صريح في كلامه، جميل في صوته ومبدع في موسيقاه، إنه ببساطة الموسيقار ملحم بركات الذي أطلّ أخيراً مع الإعلامية ريما نجيم في برنامج "أوائل" عبر أثير إذاعة "صوت الغد" اللبنانية ليتحدث عن الفن والسياسة والعائلة، فجاء الحوار ممتعاً، صادقاّ، خالياً من الديبلوماسية والتصنع، مع أن الفنانين في معظمهم لا يفضّلون الحديث في السياسة، وفي حال سئلوا رأيهم يكون جوابهم الأوحد: "الفنان هو للجميع ولتبقى السياسة لأهلها"، إلا أن بركات أصرّ على إعطاء رأيه في الإنتخابات النيابية التي جرت منذ أيام وفازت بنتيجتها لوائح 14 آذار على لوائح 8 آذار، وكان يسأل نجيم بين المحور والآخر:"ألم يحن الوقت لنتحدث في السياسة؟".
أعرب بركات عن استغرابه من |
يرفض بركات القانون الذي جرت على أساسه الإنتخابات الأخيرة والسابقة لأنه يكرّس مبدأ التكتلات الكبيرة، ويرى أنه ليس من العدل مثلا نجاح نائب مسيحي بأصوات طائفة أخرى وأن اعتماد قانون النسبية هو الحلّ الامثل للبنان، من جهة أخرى أعرب بركات عن استغرابه من سلوك المعارضة وقال: " في كل دول العالم الأكثرية تحكم والمعارضة تعطي ملاحظاتها وانتقاداتها، لكن المفارقة في لبنان أن المعارضة حوّلت نفسها إلى معطلّة وهنا الكارثة".
كذلك استغرب شعار الإصلاح والتغيير (شعار تكتل الجنرال ميشال عون) معتبراً أنه في حال فاز الفريق الآخر سيحصل التغيير بالتأكيد لكن الإصلاح بعيد جداً. كذلك لم يخفِ بركات تأييده دخول الشباب البرلمان، فهنأ كل من نايلة تويني ونديم الجميل وسامي الجميل على فوزهم معتبراً أنه حان الوقت ليساهم الجيل الجديد في الحياة السياسية.
تحدث بركات بنبرة ساخرة كيف أن النائب ينسى، بعد فوزه، أهل منطقته وحاجاتهم إلا أنه أعطى مبرراً لنواب الرابع عشر من آذار لعدم قيامهم بواجبهم في السنوات الأربع الماضية، باعتبار أنهم اضطروا إلى الإنكفاء لأنهم كانوا مهددين بالقتل، ملقياً اللوم على نواب 8 آذار الذين كانوا يتنقلون من دون خوف، إلا أنهم تناسوا الشعب الذي انتخبهم ولم يقدموا الخدمات لبلدهم.
لدى سؤاله رأيه حول ترشّح الفنان غسان الرحباني إلى الإنتخابات النيابية الأخيرة تحفّظ عن الردّ مكتفياً بالإعلان أنه عرض عليه الترشح مرة إلا أنه رفض وقال: "اسمي أكبر من لقب نائب"، وعن الشخصيات السياسية اللبنانية التي تعجبه ذكر كل من وزير العدل ابراهيم نجار، وزير الداخلية زياد بارود، النائب الحالي عقاب صقر.
تحدّث بركات عن زميله الفنان |
أثناء اللقاء سيطرت على بركات نبرة حزن لم نفهم أسبابها الحقيقية خصوصاً عندما تحدّث عن رحيل والدته وعن المقطوعة الموسيقية التي يستعدّ لوضع لمساته الأخيرة عليها على أن تذاع يوم وفاته، وقال: "حين مات والداي شعرت بأنني أمشي على دربهما". مع أن الحوار بقي مرحاً طوال الحلقة، إلا أن نبرة الحزن لم تفارق الموسيقار الذي ما انفكّ يتحدث عن غدر الزمن والمواقف الصعبة التي يتعرّض لها الإنسان في حياته، كاشفاً أن بصّارة تنبأت له في إحدى المرات قائلة: أنه سيحصد مالاً كثيراً لكنه سيموت فقيراً، وهو متأكد من حصول ما ذكرته.
تحدّث بركات عن زميله الفنان جورج وسوف وعن إعجابه بفنّه لكنه تأسف لإهماله صوته، أما عن عدم مشاركته في المهرجانات اللبنانية على غرار بعلبك وبيت الدين، فنجحت نجيم باستفزازه حين ذكرت أن الفنان كاظم الساهر يحيي سنوياً إحدى ليالي مهرجانات بيت الدين فيما تغيب الأصوات اللبنانية، فما كان من بركات إلا أن أجابها: "ربما يفتقر لبنان إلى فنان بمستوى كاظم الساهر" وتساءل: "ألا تستطيع نجوى كرم مثلا إحياء إحدى ليالي مهرجانات بيت الدين أو بعلبك؟".
لم يخفِ بركات حبّه الكبير للمرأة وإعجابه بها إلى درجة أنه أيد استلامها زمام الحكم في لبنان وانتخابها رئيسة للبلاد لأنها حنونة بطبعها وتحبّ السلام وتملك الحلول لأي أزمة.