيها لأني انضممت إليها قبل أن أتم عامي الثلاثة عشر أي إنني عشت طفولتي فيها وقد أكون تأثرت بها أكثر من تأثري بالمدرسة أو الأسرة فكنت وبمجرد استيقاظي من النوم ارتدي ملابس واعد حقيبتي التي تحتوى على ملابس التدريب وأطير إلى مسرح البالون وأكون في منتهى سعادتي وأنا ذاهبة إلى هذا المسرح الذي شهدت على خشبته أحلى سنوات عمري وكلما مررت من عليه الآن أكاد أن ابكي لان طفولتي وحشتني جدا.

صفي لنا مشاعرك بالضبط حينما تمرين على هذا المسرح؟
أتوقف مع ذكرياتي وحياتي وكل ما تعلمته عليه وزملائي أعضاء فرقة رضا وابكي على أن شتتنا الزمن بعد أن كنا نقضي طيلة اليوم معا نأكل ونشرب ونضحك ونبكي فكانت حياة كاملة عشتها وسط هذه الفرقة.

وما رأيك في فرق الفنون الشعبية كفرقة رضا مثلا الموجودة حاليا والتي تؤدي عروضها على نفس المسرح؟

لا يوجد لدي في حياتي بداية حقيقية

بالطبع احترم عروضها فهي تجارب جيدة بفكر ورقص جديد وما يعجبني فيها إنها لم تتأثر بالحداثة والتكنولوجيا كثيرا في أدائها فاستطاعت بذلك أن تحافظ على إطار التقليدية والتراث الذي يعتبر في وجهة نظري أهم معلم من معالم فرقة رضا على مدار السنوات فانظر لها كالهرم مثلا فهل يجدي أن يتم العبث بوضع بعض الأشياء لتغير شكل هيئته أو أن نصنع "نيولوك" لأبو الهول بالطبع لا كذلك الحال مع فرقة رضا أو القومية للفنون الشعبية.

إذن تعودين بشهرتك الحقيقية إلى كونك راقصة؟
طبعا ولا اخجل من ذلك فعملي كراقصة فنون شعبية وساما على صدري لن أستطيع ولا أريد أن أتنصل منه أبدا فلولا الرقص ما كنتم تعرفون الآن من هي عايدة رياض ولو عاد بي الزمن من جديد لاخترت أن أكون راقصة فقط.

تعترفين إذن أن عملك في الدراما بشقيها التليفزيوني والسينمائي فترة غير محسوبة في حياتك؟
لا أنا لم اقل هذا الكلام على الإطلاق فأنا قلت نصا انه لولا الرقص ما كنتم تعرفونني أي أن الرقص هو المدرسة الفنية الأولى في حياتي ومنه تعرف إلي الجمهور أما الدراما فرغم إنها ساهمت في معرفة قطاع عريض من الناس بي ممن لا يهتمون بالرقص أو الفنون الشعبية بصفة عامه إلا إنني حتى الآن رغم تمثيلي لحوالي خمسين فيلم وعدد كبير من المسلسلات التليفزيونية والعروض المسرحية التي طافت البلاد إلا أنني لا أرى نفسي محظوظة بقدر ما كان هذا الشعور يملأني وأنا ارقص.

يقولون أن الرقص كثيرا ما يهذب النفس فإلى أي حد أنت مع هذه المقولة؟
أنا معها قلبا وقالبا وسأقول لكم شيء ألا وهو إنني في أوقات كثيرة اشعر بالاختناق والضيق دون سبب واضح وأظل أفكر عن السبب إلا إنني افشل في إيجاده فما من حل أراه سوى أن ارقص..نعم ارقص فأقوم بتشغيل أي من إيقاعات وتابوهات فرقة رضا لأرقص وابكي واضحك وأتخيل الجمهور وهو يصفق لي وأظل ارقص حتى اهدأ وبالفعل اهدأ وأصاب بسكينة غريبة، انه الرقص الذي علمني أن أكون هادئة أنيقة في كلامي وشيك في تفكيري علمني أن أحترم التفاصيل ولا انظر فقط للموضوع ككل ربما لان الجزيئات الصغيرة قد يمكنها التسبب في هدم شيء كامل بنى على مدار سنوات،لكل هذه الأسباب فأنا أحترم الرقص اكثر من كوني فقط أحبه.

أي أنواع الرقص بصفة خاصة تحبين؟

كل أنواع الرقص وبالطبع لابد أن أكون متحيزة للرقص الشعبي لأننا كنا نمثل ونحكي ونتألم بالرقص لكن بصفة عامه أنا احب الرقص بكل أنواعه فمثلا الرقص الشرقي احبه جدا واراه فنا راقيا لكن تواجد كل من هب ودب فيه جعله يتحول إلى مهنة لا مهنة له فالدخلاء أطاحوا به.

لكن لماذا ينظر المجتمع إلى الرقص بصفته مهنه سيئة السمعة؟
انه أحد أسباب التناقض الذي نعيش فيه ونحياه ولم نستطع التخلي عنه فأنا معكم في قولكم أن المجتمع ليس كله بل الغالبية العظمى منه يدينون الراقصة في العلن لكن بينهم وذاتهم مثلا بعض الرجال يتمنون أن يتحدثوا معها أو تشير لهم فقط،أما السيدات فيتهافتون على شراء اسطواناتهم لهؤلاء الراقصات ليتعلمون منها حتى ترضى زوجها الذي ينظر بشره إلى الراقصات وأعيد وأكررها انه فعلا تناقض كبير بداخلنا.

وما رأيك في جيل الراقصات الآن؟
وهل يوجد جيل جديد من الراقصات لا يوجد طبعا لذا أخشى على الرقص الشرقي يوما من الانقراض وتضيع واحدة من أهم ملامح الفن المصري وهذا يعتبر كارثة فالراقصات الروسيات يأتون إلى هنا ليتعلمون أصوله أي أن صيت الرقص المصري قد وصل للأفاق لذا لابد وان ننشأ مدارس لتعليم الرقص الشرقي حتى نضمن جيلا جديدا من الراقصات.

وبصراحة جيل فيفي عبده ودينا ولوسي ما رأيك فيه؟
طبعا جيل محترم يكفى إنهن ساهمن في بقاء الرقص الشرقي ونتفاخر بهن في كل مكان فلا أحد يستطيع الاعتراض عليهن لأنهن محترمات وللعلم هناك صفات وجدتها مشتركة في عدد كبير من الراقصات يتميزن بها.

وما هي أهم هذه الصفات؟
على رأس هذه الصفات الجدعنة والشهامة ومعرفة الأصول وان الكلمة عقد ليس في حاجة إلى تدعيمها على ورق وتوقيع ،ومواعيد الراقصات أتحدى أن تكون مغلوطة بل يستطيع أي شخص أن يضبط ساعته عليهن أضف إلى ذلك أن الراقصات يقفن مع بعض في الأزمات ومع غيرهن أيضا فهن بالمعنى المتعارف علية والشائع(رجالة آوي).

عذرا يبدو انك غير متابعة جيدا للحروب الخفية والمعلنة التي تحدث بين الراقصات لعل اشهرها مشاكل وحروب فيفي عبدة ودينا ألم تسمعي عنها؟

نعم سمعت لكنى اعتقد أن الأمر كان فيه تهويل صحفي وإعلامي كبير.

بل كانت الحروب والسباب علني بينهن وعلى الفضائيات ألم تشاهديه؟
لا لم أشاهده ولكن بصفة عامه لا يوجد أدنى مشكله في تواجد بعض الخلافات التي تعكر صفاء العلاقات لكنها تزول واعتقد أن العلاقة بين دينا وفيفي باتت إلى حد ما جيدة وللعلم هن صديقتان جدا منذ زمن بعيد والدليل هو أن فيفي نفسها رقصت في حفل زفاف دينا وكانت في منتهى السعادة.

قدمت الكثير من الأعمال السينمائية والتليفزيونية لكننا لاحظنا أن المخرجين يستغلون عملك كراقصة في أدوار تستدعي بعض من مشاهد الرقص..أليس كذلك؟
المسألة نسبيه وتختلف من عمل لأخر وأنا لست صغيرة حتى لا أستطيع التفرقة بين عمل فعلا يستدعى رقصة ما وعمل أخر لا يستدعيها ولا أمانع في تأديتها إذا كانت بشكل محترم وليس لمجرد حشر العمل بها كما أن هناك أعمال قدمتها أيضا ولا يوجد بها أي مشاهد رقص بل قدمت نفسي كممثلة فقط فيها.

لننتقل إلى مرحلة عملك كراقصة وممثلة على خشبة المسرح ماذا تعني لك هذه المرحلة؟
اعتبر أن المسرح عالمي وعشقي الكبير فكما سبق وقلت انه شهد ميلادي كراقصة فنون شعبية ومنه إلى السينما والتليفزيون،وعليه كانت مواجهتي للجمهور لأرى في عيونهم وجها لوجه رد فعلهم عني وعن أعمالي التي أقدمها فأنا لا اقتنع ولا أؤمن بالاستفتاءات التي تجريها الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية رغم إمكانية أن تكون صحيحة لكنى أؤمن فقط بتعبيرات وجوه الجمهور الحضور على كراسي المسرح وتصفيقهم وتشجيعهم لي، هذا فقط ما يدعمني ولا تتخيلون إذا لمحت في عيون أي منهم نظرة عتاب أو عدم حب أكاد أن اجن وأحاول أن أغير رد فعله أو رأيي في وكم كنت أتمنى وقتها أن انزل من على خشبه المسرح حتى أسأله عن رأيه في وما يعجبه واستفسر منه عن سبب نظراته لي وقتها فقط سأستريح، على خشبة المسرح قدمت أعمالا كثيرة الحمد لله وتركت بها بصمة مثل (جوز وفرد)، (اسكت يا خيشة)، (واحد لمون والتانى مجنون).

تزوجت لفترة زمنية من المطرب الراحل محرم فؤاد وخلال هذه الفترة انخفضت أسهمك الفنية لماذا؟
نعم تزوجته حوالي عشرة سنوات تحديدا منذ عام 1982 إلى 1992 وكان هناك حب كبير بيننا وهو السبب في أن نتزوج وقبل إتمام هذه الزواج كنت قد اتفقت مع محرم أن أظل اعمل في الفن لأنه كان يعلم جيدا أنى احب هذا المجال فوافق وتزوجنا على هذا الأساس لكني فوجئت انه يجبرني على الجلوس في البيت ولا اعمل وفعلا لأنني كنت احبه ولا أريد أن أغضبه وافقت وظللت بين أربعة جدران لمدة سبع سنوات وفجأة جاء أمام عيني لحظة وقوفي على المسرح لأتسلم جائزة عن فيلمي (أحلام هند وكاميليا) فقررت العودة وعدت وبالطبع طيلة سبع سنوات كان لابد أن تنخفض اسهمي الفنية.

نعرف أن الفنان محرم فؤاد كان متزوجا قبلك ماذا عن علاقتك بأسرته؟

كان ابنه طارق مقيم معنا في البيت وكنت احبه كثيرا لأنكم كما تعلمون لم انجب وكنت احترم زوجته جدا السيدة ماجدة بيضون وفي النهاية كانوا أهل زوجي وعلي احترامهم.

وماذا كان رد فعل الفنان محرم فؤاد لحظة اتخاذ قرارك هذا؟
بالطبع حدثت مشاكل عديدة بيني وبينه ودبت المعارك بيننا لكني صممت على رأيي وعدت إلى الفن وقدمت أفلاما ومسرحيات وكان العرض ينتهي في الثالثة صباحا وهو صامت لا يقول لي شيء.

إذا كيف جاء قرار الانفصال؟
شعرت إنني اظلمه وانه لا يريدني أن اعمل فكان أمامي خياران إما أن أتنازل عن كل ما حققت واجلس في البيت وإما أن انطلق إلى عالم الفن وننفصل فاخترت الحل الثاني وطلبت الانفصال وبالفعل انفصلنا بهدوء.

انت عازفة عن الزواج منذ عام 1992 إلى الآن؟
نعم.

وماذا عما تردد بشأن زواجك من الفنان احمد بدير؟
لم يحدث وزيجتي الوحيدة كانت من محرم كما قلت.

للكثير منا سقطات في حياته هل تعتبرين أن اتهامك في قضية آداب سقطة؟

زيجتي الوحيدة كانت من محرم كما قلت

لا بالطبع ليس سقطة بل كان تلفيق من بعض الانذال الذين لم يستطيعون أكل لحمي بسهولة ووجدوه مرا فلجئوا إلى ذلك حتى يكسروني لكني لم انكسر لكنى لا اتهم شخصية معينة وكل ما أستطيع قوله هو إنني تلقيت مكالمة من زوجة المخرج كمال صلاح الدين بعدها بدقائق طرقت الشرطة علي الباب واخذوني وزوجي وقتها الفنان محرم فؤاد الذي دافع عني باستماتة ولكني لا اعرف ما علاقة السيدة التي حدثتني بالقبض علي، هل لها يد أم لا الله واعلم لكنى اندهشت فقط من عدم التحري الدقيق علي من قبل الشرطة ما هدفهم لا اعرف حسبي الله ونعم الوكيل.

عواقب هذه القضية لم تتحمليها وحدك بل فقد تمت معايرة الكابتن حسن شحاته كلما نزل إلى ارض الملعب بها إلى أي مدى تأثرت بذلك؟
نعم فقد تحمل الكثير وكانوا يعايرونه ممن يلهثون وراء الأخبار غير صحيحة ولكن أبو كريم وإسلام (حسن شحاته) تحمل الكثير لأنه يثق في جيدا ويعرف إنني قبض علي وأنا في بيت الزوجية مع زوجي ولسنا في شقق مفروشة.

إذن في النهاية نسألك ماذا تبقى من أحلام عايدة رياض ولم تتحقق؟
بصدق شديد أحب أن أقول أن الحياة كلها أحلام وحينما يتحقق حلم عن نفسي ابدأ في حلم جديد أخر وأسعى بكل جهدي لان أحققه وهذه هي الدنيا سلسلة من الأحلام اللامتناهية وأتمنى أن يعرض علي دور سواء مسرحي أو تليفزيوني أو سينمائي يخرج كل طاقاتي الفنية لأني اشعر أن بداخلي ما زال هناك الكثير الذي لم يخرج للنور بعد، كذلك أدعو الله أن يحقق كل أحلامي القادمة وأكون عند حسن ظن الجمهور.