أيام وليالٍ طويلة عاشتها يسرا بين أرجاء عالم الطب النفسي، تبحث عن إجابات لأسئلة حائرة لم يكن يطرحها فقط مسلسلها الجديد.. ولكنها كانت دفينة بداخلها حول مفهوم العلاقة بين الرجل والمرأة وتذبذب الشعور بالحب والإحساس بالخيانة.. وكيف تواجه جرح المشاعر.. وجراح الحياة..
لابد أن أقتنع بالشخصية قبل تجسيدها!!
وفي الحلقة الثالثة من مسلسلها "خاص جدا" كانت هذه الأسئلة تطرح نفسها بعنف، عندما وقع الطلاق بين الدكتورة شريفة والمهندس مصطفي، تقول يسرا أحضر لمسلسل "خاص جدا" منذ عامين ونصف العام مع المخرجة غادة سليم في سرية تامة، وقبل أن يبدأ السيناريست تامر حبيب في الكتابة بعد أن تناقشتا معه طوال نصف عام حتى نجحتا في النهاية بفكرة كتابته عمل تليفزيوني..
وتضيف: الحقيقة أن المسلسل فكرة مشتركة بيني وبين المخرجة غادة سليم، حيث جلسنا نفكر في الشخصية التي يمكن التطرق إليها وتكون غير مستهلكة، واكتشفت عدم وجود مسلسلات تعتمد في فكرتها على الطبيب النفسي، الذي يحتاج لمن يداوى جراحه أيضا.
هل لابد أن تقتنعي بالشخصية قبل تجسيدها؟
بالطبع لابد أن أقتنع بالشخصية قبل تجسيدها، وبالنسبة للدكتورة شريفة فأنا جلست مع أطباء نفسيين كثيرين وتحدثت إليهم وشاهدت وقرأت وحضرت مؤتمرات طبية، ودرست الطب النفسي، ليس بمعنى أنني أخذت فيه شهادة، ولكن أصبحت أفهم كل ما يخص هذا المجال.
وما الرسالة التي يقدمها المسلسل؟
نطرح مشكلة: لماذا نعامل، نحن الشرقيين، المرضى النفسيين على أنهم مجانين في حين أنهم ليسوا كذلك؟ وإذا حسبناها فسنكتشف أننا جميعا مرضى نفسيون بدون استثناء، وبالتالي يجب أن يكون عندنا نوع من التحضر في التعامل مع هؤلاء المرضى، ونوضح أن المشكلة التي تحول بين ذهاب المرضى إلى الطبيب النفسي هي أن الناس تشك في وجود شخص تثق فيه عندما تقص عليه معلومات سرية وأنه لن يستخدمها ضدهم.
وما يميز "خاص جدا" أننا نتناول الطبقات الثلاث الغنية، والمتوسطة، والفقيرة، ونستعرض مشكلاتهم.
لكن هل هناك فقير يذهب إلى الطبيب النفسي؟
لا نتناول الفقراء من خلال ذهابهم إلى الطبيب النفسي، ولكن من خلال الشخصيات التي نتعامل معها في المسلسل مثل المربية والعمال وأهل المنطقة.
كم مرة ذهبت إلى طبيب نفسي؟
كل أدوار المسلسل تحتاج إلى نجوم منورة
مرة كنت في زيارة إلى أمريكا وذهبت إلى شخص أقرب إلى الطبيب النفسي يسمى "هبنوسر"، وهو عبارة عن طبيب تجلس معه وتحكى له كل ما لديك من هموم، دون أن يستعمل ما تبوح له به ضدك، وفعلت هذا مرة واحدة فقط لأني في هذا الوقت كنت في حاجة إلى شخص أفضفض معه، وللأمانة استرحت كثيرا بعد جلستي معه،
وأنا مؤمنة تماما بالطب النفسي، فليس عيبا أو خطأ أن نذهب إلى الطبيب النفسي، وإنما الخطأ أن نعتقد أننا لسنا مرضى نفسيين، عندما نكون مرضى بالفعل ونحتاج إلى المساعدة..
لماذا كل هؤلاء ضيوف الشرف في المسلسل؟
معي ضيوف شرف كثيرون ووجوه جديدة أيضا يمثلون لأول مرة، واستعنت بكل هذا العدد لأن تركيبة حدوتة المسلسل تحتاج إليهم جميعا، فكل أدوار المسلسل تحتاج إلى نجوم منورة، تجيد التمثيل وفي نفس الوقت تملك قدرا كبيرا من الجمال.
لكن هناك أسماء أكبر من أن تأتى لتقدم عدة مشاهد؟
بالفعل معى بسمة التي تجاملنى بظهورها في المسلسل، فصورت الدور ورفضت الحصول على مقابل مادى، وكذلك دينا، وللأمانة أحمد السقا اتصل بى وأبدى استعداده للظهور معى حتى ولو في مشهد واحد، لكنى رفضت طلبه لأن السقا جاملنى من قبل في مسلسل "لقاء على الهواء"، عندما ظهر مع هالة سرحان في مشهد واحد، أما الفنانة منى زكى فاعتذرت لدخولها مع طارق العريان فيلم "أسوار القمر"، وكذلك الفنان أحمد حلمى اعتذر لأنه كان مشغول بمونتاج فيلمه الأخير "1000 مبروك"..
لكن ألا تخشين من أن يخطف ضيوف الشرف "الشو" منك؟
هذه أقاويل كاذبة، لأن كل ممثل له شخصيته وقيمته وطعمه وشكله الخاص به، فليس هناك من يشبه الآخر، ولا يستطيع أحد أخذ مكان أحد حتى من الذين رحلوا..
وما مفاجأة المسلسل؟
طوال حياتي أقدم قضايا تمس الناس
إنه لا توجد فيه قضية أبرز من الأخرى، كما نتحدث في كل شىء، فالمسلسل ملئ بمجموعة من المشكلات اليومية النفسية والاجتماعية.
في الفترة الأخيرة اتجهت إلى تقديم قضايا اجتماعية خاصة فهل هذا اتجاه ستستمرين فيه أم مجرد مرحلة؟
لماذا مرحلة؟ طوال حياتي أقدم قضايا تمس الناس، ففي فيلم "كراكون في الشارع" قدمت قضية، و"الأفوكاتو" كان قضية ولم يكن مجرد مرحلة، كما أنه ليس بالضروري أن تكون كل الأعمال تناقش قضايا، بل هناك أعمال مصنوعة لكي تضحك الناس، أو تبكيهم، المهم يكون عندك إحساس بالآخر.
لماذا تهتمين في أعمالك بالمرأة فقط؟
هذا طبيعي أولا لأني امرأة، ثانيا لأن المرأة نصف المجتمع إذا لم تكن أكثر، كما أن مشكلات المرأة في السينما غائبة تقريبا، على عكس الزمن الماضي كانت السينما تهتم أكثر بالمرأة، أما اليوم فالتليفزيون هو الذى يعطى مساحة للمرأة لكي تتحدث في كل شيء، كما تشاء.. وأنا سعيدة بما قدمته من أعمال للمرأة مثل "قضية رأى عام"، و"في أيد أمينة" لأنها أظهرت قوة المرأة، وأن لها دورا وتأثيرا في المجتمع.