تمر علينا اليوم الأحد الذكرى الـ 112 لميلاد الفنان الكبير إسماعيل ياسين، أحد أشهر أيقونات الكوميديا في التاريخ الفني المصري والعربي.
اسماعيل يس و الشاويش عطية و الشوربة والارنب
التمثيل خطفه من الغناء
أبرز ما ينبغي أن نتذكر به الباب العالي في حكاية الكوميديا الفنية في مصر، والحكاية الأكثر إثارة ونجاحا التي كانت مع إسماعيل ياسين، أن الفتى الذي جاء من محافظة السويس إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات من القرن الماضي لكي يصبح مطربا، نجح أن يخطف قلوب الصغار والكبار بأفلامه التي أضحكت الملايين، وأن من أبرز عناصر نجاح مشروع إسماعيل ياسين الفني، أنه كان موجها لكل الفئات، ونجح أن يؤثر فيها جميعا وينال إعجابها.
وإذا كانت حسابات الشكل وخفة الظل الغارق فيها إسماعيل ياسين جعلت من طريقه إلى النجاح في الغناء صعبا، وصعبا جدا، إلا أن الطريق لقلوب الجماهير كان مفروشا بالورود من بوابة المسرح والسينما. الصفات الفنية التي جاء بها سمعة من السويس، جعلته نجما من نجوم الاستعراض، وبدلا من أن يصبح الفتى السويسي مطربا كما تخيل، وجد نفسه على مقعد المونولوجست، ولكنه لم يكن مونولوجستا عاديا.
قصة تسمعها للمرة الأولى لماذا رفض إسماعيل ياسين انضمام عادل إمام إلى فرقته
اليتم المبكر
ولد إسماعيل ياسين في مثل هذا اليوم 15 سبتمبر، من عام 1912 م، وهو الابن الوحيد لصائغ ميسور الحال كان يقطن شارع عباس بمدينة السويس. عرف إسماعيل ياسين اليتم مبكرا بعد أن توفيت والدته وهو لا يزال طفلا.
عاشق عبد الوهاب
التحق إسماعيل بأحد الكتاتيب، ثم تابع الدراسة في المدرسة، وكان سمعة يعشق أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب ويرددها منذ نعومة أظافره.
نجاحات المونولوج
استطاع إسماعيل ياسين أن ينجح في فن المونولوج، وظل عشر سنوات من عام 1935- 1945 متألقا في هذا المجال حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، والذي كان يقوم بتأليفه دائماً توأمه الفني أبو السعود الإبياري. بدأت رحلة إسماعيل ياسين مع فن المونولوج عام 1935، ومنه صنع لنفسه اسما وشعبية كبيرة، وقد ظل أبرز روّاد هذا الفن على امتداد عشر سنوات حتى عام 1945.
كان إسماعيل ياسين يعشق أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب، ويحلم بأن يكون مطربا منافسا له، ولكن بعد الانتقال من السويس إلى القاهرة تغيرت الخطة، وفتح صاحب أشهر مونولوجات الباب بحديث النفس أو النّجوى، وهو الحوار الذي يوجد في الروايات، ويكون قائما ما بين الشخصية وذاتها أي ضميرها، بمعنى آخر هو الحوار مع النفس. عرف إسماعيل ياسين نفسه كمونولوجست وأصبح اسمه سريع الانتشار، وعندما جاء عام 1945 كان الطريق لشاشة السينما معبدا بالورود، وأصبحت أفلام السينما تخطف الشعبية بالعلامة المسجلة للنجاح "إسماعيل ياسين".
البداية مع بديعة مصابني
صعود إسماعيل ياسين مع فن "المونولوج" والشهرة الطاغية التي حصدها، جاءت من خلال فرقة "بديعة مصابني"، حيث ألقى "المونولوجات" في الملهى الخاص بها في البداية، ثم واصل إبداعاته مع المونولوج بمشاركة رفيق رحلة كفاحه أبو السعود الإبياري، الذي كتب له معظم وأشهر مونولوجاته.
المونولوج بـ٤ جنيهات
كان إسماعيل ياسين يلقي المونولوج في الإذاعة، نظير مبلغ مالي 4 جنيهات عن المونولوج الواحد، شاملا أجر التأليف والتلحين، وهو يعتبر أجرا عاليا في ذلك الوقت من الثلاثينات من القرن الماضي. من أشهر مونولوجات "ياسين" "الحموات" من تأليف سعد عبد الرحيم، ولحن إسماعيل ياسين، الحب بهدلة بمشاركة محمود شكوكو، وما تستعجلشي، وعيني علينا يا أهل الفن". ورغم مرور عشرات السنين عليها، إلا أن "مونولوجات" إسماعيل ياسين، مازالت باقية وتحقق تأثيرات مستمرة، وليس هناك دليل على ذلك أكثر من أرقام مشاهداتها المرتفعة على يوتيوب حتى الآن.
نجاحات سينمائية لا تنسى
بداية من عام 1955 كانت مرحلة النجومية المطلقة لإسماعيل ياسين، عندما كوّن هو وتوأمه الفني أبو السعود الإبياري مع المخرج فطين عبد الوهاب ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية. سلسلة الأفلام إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش - إسماعيل ياسين في البوليس – إسماعيل ياسين في الطيران – إسماعيل ياسين في البحرية – إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين – إسماعيل ياسين طرزان - إسماعيل ياسين للبيع، كان معظمها من تأليف أبو السعود الإبياري، وقد خلدت اسم إسماعيل ياسين في ذاكرة السينما المصرية والعربية، ولا يوجد طفل أو شاب الأجيال التي جاءت بعد رحيل إسماعيل ياسين إلا وشاهد مجموعة من الأفلام التي تحمل أسمه والغارقة في الكوميديا.