الفنان خالد سليم حالة خصوصا بين أبناء جيله، ففي الوقت الذي يتجه فيه الجميع إلى لعبة "الإفيهات" والأغنية التي "تفرقع"، يبحث عن جمهور خاص، يقدر الطرب، ويعشق الرومانسية، من هنا أصبح خالد سليم أحد الضيوف الدائمين على مهرجانات الموسيقى العربية والتي كان آخرها الأسبوع الماضي في الإسكندرية. وحاليا يخوض خالد تجربة الإنتاج الفني ويقوم حاليا بتنفيذ ألبومه الجديد الذي يقدم من خلاله ألوانا غنائية متنوعة بين الخليجى والراى الجزائرى والغناء باللغة الإنجليزية، وفي حديثه مع الشروق يكشف عن العديد من أسرار وحِيَل نجوم الغناء من أجل البقاء على القمة.

في البداية سألوه عن سر اختفائه من الحفلات والاكتفاء بالظهور في ليالي الموسيقى العربية بالأوبرا.. فأجاب:

المشاركة في مهرجان تنظمه دار الأوبرا
ليس متاحا لكل المطربين

قدمت خلال الفترة الماضية العديد من الحفلات وشاركت في بعض المهرجانات في المغرب والأردن.. ولكن معظم هذه الحفلات كانت تهتم بالدعاية في نطاق إقامتها لذلك لم يعرف عنها الجمهور المصرى الكثير، ولكن يظل ظهورى من خلال مهرجانات الموسيقى العربية هو أهم الأحداث بالنسبة لى لأنني أُولِى هذه المشاركات اهتماما خاصا، واحتفل بها بشكل شخصي، لأنني لدى قناعة بأن المشاركة في مهرجان تنظمه دار الأوبرا ليس متاحا لكل المطربين، وإنما هو مخصص للأصوات القادرة على تقديم الأغاني والأدوار التراثية الصعبة.

قدمت في مهرجان الإسكندرية فاصلا لأغانى العندليب الأسمر فهل كان هل اختيارك أم اختيار إدارة المهرجان؟
عبدالحليم حافظ يمثل بالنسبة لي حالة خاصة لأنني أحببت الغناء من خلاله ودائما تمثل لى أعماله حالة عشق خاصة، وعندما اتصلت بى إدارة المهرجان للمشاركة في الدورة الرابعة بالإسكندرية كان الاتفاق على أن أقدم ليلة لأغنيات العندليب وأنا رحبت بالفكرة.

كان هناك اعتراض على نوعية الجمهور الذى أفسد الحفل بالهتاف لك، والبعض اعتقد أنك وراء دعوة هذا الجمهور؟
أن يأتى جمهور من الشباب إلى حفلات الموسيقى العربية بالأوبرا لمشاهدة خالد سليم فهذا نجاح لى لأنني أضفت شريحة جديدة لجمهور الأوبرا، وإن كان هذا الجمهور لا يعرف تقاليد الأوبرا ويتعامل معها مثل حفلات الهواء الطلق، فهذا أمر عارض وأعتقد أنه مع الوقت سيتعلم الشباب كيفية احترام تقاليد المسارح العريقة، أما عن دعوتى للجمهور فهذا أمر طبيعى ومعظم المطربين يتعاملون معه لأني أضع مواعيد وأماكن حفلاتى على مواقع الإنترنت وبالفعل أنا قدمت الدعوة للجمهور عبر "الفيس بوك" ولا أعتقد أن هناك خطأ في ذلك لأن الإعلان عن الحفلات بأى شكل أمر مشروع، وهنا أنا لا أختار جمهورى بل الجمهور هو الذى يختار.

وما رأيك في ظاهرة الجمهور المدفوع الأجر التي أصبحت واضحة في الكثير من الحفلات أخيرا؟
هناك نجوم كبار يلجأون لهذا الأسلوب، وهناك من يقدمون دعوات مجانية ليحضر حفلاتهم عدد كبير من المشاهدين، وبذلك يشعر النجم بأن خلفه جمهور عريض وهو يغنى على المسرح، وأن حفلاته تلقى رواجا كبيرا، وهذا يستغل في الدعاية للنجم ولحفلاته، ولكنى لا ألجأ لمثل هذه الأمور لإقتناعى بأن كل ما يبنى على باطل فهو باطل، وأن النجوم الذين يخدعون الناس لن يستمروا كثيرا في مواقعهم، ولابد أن تتضح هذه الحيل في يوم من الأيام.

عقدك مع عالم الفن كان لإصدار ألبوم واحد هو "غايب عنى" فماذا ستفعل في الفترة المقبلة؟
أقوم حاليا بإنتاج ألبوم جديد سيصدر في الأسواق قريبا، وستقوم شركة ميلودى بتوزيعه، في مصر ولبنان وبالفعل اخترت حوالى 14 أغنية جديدة جار تنفيذها حاليا وعندما انتهى من التسجيل سأختار منها عشرة أغان للألبوم الجديد، وكذلك أقوم حاليا بإنتاج فيديو كليب جديد بعنوان "كان فين" وعندما أنتهي من تصويره سيتم عرضه بعدد كبير من القنوات في وقت واحد، وبالطبع ستكون قنوات ميلودى في المقدمة.

اتخاذك قرار الإنتاج لنفسك.. هل يأتي احتجاجا على سيطرة شركات الإنتاج؟

أقوم حاليا بالتركيز في اختيار أعمال جيدة

في البداية أحب أن أوضح أننى كنت دائما المنتج الفنى لألبوماتى.. فأنا منتج ألبوم "عالم تانى" ولكن من وراء الستار، وكذلك ساهمت بـ50٪ من ألبوم "ولا ليلة ولا يوم" وعلى الرغم من أننى تلقيت العديد من العروض من شركات خليجية لإنتاج ألبومى الجديد فإننى فضلت الإنتاج لنفسى وبنفسى وأنا أعلم أن هذا سيأخذ منى مجهودا كبيرا، لكنه سيتيح لى حرية أكثر في تقديم الفن الذى أحبه، فأنا أعلم أن البيع في سوق الكاسيت لا يحقق أرباحا، ولكن هناك وسائل أخرى مثل رنات الموبايل والتحميل عبر الإنترنت وغيرها من الوسائط وبالفعل يتم حاليا الترتيب لكل هذه الأمور، ولكني أقوم حاليا بالتركيز في اختيار أعمال جيدة تستطيع تحقيق النجاح وسط المنافسة المشتعلة في سوق الكاسيت.

وماذا عن تصوراتك لألبومك المقبل؟
أحاول عمل توليفة ترضى كل الأذواق، فسأقدم بالطبع الأعمال الطربية التي يحبها شريحة عريضة من الجمهور، كذلك سأقدم أغانى خليجية أصالح بها جمهور الخليج الذى ابتعدت عنه لفترة، كذلك سيتضمن الألبوم أغنية جزائرية وأخرى باللغة الإنجليزية ستكون مفاجأة الألبوم، وهى تحمل عنوان "ملكة الصحراء"، وفي هذا الألبوم أحاول استعراض إمكانياتي كمطرب قادر على تقديم الأغاني العصرية والأغاني الطربية وكذلك الغناء باللهجات واللغات المختلفة.

ومن هم الملحنون والمؤلفون الذين يشاركونك الألبوم؟
كما قلت، أنا بصدد تنفيذ الأغاني، وأذكر المؤلفين وليد الغزالى وعزيز الشافعى ومحمد عاطف ومن الملحنين كريم محسن وهانيل نبيل ومن الموزعين طارق حسيب وأحمد عادل وخالد نبيل وفهد وكريم عبدالوهاب.

وهل سيكون لخالد سليم تواجد في رمضان من خلال الأدعية وتترات المسلسلات؟
سجلت أخيرا دعاء بعنوان "أنا إيه" كلمات وألحان عزيز الشافعى وتوزيع أحمد عادل ومن المنتظر أن يذاع على عدد من القنوات الفضائية، كذلك انتهيت أخيرا من تسجيل تترات مسلسل "قاتل بلا أجر" الذي يلعب بطولته الفنانين حسين فهمى وفاروق الفيشاوى، وأحب أن أوضح هنا بأن تترات المسلسلات من الأعمال التى أوليها اهتماما كبيرا لأنها أغنيات ترتبط بأعمال درامية وتذاع لمدة شهر كامل ويشاهدها عدد كبير من الناس، ولذلك يجب أن تكون على مستوى عال جدا يليق بالعمل الدرامى الذى يصاحبها وبأسماء نجومه، ومن هنا أحرص على عقد جلسات مع المؤلف والمخرج للتعرف على الحالة الدرامية التى يحتويها المسلسل ليكون أداء الأغنية مناسبا لأحداثه.

وهل لك شروط في العمل الدرامى لتقدم تتراته؟
في المقدمة أسماء نجومه لأننى أعرف منهم مستوى العمل ومدى احتمالات النجاح وإن كان سيعرض على عدد كبير من القنوات أم أنه سيعرض في قناة أو اثنتين فقط، وأعتقد أن عملا يشترك فيه حسين فهمى وفاروق الفيشاوى سيعرض كثيرا ليس في رمضان فقط، وإنما لسنوات كثيرة مقبلة.

هل قدّم خالد سليم دعاءً دينيًا "مشركًا بالله"؟؟