"الثورة" والنقمة على كل شيء حوله... أبرز ما يميز شخصية أعماله السياسية بامتياز. فما سبب هذه "الحرب" الدائمة بينه وبين الرقابة على أعماله السينمائية؟ ولماذا تطغى عليها السوداوية، ولماذا ينحو دائماً الى المواقف الحادة ويرفض الوسطية؟ وما هو رأيه في السينما المصرية حالياً وفي "الحرية" المتاحة لها؟ وماذا عن جديده فيها وخاصة عمله الخليجي المرتقب؟ المخرج المبدع خالد يوسف يكشف لستوب أسباب تمرّده، ويردّ على الاتهامات التي تصفه بأنه... زير نساء..
اختيار هيفاء وهبي بطلة لفيلم من إخراجك، كان مفاجأة لكثيرين؟
لي رؤيتي المختلفة لمن أختارهم لأفلامي. وأنا لم أرَ في هيفاء "أيقونة النوع" كما يصوّرها الفيديو كليب.
قصدت أن تكون بطلة فيلمك مثلك، مثيرة للجدل؟
لا أختار أي ممثل ليؤدي دوراً ما في أحد أفلامي بناءً على هذه الفرضية، فهذا لا يعني لي شيئاً، بل ما يهمني هو تحقيق ما أريده من خلال هذه الشخصية بأسلوب جيد، خصوصاً أن لها مواصفات معينة في مخيلتي، فأبحث عن الممثل الذي يتناسب معها. وهيفاء كانت تماماً كما تصورتها في رؤيتي الخاصة لتقدم هذه الشخصية بالذات. وأنا راضٍ عن النتائج، لأنها ممثلة موهوبة وجدية ودؤوبة، وجميع هذه الصفات انعكست إيجاباً على العمل.
ما الذي تريد أن تقوله من خلال "دكان شحاته"؟
أنا أرى أن البراءة والطيبة تُقتلان في وطننا العربي يوماً بعد يوم، الأمر الذي سيجعل المستقبل مأسوياً، والفيلم صرخة تحذيرية من حالة الفوضى التي ستجتاح هذه المجتمعات لو بقي مسارها على هذه الوتيرة.
السياسة هي دائماً الجزء الأهم في ما تقدمه؟
نظرتي السياسية هي جزء مني ومن رؤيتي الفنية التي أعبّر عنها من خلال أفلامي، ومن الطبيعي أن تظهر الأبعاد السياسية والاجتماعية في أعمالي.
البعض يأخذ عليك رؤيتك "الصارخة" في كثير من الأحيان؟
أعترف بذلك، وأنا أتعمّدها في مرات كثيرة، لأني لا أستطيع أن أتحدث همساً عن حالة تضج بالفساد، ولا أقدر على تقديم رؤى جمالية ورموز عن واقع هو في الحقيقة كالوحل، والجميع يتخبط ويغوص فيه.
ما هذه السوداوية؟
نعم، رؤيتي متشائمة، لأننا نعيش ظلمة بلا ضوء في آخر النفق، وفوضى بدون نهاية. وأنا بصراحة لست متفائلاً بالمستقبل الذي أراه أشد سواداً من حالنا اليوم، وأكثر سوءاً، لأن المجتمع فقد صمام أمانه بذوبان طبقته الوسطى، وبات موزّعاً بين ثري مترف وفقير مسحوق، وكلاهما غير سويّ كما تؤكد دراسات الاجتماع السياسي.
تتبنى فكراً قد لا يروق للبعض؟
أنا شخصياً مواقفي متطرفة ولا أتخذ آراء وسطية، بل أنحاز إما يميناً وإما يساراً، لذلك من الطبيعي أن أجد من يؤيدني ومن يعارضني. عموماً، أعمالي فيها انحياز تام الى قضايا المهمّشين والفقراء والبسطاء، وهذا لا يوافق هوى جميع الناس.
قد لا تكون أفكارك مرفوضة، بل أسلوب معالجتها؟
أنا أعتبر أن المكاشفة هي الأسلوب الأمثل في التربية، لأننا كمجتمع عربي، لدينا مشكلة في الثقافة النوعية، ونحن لا يمكن أن نتكلم مع أولادنا الذين يطلّون على العالم كله بـ "كبسة زر" واحدة على الإنترنت، بلغة التعتيم والتغييب، كأننا ما زلنا في القرون الوسطى، لذلك، أجد أن أفكاري هي الوحيدة الصالحة لصناعة المستقبل.
هذا جعلك عدواً للرقابة؟
الرقابة في مصر مبالغ فيها، والسينما لن تتقدم إلاّ بإطلاق الحرية لمبدعيها، والمجتمع لن يتطور إلا بتمتعه بحق التغيير.
هذه الحرية باتت متاحة اليوم؟
هذه إحدى الأكاذيب التي نروّج لها كمجتمع، والحقيقة أن السينما المصرية تعيش مرحلة تردٍّ، والحرية المتاحة هي حرية "نباح" فقط.
لماذا عطّلت الرقابة مشروع فيلمك "كابتن زنجر"؟
أحالته على الداخلية للحصول على موافقة خاصة لأن بطل الفيلم يلعب دور "نصّاب" ينتحل شخصية ضابط شرطة. وبصراحة، لم أكن أتوقع أن توافق عليه الداخلية بسرعة.
تحضّر الآن لفيلم بـ "نكهة خليجية"، فكيف ستخاطب المجتمع الخليجي المحافظ؟
أنا أرى أن إشكالات الوطن العربي كلها واحدة، وكلنا مشتركون في الهموم ذاتها، ونحن لا بد من أن نناقش جميع الأمور التي نعيشها ونعانيها في بلداننا، حيث ثمة "نقاط تماس" توحّد الواقع العربي، وأنا أتحدث عنها في فيلمي الجديد.
"ثوروي" في أعمالك؟
ابنايَ مايا ويوسف يعيشان
بيني وبين طليقتي
لا تقدّم بل ثورة، ولن يخطو المجتمع الى الأمام إلا بالتغيير.
كيف تصف نفسك بعيداً عن العمل؟
إنسان بسيط، محظوظ، لكني لم أعتمد على الحظ الذي توقف دوره عند العتبات التي اجتزتها بجهدي واجتهادي، حتى وصلت الى ما وصلت إليه اليوم.
هل توقعت أن تبلغ أهدافك؟
أنا إنسان طموح، وأتطلع الى المزيد، وأتمنى من الله التوفيق.
وعلى الصعيد الشخصي أين تصل تطلّعاتك؟
أحلامي واحدة على الصعيدين الشخصي والعملي، لأن النجاح هو هدفي في الحياة.
الاستقرار العاطفي مطلوب في حياة الرجل، ليصل الى مبتغاه في النجاح؟
أحياناً يكون الوضع مختلفاً، فهذا ليس مقياساً.
أنت لا تصبو الى الارتباط؟
أعيش حياتي بشكل عادي، ولا أخطط لشيء في هذا الإطار، فأنا رجل مطلّق ولستُ حالة استثنائية، وابنايَ مايا ويوسف يعيشان بيني وبين طليقتي.
أنت متهم بأنك زير نساء؟
أنا أحبهن، وهذا شأن كل رجل. لكن مشكلتنا أننا لا نجيد التصريح بما نشعر به. لا يوجد رجل لا يهوى النساء، وقد أكون من القلائل الذين يصرّحون علناً بهذا الأمر، لذلك ثمة إضاءة إعلامية على هذا الجانب من حياتي، لكن في الواقع علاقاتي عادية ولست متفرّداً في ذلك، بل وضعي يشبه حالة أي رجل عربي آخر