لا ترى النجمة سهير البابلي أدنى خجلا في أن تعلنها بصراحة أن عودتها إلى الفن كانت من اجل المال ولكن لا يعنى ذلك تقديمها تنازلات وهو ما فتح النار عليها من كل حدب وصوب، فمرة يقول عنها الفنان عادل إمام أن سهير أخطأت حينما عادت للفن فهو ليس مكانها بالحجاب وعلى الجانب الأخر وبسبب هذا الحجاب أيضا وصفها الكاتب أسامه أنور عكاشة بالفنانة المشتتة ورغم كل هذا الهجوم لم تتخل البابلي عن موقفها وفي ذلك لها أسبابها التي قالتها في هذا الحوار مع مسلسلات اون لاين:

الفنانة سهير البابلي كيف تستطيعين الصمود أمام سيل الهجوم الذي تتعرضين له يوميا من بعض النجوم؟

الفن أصبح مهنة لا مهنه له

لأنهم مرضى نفسيين لا ينظروا إلى الفن سوى من منظور ضيق ومحدود لذا فيقدمون الابتذال والعري ظالمين اسم الفن معهم وللأسف أن الفن أصبح مهنة لا مهنه له فاكتظ بالمرتزقة لذا يهاجمونني دوما ولن أعيرهم اهتماما فحينما يأتي الله ليحاسبني لا أحد منهم سيقف بجواري ليحمل بعض من سيئاتي عني وكل ما أريد قوله هو حسبي الله ونعم الوكيل.

الفنانة سهير البابلي ما اكثر تصريح استفزك من النجوم؟
في أحد الحوارات قال عني الكاتب أسامه أنور عكاشة إنني شخصية مشتتة لا اعرف ماذا أريد وضليت طريقي وحتى هذه اللحظة لم أعاتبه لأنني أدركت أن حجابي تقريبا استفزه لان هذا التصريح قاله بعد ارتدائي الحجاب وعودتي للفن، أما الفنان عادل أمام فدائما ما يهاجم المحجبات بصفة عامه ويسألهن لماذا عدن إلى الفن! وأنا لا أرى إجابة لتساؤله لان السؤال ليس له داعي من الأساس وقال أن سهير أخطأت حينما عادت بحجابها إلى الفن.

وما دوافعك للعودة للفن؟
اعرف أنكم تلمحون أن أسباب عودتي قد تكون مادية وأنا لا أرى خجلا في هذا فأنا لم اسرق ولم اقتل ولم اخذ أموال أحد بالباطل احتجت للمال فعدت للفن لكن دون أن أتنازل على الإطلاق وكانت العودة بشروط.

حضور المحجبات على الشاشة وإشكالية هذا الحضور ،ما القضايا المختلفة التي يثيرها هذا الحضور من وجهة نظرك؟

يقال أن المحجبات يريدون توجيه الدراما
كيفما يشاءوا وهذا بالطبع شيء خاطئ

لأننا رغم الحرية المزعومة التي يقال إننا نعيش فيها فإننا لا نطلق هذه الحرية سوى لأنفسنا ونحرمها على الآخرين فكل إنسان يقول أنا حر وإذا سئل عن حرية الأخر يرفضها، انه التناقض الذي نعيشه وسنظل نعيش فيه فالإشكالية تولد من محاولة الحد من حرية الآخرين ويقال أن المحجبات يردن توجيه الدراما كيفما يشأن وهذا بالطبع شيء خاطئ فالمحجبات موجودات ولو أن هناك دور يناسبهن يناديهن وعن نفسي ولن أتحدث بلسان زميلاتي الفنانات المحجبات فأنا لم أسعى وراء مؤلف ليفصل لي قصة على مقاسي ومن يستطيع أن يقول إنني افعل ذلك فليواجهني.

يرى البعض أن الفنانات المحجبات يحاولن الظهور بدور الواعظة أو المصلحة الاجتماعية المهم هو أن يكون الدور شخصية محببة للجمهور وتقدمها بقالب ديني وكأنها تريد أن تكفر عن ما تراه انه خطايا في تمثيلها السابق وتمحى الصورة السابقة فيطاردها غول الماضي ؟ما موقفك من هذه الفكرة؟وهل تحركك أثناء اختيارك أدوارك؟
لنبدأ من الشق الثاني لسؤالك فاحب أن أقول أن الماضي الفني بالنسبة لي ليس مشينا حتى اعتبره غولا يطاردني ولنفترض أنى كنت اخطيء واقدم أدوارا بها بعض الحرمانية فقد أعلنت توبتي عنها والعبرة بالنهاية واحمد الله انه أفاقني لان الفن بحر قليل من النجوم هم من ينجون منه، أما عن قيام بعض المحجبات بدور الواعظة على الشاشة فأنا لست ضده وان كنت في ذات الأمر لست معه فالوسطية في كل شيء مطلوبة والفتوى الدينية لا يسمعها الجمهور إلا من أصحابها وقد اقبل عن نفسي وبعيدا عن حجابي أن استمع مثلا إلى تجربة فنانة في توبتها أو كيف أفاقت من تيار الحرمانيه في الفن فأرى إنها لا تزيد عن تجارب انسانية نسمعها ويسمعها الجمهور ليتعلم منها فقط لكنها لا ترقى لرتبه الفتوى والإصلاح الاجتماعي.

هل تعاني مسلسلات المحجبات من عدم وفرة العروض أم أن الأمر مشابه لما تتعرض له الدراما المصرية عموما في سوق العرض الرمضاني؟

لازال الجدل قائما حول سيطرة الوهابية والأموال الخليجية على الدراما المصرية عن طريق عودة المحجبات ..فما تعليقك؟
مما لا شك فيه أن هناك بالفعل سيطرة من قبل القنوات الخليجية على سوق الدراما المصرية خاصة في ظل أزمة العرض الحصري الذي تعاني منه الدراما بشكل عام وأزمة التسويق التي باتت تهدد المنتجين بالجلوس في منازلهم وذلك راجع كله إلى ارتفاع أجور النجوم والمغالاة دوما في أجورهم بشكل لا يصدقه عقل لذا فمما لاشك فيه أن هناك الكثير من المنتجين يلجأون إلى الاستعانة بفنانة محجبة لإقحامها في الأحداث ومحاولة البحث عن دور لها بأي شكل وهذا بالطبع يضر بالفن المصري بشكل عام الذي كانت القنوات تتسابق على شراء حق عرض مسلسلاته ولكن الآن أرى أن الدراما المصرية إلى حد كبير فقدت بعض من ريادتها.

هل يمكن أن نرى سهير البابلي في عملا كوميديا قريبا؟
لقد كنت من أوائل الفنانات الكوميديات في مصر ولكن الآن لا اعتقد العودة بالنسبة لي فالكوميديا أصبحت مجرد عن افيهات وأكثرها مبتذل ولا يعرف صناع هذه الكوميديا الباكية غير المضحكة انهم يحطمون الشباب والأطفال لان هذه الافيهات تصير إلى حد كبير لغتهم اليومية، وللأسف باتت أيضا خشبه المسرح التي لطالما وقف عليها رواد الفن المصري مكانا للممارسة الرذيلة الكوميدية والابتذال لذا فالبعد عن المسرح أيضا اسلم من الوقوف عليه وسط هذا المناخ الفني الملبد بالفيروسات غير الأخلاقية.