بعد سنوات من الغياب عاد أحمد عز للشاشة الصغيرة ليعبر عن أحلام ومشاكل أبناء جيله من الشباب. حيث رصد في مسلسله الجديد "الأدهم" معاناتهم في البحث عن "لقمة العيش" التي قد تدفع بهم إلي الهاوية. ويؤكد أحمد عز أنه ظل خلال السنوات الماضية يبحث عن عمل متميز يعيده للدراما التليفزيونية. وأن شخصية أدهم تعبر عن عدد كبير من الشباب. مشيرا إلي أنه رأي الموت بعينه أثناء التصوير.
كيف جاءت تجربة العودة للتليفزيون بعد غياب عدة سنوات منذ مسلسل "ملك روحي"؟
لا شك أن قراري بالعودة للمشاركة في المسلسلات التليفيزيونية لم يكن سهلا خاصة أنني كنت أشعر بالتردد والقلق حيث تلقيت علي مدار الأعوام الماضية عددا كبيرا من الأدوار التليفزيونية اعتذرت عنها لأنني لم أجد فيها ما أبحث عنه ويثير حماسي ويشجعني علي الإقدام علي تلك الخطوة حيث كنت أضع كل اهتماماتي وتركيزي علي السينما.
وما الذي جذبك لمسلسل "الأدهم "؟
تجربة "الأدهم" كانت بمثابة مشروع مؤجل منذ أكثر من عام حيث اتفقت مع المنتج وائل عبدالله علي بطولة مسلسل تليفزيوني وكان شرطي الوحيد وجود نص جيد وهو ما وجدته في "الأدهم" الذي كتبه صديقي الفنان محمود البزاوي يناقش قضية يعاني منها ملايين الشباب وهي الهجرة غير الشرعية.
هل ابتعادك عن الشاشة الصغيرة طوال الفترة الماضية كان بسبب خوفك من حرق نجوميتك في السنيما؟
لا أري أن التليفزيون يحرق نجومية ممثل السينما خاصة إذا كان الفنان يتواجد علي الشاشة الفضية ويذهب أيضا للتليفزيون بعمل جيد يجذب الجمهور لمشاهدته وكنت انتظر أن أعود بفارغ الصبر للجمهور بعمل درامي جيد بعد سنوات من الابتعاد عن الشاشة الصغيرة فكنت أبحث عن شيء مختلف لايماني بأن التليفزيون محطة مهمة لكنها خطيرة فهو جهاز موجود في كل بيت. وتخاطب من خلاله كل الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية والشرائح الثقافية لذلك عندما أقدم لهذا الجمهور عملا دراميا بعد هذا الغياب لابد أن يكون بمثابة "هدية حلوة" لكل بيت في مصر والعالم العربي.
كيف رأيت شخصية أدهم في المسلسل؟
تحديد الأجر يخضع لعملية
العرض والطلب
أدهم طاحون هو نموذج لهؤلاء الشباب الذين يفشلون في اثبات أنفسهم داخل بلدهم خاصة بعد رفض أسرة والده ذات السلطة والنفوذ والثراء الفاحش الاعتراف به أو منحه حقه من الميراث لأنه ابن الخادمة. ويترتب علي حرمانه من حقوقه الشرعية احساسه بالظلم والقهر والاحباط. كما تضيع كل محاولاته هباء في سبيل العثور علي فرصة عمل وينجح أحد الأشخاص في اقناعه بالسفر إلي الخارج وبالفعل يقوم بتدبير نفقات الهجرة بالكاد. لكن الرحلة تتعرض لكارثة بعد غرق المركب التي يستقلها ويعيش لحظات عصيبة يصارع خلالها شبح الموت وينجو بالفعل وينجح في الوصول إلي الشاطيء الآخر لتبدأ سلسلة من الأحداث والمواقف في بلاد الغربة.
المسلسل به اسقاطات علي سلبيات نواجهها في حياتنا فهل كنت تقصد ذلك؟
كنت حريصا علي تقديم اسقاطات لما يحدث في المجتمع من مشاكل وقضايا وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية إلي جانب الفساد والبطالة وأمور انسانية واجتماعية أصبحت مخيفة منها الكراهية والحقد بين العائلات فقد أصبحنا نعاني من قلة الحب والمودة فتري الأخ يكره أخيه بل ويقتله من أجل بضع جنيهات وهو ما نراه كل يوم علي صفحات الجرائد.
فنحن أصبحنا نواجه مأساة حقيقية. فلا يمر أقل من أسبوع دون أن نقرأ أو نسمع عن مصرع شباب في عمر الزهور أو العثور علي جثث ضحايا أو ضبط بعض المهاجرين بطريقة غير شرعية والقبض عليهم وايداعهم السجون وترحيلهم إلي بلادهم مرة أخري. فضلا عن أن مافيا تجارة الأعضاء البشرية تستغل الفرصة في المتاجرة بأعضاء ضحايا حوادث الهجرات غير الشرعية.
كيف قمت بالتحضير والاستعداد لتجسيد شخصية أدهم؟
علي مدار أكثر من ثلاثة شهور قمت بالاستعداد للمسلسل حيث درست الشخصية بكل أبعادها النفسية والاجتماعية والإنسانية. كما عشت بالفعل تجربة مثيرة بكل المقاييس عبر إجراء العديد من المقابلات والزيارات الشخصية لأفراد من بعض المحافظات عاشوا تجربة الهجرة غير الشرعية وأكثر ما لفت انتباهي خلال تلك الزيارات والحوارات الحية هو الحالة النفسية السيئة التي يعيشها هؤلاء المهاجرين والتي تنعكس علي شكل وأساليب تعاملاتهم مع من حولهم.
هل حرصت علي وجود مشاهد الأكشن والمطاردات في المسلسل؟
لا أرى أن التليفزيون يحرق
نجومية ممثل السينما
لم أقم باقحام الأكشن في المسلسل. لكنه موجود في سياق العمل بحكم طبيعة الموضوع وتسلسل الأحداث التي تتضمن بعض مشاهد المطاردات والتفجيرات وأصعب مشاهد المسلسل هو مشهد غرق المركب في عرض البحر وأثناء تصويره رأيت الموت بعيني عدة مرات "كنت هموت في شربة ميه" وتلك المشاهد عبرت عن الأهوال والصعوبات المريرة التي يواجهها الشباب الغلابة.
هل تري أن "الأكشن" أبعدك عن الأدوار الرومانسية؟
لا أميل لتقديم أفلام الحركة لمجرد إرضاء نفسي. وانما أحرص أن يكون ذلك منطقياً وفقاً للأحداث بمعني انني لا أفتعل مشاهد لاقتحام "الأكشن". أما الرومانسية فأنا حريص عليها في أفلامي لعلمي أن جمهوري يفضلني في ذلك الشكل.
هل تدخلت في اختيار سيرين عبدالنور وإيمان العاصي للمشاركة في بطولة الأدهم؟
اختيار سيرين وإيمان كان بين المخرج الكبير محمد النجار والمنتج وائل عبدالله وقد سعدت بالعمل معهما فالفنانة اللبنانية سيرين عبدالنور تمتلك موهبة رائعة وهي فنانة موهوبة وجمعتني بها مشاهد رائعة حيث تجسد دور الفتاة التي تساعدني في الغربة أماإيمان العاصي فنحن "عشرة قديمة" حيث شاركتني في فيلم "مسجون ترانزيت" وبيننا كمياء وانسجام.
كيف تري مغالاة النجوم في أجورهم في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية؟
تحديد الأجر يخضع لعملية العرض والطلب. وأري أن كل نجم يحصل علي الأجر الذي يستحقه بدون مبالغة وإذا كان النجوم يحصلون علي ملايين الجنيهات فهم يحققون إيرادات أضعاف ما يحصلون عليه.