ما التطورات التي ستطال شخصية عصام في الحلقات القادمة من "باب الحارة"، خاصة أنه أصبح أكثر نضجاً وتحملا للمسؤولية؟
سيُفاجأ المشاهد بشخصية عصام،
وسيراه إنساناً آخر تماماً..
حتى نهاية العمل سيُفاجأ المشاهد بشخصية عصام، وسيراه إنساناً آخر تماماً، وهناك الكثير من الخيوط والأحداث المهمة التي ستكون بين يديه. وأشعر بالسعادة لأن الشخصية تطورت عبر الأجزاء المتعددة ولم أقدمها ضمن النمط نفسه، فخلال السنوات الأربع الماضية بنينا شخصية تطورت من كونها صبيا حلاقا عند أبي عصام مطيع لوالده، إلى رجل يمكنه أن يكون مسؤولاً عن الكثير من الأمور.
هل تتوقع للجزء الرابع من "باب الحارة" أن يحقق النجاح نفسه الذي حققته الأجزاء السابقة؟
من خلال استطلاعات الرأي يبدو أن "باب الحارة" استطاع استعادة جمهوره الذي خسر جزءاً منه نتيجة الإعلام المضاد للعمل، فمما لا شك فيه أن الجزء الثالث كانت فيه بعض المطبات، لكن على الرغم من ذلك كان متميزاً، إلا أن الهجوم الإعلامي عليه وخروج بعض الشخصيات منه، كشخصية أبو عصام التي أداها الفنان عباس النوري، ذلك كله دفع المشاهد الى أن يأخذ موقفاً منه، حتى أنه لم يتابعه بحيادية.
لذلك كان المطلوب من الجزء الرابع أن يكون الجهد فيه مُضاعفاً لاستعادة ما خسره العمل في جزئه الثالث، ولم تكن هذه الخسارة ذنب العمل، فأتى الجزء الجديد بزخم قوي. ولا أخفيك أن تصويره كان صعباً ومرهقاً.
إلى أي مدى يمكن أن تتأثر آلية تلقي الجمهور بالنزاعات التي جرت أثناء التصوير وخروج بعض الممثلين؟
النجاح ضريبته صعبة فإن لم تستوعبه قد يدمرك. وهناك أشخاص لم يستوعبوا النجاح الذي حققه العمل، خاصة أن النجاح لم يعد نجاحك كممثل أو مخرج أو كاتب أو كادر فني.. وإنما هو نجاح المشاهد الذي أصبح جزءاً من نجاحك. فمسلسل "باب الحارة" تحّول ليكون جزءاً من طقس رمضان، ويبدو أنه دخل بهذه المعادلة، وأصبح المشاهد طرفاً مهماً فيه وفي لحظات معينة قد يأخذ موقفاً أو يتفاعل أو يندهش أو يُصارع ، ولكونه أصبح طرفاً باتت تواترية نجاح العمل يحكمها الجمهور لأنه أصبح ملكاً للجمهور وله حصة كبيرة فيه لذلك حدثت بعض الإشكاليات لدى خروج بعض الممثلين منه.
هل يمكن القول ان اعتذار أو استبعاد بعض الممثلين أثّر بشكل سلبي على المسلسل؟
بسام الملا لا يخضع للشروط إنما
لحسه الدرامي والإنساني..
لا يمكننا القول انه أثّر سلباً، وبالنسبة إلي فلا أفضل أن يخرج أحد من العمل لأنه بات جسداً واحداً، لكن من الصعب أن تحافظ على هذا الجسد بسبب وجود الأجزاء المتعددة، وهنا مكمن إشكالية الأجزاء، كما أصبح هناك مجال للأنانية والنرجسية بشكل أكبر ولا يمكن إنكار أن هذا الأمر قد يؤثر على العمل. لكن بالنتيجة "باب الحارة" سيستمر بوجود بعض الأشخاص أو بغيابهم، لأنه دخل ضمن معادلة الجمهور والآلية الإعلانية الضخمة وبات له انتشار واسع.
هل سيرى الجزء الخامس النور قريباً؟
لا أخفيك أن تصوير الجزء الخامس مرهون بنجاح الجزء الرابع في رأيي، فإن وصل الجزء الرابع الى الطموح الذي نتطلع إليه أتوقع أن يكون هناك جزء خامس.
هناك من قال ان تصوير الجزء الخامس في خطر لأن افتقاد الجزء الرابع الى النجوم الكبار دفع الجهة المنتجة لتأكيد أهمية وجود نجوم لاستكمال الجزء الخامس.. فما صحة هذا القول؟
المخرج بسام الملا لا يخضع للشروط إنما لحسه الدرامي والإنساني، فإن كان هناك مجال لعودة بعض الشخصيات فسيكون مرحباً، لأن أي شيء يمكن أن يضيف الى العمل سمة النجاح يمكن تجاوز الكثير من المشكلات في سبيل تعزيزه.
هناك عملان عن البيئة الشامية يعرضان في التوقيت ذاته على قناتين مختلفتين.. فإلى أي مدى قد يؤثر هذا الأمر حتى على الأخلاق الفنية والإنتاجية؟
أشعر بالأسف عندما أجد أن هناك ممثلين يتنقلون بين عمل وآخر، فلا يمكن إلا أن تجري عملية التشابه وألا تفصل بين دور الفنان هنا ودوره هناك. المشكلة أن "باب الحارة" لم ينته، فعلى سبيل المثال إن انتهى عرضه كان يمكن أن ترى ممثليه فيما بعد في أعمال شامية أخرى، حتى إن كانت هناك بعض المقاربة، فمساحة العمل في البيئة الشامية للممثل ضيقة كثيراً لأن أدوات صنع الشخصيات ضيقة وليس هناك مساحات كبيرة لتحاول أن تقدم شخصيات مختلفة، إلا اذا أُغرقت في موضوع الكركترات وهذا الأمر ليس ناجحاً دائماً.
الناس يريدون أن يروا أنفسهم أكثر
عبر الدراما..
لذلك أفضل أن يشارك الممثل في عمل بيئي واحد مادام هو يُعرض على الشاشة فيلتزم بالشخصية التي يؤديها كي لا تحدث مقارنات، وعندما ينتهي عرض العمل يكون لكل حادثٍ حديث، لكن بالنتيجة ليست الأعمال الشامية كلها بالمستوى نفسه.
مشاركة العديد من ممثلي "باب الحارة" في أعمال بيئة شامية أخرى، هل يؤثر على الممثل نفسه أو على العمل أو على أخلاقيات المهنة؟
بالطبع سيؤثر.. القصة تعود الى حسابات الممثل نفسه، فلكل حساباته وكل ممثل يقدم مبرراته. وقد عرض عليّ الاختيار بين ثلاث شخصيات في الجزء الثاني من "بيت جدي" لتأديتها، لكني رفضتها كلها. كدت أتورط في لحظة، لكنني أجريت قراءة للأحداث ولقيمة شخصية عصام في "باب الحارة"، ففضلت الاعتذار وضحيت بالكثير مقابل أن أحافظ على شخصية عصام. عندما ينتهي عرض "باب الحارة" ستكون المعادلة مختلفة، لكن في الوقت الحاضر لا أشعر بأنه يمكنني فعل ذلك.
اعتدنا في رمضان عبر فترات سابقة أن تُعرض أعمال دريد لحام والفوازير وليس الأعمال المحمّلة بالهموم والمشكلات.. فإلى أي مدى نبتعد اليوم باتجاه الأعمال التي تغوص في مشكلات المجتمع؟ وإلى أي مدى هذه الأعمال مكانها في رمضان؟
طبيعة الحياة اليوم اختلفت وبات الناس يريدون أن يروا أنفسهم أكثر عبر الدراما، ويبدو أن البساطة التي كانت موجودة في تلك الفترة تتلاءم مع البساطة التي كانت موجودة في الدراما. لكن الأمر اختلف إلى حد ما في حياتنا الحالية وأصبحت الأمور أكثر تعقيداً والمشكلات أكبر، مما ألقى بظلاله على الموضوعات التي تتناولها الدراما، فبات مطلوبا منها الدخول في تعقيدات الحياة.