جسد شخصية الأمير فؤاد الأطرش من خلال المسلسل الذي أثار ضجة واسعة وهو (اسمهان) الذي شارك في إنتاجه وبعد هذا النجاح غير المتوقع يقوم الفنان السوري فراس إبراهيم حاليا بتصوير مشاهده في مسلسل (اغتيال شمس) مع المخرج مجدي أبو عميرة، فيما لا يقل عن الستين دقيقة كاملة حاورناه لنعرف سر خلطته السحرية التي بها استطاع أن يجعل كل الآراء تؤيده وعن الكثير من مشروعاته وحياته كان هذا اللقاء:

في البداية نريد أن نعرف منك تفاصيل أخر مشروعاتك الفنية؟

محمود درويش كان له عظيم الاثر بحياتي

بعد نجاح مسلسل (اسمهان) في مصر والذي أعطاني دفعة للأمام عرض علي القيام بتجسيد شخصية هامة ضمن أحداث مسلسل (اغتيال شمس) وشعرت أنى قي مأزق ومسؤولية كبيرة وطوق حول عنقي لأني علي إما أن أحافظ على النجاح بتدعيم نجاح أعمالي الجديدة وإما السقوط ونسيان الجمهور النجاح السابق الذي حققته وبالتالي تضاعفت المسؤولية علي والتي أتمنى أن أكون بقدرها.

وماذا عن الشخصية التي تجسدها في مسلسلك (اغتيال شمس)؟
رجل أعمال مصري حاصل على النوعية الأمريكية يتم تجنيده من قبل منظمات تجاريه عالميه للحصول على احتكار اكتشاف علمي كبير لعالم مصري مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية تحديا بموسكو وأحاول معه بشتى الطرق الترغيب والتهديد و تقديم كل الاغراءات له لشراء الاكتشاف، والمسلسل يشاركني بطولته كل من صفاء أبو السعود، خالد ذكي، ياسر جلال ولقاء سويدان من تأليف محسن الجلاد وإنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي.

وهل توقف بالفعل كما تردد مشروع تجسيدك لشخصية الشاعر محمود درويش؟
احب أن أقول أن الشاعر محمود درويش بصفة خاصة كان له عظيم الأثر في حياتي بكلماته التي شكلت الكثير من معالم وجداني وتفكيري لذا فسأقتحم الصعاب والعراقيل حتى أنول شرف تجسيد شخصية هذا العبقري ورغم كل الهجوم الذي تعرضت له إلا إنني لم أصاب باليأس والإحباط بل ازداد حماسي بشكل اكبر خاصة بعد ما وجدت تدعيم من أحباء الشاعر المخضرم وكذلك مسانده من عدد كبير من الصحفيين والكتاب والمثقفين والإعلاميين.

بعد إعلانك عن تجسيد شخصية الشاعر الفلسطيني آلم تتقبل أي رد فعل من فلسطين بلده الأم؟
بالعكس فهناك مؤسسة محمود درويش بفلسطين وبمجرد سماعهم عن النية في عمل فني يرصد حياة شاعرنا الكبير منذ أن كان طفلا مرورا بمراحله الحياتية المختلفة على الفور عرضوا علينا كل أشكال الدعم المعنوي وأرسلوا عدد لا يحصى من المعلومات ولقاءاته وتسجيلاته النادرة و امسياته الشعرية وعدد كبير جدا من لقاءاته مع كبار رجال ومسؤولين الدول العربية وخارجها حيث كان شديد الاتصال بهم من اجل خدمة بلاده.

في وجهة نظرك ما الذي ميز هذا الشاعر العربي؟
محمود درويش من الشعراء القلائل ممن اختلطوا بتراب الوطن العربي وتذوقوا أحزانه قبل أفراحه أضف إلى انه من اكثر المنغمسين مع عامة الشعب والبسطاء فعرف همومه وفي كلمات بسيطة يفهمونها خاطبهم كما كان يخاطب أيضا كل الطبقات والفئات الأخرى وهذا هو سبب نجاحه وتميزه.

الفنان فراس إبراهيم ما سبب تقليص أعمالك لعمل واحد في العام؟

الدراما السورية تفوق على المصرية

لأني لا أسعى للانتشار والتواجد فهذه أشياء حققتها وكانت مرحلة وانتهت أما الآن فالدور والشخصية الجيدة وغير المكرره هما الأساس في اختياراتي لذا لا أحاول التواجد بأكثر من عمل لان الأعمال الجيدة والمميزة نادرة إلى حد كبير.

إذن نستطيع القول أن الدراما العربية في أزمة؟
ينقصها إلى حد كبير الورق الجيد غير المكرر فإذا تحدثنا مثلا عن الدراما المصرية فأهم ما يعجزها عن مواصلة النجاح والعودة للريادة هو اعتمادها على النجم الأوحد الذي يلتهم وحده نصف ميزانية العمل على عكس الدراما السورية تماما فالأجر بالنسبة للممثلين السوريين قد لا يحظى باهتمامهم بقدر ما يحدث مع الممثلين المصريين لذا فأنا أجد أن الدراما السورية تفوق كثيرا عن نظيرتها المصرية.

ما هو القضية الاجتماعية التي تتمنى طرحها من خلال أعمالك كممثل أو كمنتج؟
كل ما يخص الشباب من النوعين سواء فتيات أو أولاد فهم من اكثر الفئات المظلومة اجتماعيا فالعنوسة أربكت أحوال الفتيات أثرت تأثير سلبي على حياتهم بشكل عام وبصفة خاصة أثرت على حياتهم النفسية كذلك قضية البطالة والجلوس على المقاهي وانتظار خطابات القوى العاملة ويأتي على رأس أهم القضايا التي أتمنى طرحها هي قضية أولاد الشوارع برصد خطواتهم وتفكيرهم وتكوينهم النفسي وبيئتهم الاجتماعية كلها قضايا أجد أن الكثير من الأعمال ناقشتها بشكل هامشي مسطح لم تصل للجذور.

وماذا عن ابرز القضايا التي ناقشتها من خلال أعمالك السابقة؟
قضايا الدجل والشعوذة حيث استحوذت على تفكيري فترة طويلة من الزمن وذلك بعد ما وجدت مدى سيطرة أفكارهم على الكثيرين من الناس حتى المثقفين منهم فلم يكن الاستعانة بالدجالين مقتصرا على فئة الجهلاء وكل ذلك ناقشته من خلال مسلسل (ليل ورجال) الذي قمت بالتمثيل فيه وإنتاجه أيضا مع المؤلف محمد العاص والمخرج سمير حسين.

كيف تستطيع الفصل بين كونك في الأساس منتجا وبين عملك كممثل؟
في بعض الحالات قد لا أكون محتاجا لعمل أي فصل بين كوني منتج وممثل فقد ينجح الاثنان معا تماما مثلا حدث في مسلسل (اسمهان)،وبصدق شديد فقد خدم جانب المنتج بداخلي فراس إبراهيم الممثل لأني شعرت بإحباط وسلسلة من الظلم في أحد مراحل حياتي لان ما املكه من موهبة كبيرا بالنسبة للفرص القليلة التي احصل عليها فالمادة التي املكها جعلتني اقدم ما أريد والحمد لله حققت نجاحات كبيرة.

وما رأيك في ظاهرة اتجاه عدد كبير من الفنانين إلى الإنتاج وهل دخول الحسابات المادية في الفن يجرده من رسالته الحقيقية كما نسمع دائما؟

دعونا نتحدث بصراحة فأنا أرى أن المادة جزء لا يتجزأ من الفن فحينما يقبل منتج على عمل ما يكون الهدف الأول ماديا وكيف يحقق ربحا وبالتالي عليه أن يقدم عملا جيدا وهنا تحدث الموازنة بين المادة والفن، وطيلة عمر الفن العربي وهو يتجه بفنانيه نحو الإنتاج ومنهم من خسر ومنهم من حقق مكاسب مادية كبيرة، وبالنسبة لاقتحام الفنانين لمجال الإنتاج فهي ظاهرة صحية تبشر بالخير لان عجلة الإنتاج بذلك تتجدد مما يؤدى لاستمرار دورانها وللعلم فقديما كان هناك نجوما كثيرين لإيمانهم الشديد بالرسالة الفنية كانوا يتجهون لتقديم رسالتهم هذه تماما مثلما كان يفعل النجم أنور وجدي الذي انفق كل ما يملك على أفلامه.

بمناسبة الحديث عن أنور وجدي هل هناك بالفعل مشروع لتجسيد شخصيته؟
كما تقولين مشروعا فقط لكن لم يدخل في حيز التنفيذ الحقيقي وان كنت أتمنى أن يتم لان هذا الفنان عانى كثيرا في حياته الفنية والشخصية.

ما رأيك في هجوم الكثيرين من الفنانين العرب على هوليوود الشرق مصر؟
اسمع هذا الكلام كثيرا لكني لا أظن بصحته واعتقد انه بعيدا عن المنطق فكيف لفنان أن تكون مصر هي سبب نجاحه وانتشاره وفي ذات الوقت يهاجمها وهذه الشائعات يمكن أن يكون لها شقين الأول هو أن الفنان نفسه هو من يحاول إثارة زوبعة حوله حتى يحقق الشهرة التي يرغبها،أما الشق الثاني وهو أن الإعلام كثيرا ما يضخم من لفظ قاله فنان ما فيتم فهمه بطريقه عكسية تماما ومغايرة للحقيقة التي كان الفنان يبغي إيصالها.