بعيداً عن كل ما يثار حولها، فرضت المسلسلات العربية المستنسخة من التركية، التي باتت تعرف باسم «المسلسلات المُعرّبة»، نفسها كواحدٍ من الخطوط الدرامية في العصر الحديث، وباتت هذه النوعية من الأعمال تلقى رواجاً كبيراً بين الناس، وتحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، رغم قلتها؛ إذا قورنت بالمسلسلات العربية الأخرى.
وتخصصت شركات الإنتاج السورية، واللبنانية، في هذه النوعية من المسلسلات، وشاهدنا خلال السنوات القليلة الماضية أهم الممثلين في البلدين، يظهرون بأدوار قدمها ممثلون أتراك قبلهم، لكنَّ عدداً كبيراً منهم استطاع أن يضع بصمته في تلك الأعمال، ومنهم من عاد إلى الواجهة بعد بطولته بعضاً منها. واستمراراً لهذا النهج، تم الإعلان، رسمياً، عن آخر هذه المسلسلات، التي سيتم عرضها - على الأغلب - في وقت لاحق من هذا العام، بعد أن تم التأكيد، بشكل رسمي، أن إحدى المنصات السورية باشرت استنساخ المسلسل التركي «إيزيل» إلى العربية، ويحمل الاسم نفسه.
وكشفت المنصة أسماء أبطال العمل، الذي سيظهر فيه كلٌّ: باسل الخياط، وعباس النوري، وسامر المصري، وأحمد الأحمد، بينما أسندت البطولة النسائية إلى النجمة اللبنانية ريتا حايك. ويشهد «إيزيل»، بنسخته العربية، الحضور الأول للنجم السوري، عباس النوري، بهذه النوعية من المسلسلات، والثانية لكلٍّ من: باسل خياط بعد «الثمن»، وسامر المصري، الذي شارك في «ستيليتو»، وأحمد الأحمد الذي حل ضيفاً في مسلسل «عالحلوة والمرة».
قصة المسلسل:
يروي المسلسل، الذي عرضت نسخته التركية الأصلية عام 2009، قصة الرواية الفرنسية «الكونت دي مونت كريستو»، ورغم أنه مسلسل درامي رومانسي؛ فقد كان مليئاً بمشاهد الأكشن والإثارة، وشد الجمهور إليه بشكل لافت؛ ما استدعى عرضه في العالم العربي عام 2012.
ودارت قصته الرئيسية حول ثلاثة أصدقاء، تدخل الخيانة بينهم، فتتوتر علاقتهم بشكل كبير، بعد أن يقوم اثنان منهما بتوريط صديقهما الثالث، بطل المسلسل «إيزيل»، في قضية سرقة، يدخل على أثرها السجن، فيقرر بعدها الانتقام منهما، ومعهما حبيبته التي خانته، وتواطأت مع صديقيه في تلفيق تهمة السرقة له. ويحتار بعد ذلك بين حبه الكبير لها، ورغبته في الانتقام منها. وقام ببطولة النسخة الأصلية من العمل الممثل الشهير كنان إميرزالي أوغلو، وظهرت أمامه في البطولة النسائية النجمة جانسو ديري، وشارك في أدوار البطولة كلٌّ من: يجيت أوزشينير، وباريش فالاي، وتونسيل كورتيز، ونهاد كانتيمير.
المسلسلات المعربة.. جدل لا ينتهي:
لا تزال هذه النوعية من الأعمال تشكل حالة خاصة، وتثير الجدل حولها دائماً، لأن عدداً كبيراً من المنتجين وصناع الدراما والممثلين، وحتى من المشاهدين، يرون أنها لا تشبه واقعنا، ولا تعبر عن قضايانا وحكاياتنا، ويرفضون العمل بها بشكل قاطع. فيما يرى آخرون أنها باتت واقعاً علينا تقبله، خاصةً أن الجمهور أحبها وتابعها بشغف كبير، وحقق عدد منها نجاحات هائلة، فاقت مسلسلات عربية أصيلة كثيرة.
ويُرجع آخرون انتشار هذه الأعمال إلى ندرة الكتاب، وعجز كثيرين منهم عن سرد حكايات تروق للمشاهدين وتجذبهم بشكل كبير، معتقدين أن استمرار إنتاج المسلسلات المعربة يسهم في خفض كفاءة المؤلفين، الذين يتلقون القصص بشكل جاهز، وتتغير وظيفتهم من كتّاب إلى معالجي نصوص جاهزة يقتبسونها من غيرهم. وحققت أعمال كثيرة، مثل: «عروس بيروت»، و«الثمن»، و«ستيليتو»، و«الخائن»، و«لعبة حب»، نسب مشاهدات فاقت التوقعات، وحطم بعضها أرقاماً قياسية كبيرة.