الوجه قريب، اللغة حرّة ومعه يتغيّر مشهد اللقاء الإعلامي لتسقط كل الأقنعة.. صابر الرباعي يتحرّك تحت الأضواء تلتقطه كل العدسات، تتناقله الأخبار، وهو صامت مسكون بالفن، يلهث خلف السحاب بضوئه.. وبالحكايات يدعو الموعدا إلى ارتشاف الكلام وكانت أولى الكلمات.
بدايةً مبروك الألبوم الجديد ومع "روتانا" أيضاً.. أخبرنا عن مدى أهمية هذا العمل بما يضم من شعراء وملحّنين؟
مع هذا الألبوم حاولت أن أقدّم فكرة جديدة
هو عمل منوّع يجمع كل الأنماط الموسيقية بأربع لهجات: تونسية، مصرية، خليجية ولبنانية..إعلامياً، نحن نسير في مرحلة مهمة جداً، وردود الفعل على الألبوم صداها جيّد حتى اليوم، و"روتانا" نفسها علمت بذلك، وهذا الألبوم باختصار خطوة ناجحة، كما أن الشعراء والملحّنين أعطوني شيئاً جديداً خاصة بالنسبة لكل من أتعاون معه للمرة الأولى كالشاعر نادر عبد الله والملحّن أشرف سالم، وكان هناك لحن مشترك بيني وبينه، كذلك الأمر بالنسبة لنزار عبد الله من الخليج وناصر الصالح أيضاً.. وهؤلاء مجتمعين قدّموا لي أعمالاً مميّزة.
في كل مرة تكون لك أغنية أو أغنيتان من ألحانك، إلى أي مدى أنت مقتنع بألحانك؟
أنا راضٍ عن نفسي في هذا الموضوع بالإجمال، ومع هذا الألبوم حاولت أن أقدّم فكرة جديدة لأكون قريباً من الناس، إذ أن هؤلاء يعرفون صابر الرباعي من خلال ألحانه.
هل هذا هو العمل الأخير مع "روتانا" كما يُقال أم أنك ستجدّد العقد معهم، وماذا تعني لك هذه الشركة؟
نعم، أنا جددت العقد.. و"روتانا" بالنسبة لي هي منزلي الثاني وعلاقتي بالقيّمين عليها علاقة ودّ وعلاقة صداقة واحترام وعلاقة عمل، ورغم الاختلاف في الرأي أحياناً، نحن متفقان ونسير معاً نحو درب النجاح.
"شاركت في إحدى الحفلات في "ستار أكاديمي" الذي يواجه آراءً متضاربة منذ انطلاقته، وهي ليست المشاركة الأولى فيه، ماذا تضيف هذه المشاركة إلى رصيدك؟
ممّا لا شك فيه أن "ستار أكاديمي" برنامج ناجح، وطبعاً حسب اختلاف المواسم، أحياناً هناك مواهب هي أفضل من سابقاتها وبالعكس.. وهو أيضاً مادّة إعلامية مفيدة للفنانين يوصلون من خلالها أغنياتهم وأعمالهم.
وأي طالب من الطلاب علق في ذهنك وما زال؟
علق في ذهني أحمد الشريف!!
من مواسم "ستار أكاديمي" الماضية علق في ذهني أحمد الشريف، فهو فنان ممتاز وخطّه واضح، وهناك أيضاً زيزي المصرية التي أعتبرها صوتاً مهماً والكويتي بشّار الشطي، هؤلاء تركوا أثراً في نفوسنا ووصلوا أيضاً برأيي.
هناك مواهب تونسية مهمة، إنما قلّة منها برزت على مستوى عربي، ما السبب في رأيك؟
السبب يكمن في قلّة الإمكانيات المادية كي ينطلقوا، والتقصير أيضاً في عدم وجود شركات تتبنّى هذه الأصوات، وباختصار الفنان بحاجة دائماً إلى مال ليصل وينطلق وينجح.
بعد غياب معظم عمالقة الفن العربي، صابر الرباعي أعاد إلى الأغنية الرومانسية أمجادها، كيف تقيّم مسيرتك الفنية لغاية اليوم؟
أعتبرها مسيرة تتخلّلها نجاحات لا يمكن أن نتناساها مع إخفاقات أيضاً لكن عادية، والحياة فيها اختلاف، نجاح وفشل وفرح وحزن، والحياة الفنية هي كذلك أيضاً، لكن هناك محطات فنية في حياتي لا يمكن أن أنساها كوقوفي لأول مرة على مسرح قرطاج، وأغانٍ ناجحة أيضاً كأغنية "صرخة" و"اتحدّى العالم" و"سيدي منصور" التي فتحت لي أبواباً كثيرة وأمجاداً مهمة.
مَن هو جمهور صابر الرباعي، وهل شعرت يوماً بعدم وفاء هذا الجمهور تجاهك؟
جمهوري من كافة الأعمار، الصغير والكبير، وجميع هذه الفئات كانت وفيّة لفنّي وأعمالي.