يؤكد الفنان محمّد رجب أن شخصية "أدهم الشرقاوي" في المسلسل الذي يحمل العنوان نفسه هي أهم أدواره إطلاقاً ويبدي رغبته في أن تتوِّجه كأحد فرسان الرهان في الدراما الرمضانية. عن كيفية تعامله مع الدور خصوصاً أن الفنان الكبير عبد الله غيث سبق أن أداه في فيلم سينمائي رصد هذه الملحمة، كان الحوار التالي مع الجريدة .
هل ترددت حينما عرض عليك دور "أدهم الشرقاوي"؟
لا يحبّ أي فنان أن يقارن بآخر..
إطلاقاً، بل فرحت بترشيحي لهذا الدور، لأن هذه الشخصية تٌغري أي فنان لتقديمها، خصوصاً أن سيرة هذا البطل محفورة في ذاكرتنا، لذا فضلته على كل الأدوار الأخرى التي عرضت علي.
ألم تخشَ مقارنتك بالفنان الراحل عبد الله غيث الذي جسّد الشخصية نفسها في فيلم "أدهم الشرقاوي"؟
كنت "مرعوباً" وشعرت بقلق مُضاعف. لا يحبّ أي فنان أن يقارن بآخر فما بالك إذا كان هذا الفنان النجم الكبير الراحل عبد الله غيث.
بماذا يختلف المسلسل عن الفيلم؟
يبحر المسلسل في تفاصيل دقيقة لم يتناولها الفيلم، إذ غلب على هذا الأخير الطابع الغنائي المرافق للأحداث أكثر من التركيز على جوانب الشخصيات الخاصة.
هل يمكن القول إن المسلسل هو مغامرة بالنسبة إليك أكثر منه بطولة مطلقة؟
طبعاً، برأيي لا بد من يكون الفنان مغامراً لتقديم كل ما هو جديد ومتميز.
بماذا يختلف دور أدهم الشرقاوي عن باقي الأدوار التي تمحورت حول شخصيات سياسية وفنية عرضت في رمضان في السنوات الماضية؟
عدم وجود ملامح أو صورة محددة لهذه الشخصية في أذهان الناس، بالإضافة إلى أنها مليئة بالأسرار التي جعلت أدهم الشرقاوي بطلاً ملحمياً. لا أخفيك أنه لو كان الدور يجسّد شخصية مشهورة أخرى ما كنت وافقت على أدائه لأن المقارنات تجري دائماً بين هذه الشخصية وبين أداء الفنان، على غرار ما حدث في المسلسلات التي تناولت سيرة "العندليب" عبدالحليم حافظ، و"السندريلا" سعاد حسني، و"الزعيم" جمال عبد الناصر.
كيف كانت استعداداتك للدور خصوصاً أن مسلسلات "السيرة الذاتية" تحتاج دائماً إلى جهد مضاعف؟
أفضّل أن تغلب المصداقية على
العمل الدرامي
في البداية، اقتصرت معرفتي بشخصية أدهم الشرقاوي على ما قدّم في الفيلم، على غرار المصريين اعتقدت أنه كان لصاً وقاطعَ طرق وتحوّل في ما بعد إلى بطل بعدما واجه الظلم. إلا أنني بعدما قرأت السيناريو اكتشفت أنه كان من عائلة ثرية وتربى في قصر عمه الذي كان يعامله كإبنه، الدليل على ذلك أنه كان فارساً ويملك جواداً، كذلك لمست مدى إيمانه بضرورة النضال ضد الاحتلال والإقطاعيين، أي لم يأتِ الأمر معه صدفة، لذا بذل حياته ثمناً لدفاعه عن حقوق أهالي قريته فنصّبوه بطلاً شعبياً.
يتضمن المسلسل مشاهد صعبة كثيرة، مع ذلك أصرّيت على عدم الاستعانة بـ "دوبلير" لماذا؟
لأنني أفضّل أن تغلب المصداقية على العمل الدرامي، لن أقدّم شخصية أدهم الشرقاوي سوى مرة واحدة في حياتي، لذا يجب أن تخرج إلى النور كما يجب.
لكنك أصبت أثناء التصوير مراراً!
صحيح، مع ذلك حرصت على إكمال التصوير من دون الاستعانة بـ "دوبلير" لإضفاء الواقعية قدر الإمكان على الأحداث.
ماذا عن الأغنيات التي سجّلتها بصوتك في المسلسل، هل كانت لضرورة درامية أم سيطرة على الأحداث؟
القصد منها التعبير عما يجول داخل الشخصية في لحظات مؤثرة للغاية خصوصاً في مشهد وفاة عمّ أدهم مثلاً، كذلك يتضمن المسلسل رباعيات بصوت المطرب خالد عجاج.
تحفّظ البعض على ترشيحك الفنانة دوللي شاهين لتشاركك البطولة.
(مقاطعاً) لو كنت أنا مَن رشّحتها فهذا ليس عيباً، لكن جاء ذلك عن طريق محمد الغيطي مؤلف المسلسل. عموماً دوللي مناسبة للدور، تشبه ملامحها إلى حدّ كبير ملامح المصريات، إضافة إلى أنها فنانة موهوبة بكل ما للكلمة من معنى.
كيف تقيّم تجربتك الأولى مع المخرج باسل الخطيب في المسلسل؟
أتقبل النقد شرط أن يكون بناء ومبنياً
على أسس تخصّ أدائي
أسعدني التعاون معه لأنه يملك رؤية مختلفة لا سيما في المسلسلات التي تتناول السير الذاتية، قدّم أعمالا حققت نجاحاً في العالم العربي من بينها "نزار قباني" و"ناصر".
ما سبب ابتعادك عن التلفزيون علماً أنك حققت نجاحاً في مسلسل "لقاء ع الهوا" قبل خمس سنوات؟
عدم وجود دور جيّد يحفزني ويشجعني على تكرار التجربة.
هل تؤمن بمقولة أن التلفزيون ينتقص من شهرة نجوم السينما؟
لا، تدلّ تجربتي الشخصية في السينما والتلفزيون على ذلك، هنا لا بد من أن أشير إلى أن ما يشاع حول عدم تحقيق أفلامي النجاح غير صحيح وتشهد الإيرادات وردود الفعل الإيجابية على مدى انتشارها وإقبال الجمهور عليها.
هل تتقبل النقد؟
نعم، شرط أن يكون بناء ومبنياً على أسس تخصّ أدائي وليس لأغراض أخرى، بطبيعة الحال أنا دائم الانتقاد لنفسي وحريص على الوقوف على رأي العاملين معي في "اللوكيشن" بعد كل مشهد أصوّره وعلى الاستفادة مما يكتب لأطور أدواتي الفنية.