يعد الفنان المصري عادل إمام واحدًا من كبار القامات الفنية في الوطن العربي حيث أن جمهوره يمتد من المحيط للخليج من ملايين الأشخاص والأجيال المختلفة، واستطاع على مدار خسمين عامًا أن يتربع على عرش الكوميديا العربية والفن بشكل عام حتى لُقب بـ"الزعيم". فانفرد بكونه ناظر مدرسة الكوميديا، التي ضمت العديد من زملائه النجوم، وبفضل إدارته لموهبته؛ استحق لقب "الزعيم" عن جدارة.. إنه "عادل إمام". تابعوا مسلسلات رمضان 2023 مجانا في موقع مسلسلات اون لاين هنا: مسلسلات رمضان 2023
وأيضا أكثر المسلسلات مشاهدة: أكثر 10 مسلسلات رمضان 2023 مشاهدة على موقع مسلسلات اون لاين
وأهم ما يميز الفنان عادل إمام هو تمتعه بالذكاء الفني بشكل استثنائي استطاع من خلاله أن يُدير ويستغل موهبته الفنية بشكل صحيح جعلته يستمر في تقديم العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية على الرغم من ظهور العديد من الأجيال الفنية التي تعاقبت ولكنه ظل محافظًا على مكانته ونجاحه.
عادل إمام.. "الزعيم" ناظر مدرسة المشاغبين الظرفاء
ويحتفل اليوم 17 مايو/أيار الفنان عادل إمام ومحبيه وجمهوره في كافة أنحاء الوطن العربي بيوم ميلاده، ونستعرض لكم كيف استطاع عادل إمام إدارة موهبته وذكاءه الفني في مواكبة التغيير الذي شهدته السينما المصرية على مدار الخمسين عامًا الماضية ليظل هو البطل الأوحد في دور العرض السينمائي.
طفولته
ولد عادل إمام في 17 مايو/أيار من عام 1940، وترعرع وسط عائلته في حي السيدة زينب بالقاهرة، لأسرة كان يقسو فيها الأب على أطفاله، لكنها "القسوة المغلفة بالطيبة"، وطالبهم بحفظ القرآن والقيام بالصلاة في موعدها، فسار على درب أبيه، فالتحق بالمدرسة وخاض غمار مراحلها المختلفة حتى دخل الجامعة.
بداية الحلم
درس في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، إلا أن شغفه بعالم الفن دفعه للاشتراك في مسرح الجامعة، الذي قاده إلى السينما، فشارك في أول أدواره كـ"كومبارس" عام 1962، قبل أن يلعب دوراً صغيراً في مسرحية "أنا وهو وهي" عام 1963، إلا أن موهبته جعلت الدور محورياً وظل عالقاً في أذهان المشاهدين، ثم انضم لفرقة مسرح التلفزيون، وتوالت أعماله الصغيرة قبل أن يلعب دور "صبي العالمة" في فيلم "سيد درويش"، وهو الدور الوحيد الذي ندم عليه في مسيرته الفنية.
الانطلاقة
جاء عام 1969 الذي شهد بزوغ نجم عادل إمام؛ بعدما شارك "أحمد مظهر" بطولة فيلم "لصوص لكن ظرفاء"، ليبدأ في تدوين تاريخه الفني الحقيقي، بعدما توهج في فترة السبعينات وقدم العديد من الأعمال، منها: "البحث عن فضيحة" و"عنتر شايل سيفه" و"البعض يذهب للمأذون مرتين" و"إحنا بتوع الأتوبيس"، وفي فترة الثمانينات تصدر "الزعيم" شباك التذاكر؛ بعدما قدم ما يقرب من 35 عملاً سينمائياً كوميدياً ودرامياً، وحتى أكشن، منها: "حنفي الأبهة" و"المشبوه" "وسلام يا صاحبي".
نجومية التسعينات
قبل أن يواكب تطورات التسعينات، اهتم بتقديم الأعمال السياسية؛ فقدم "الإرهاب والكباب" و"الإرهابي" و"طيور الظلام"، وتوالت أعماله السينمائية وتجاوزت الـ100 فيلم، كان آخرها "زهايمر".
ملك الدراما
وبعدما أغفل "عادل" الدراما لسنوات، حرص منذ عام 2012 على تقديم عمل درامي في كل موسم رمضاني، وحققت أعماله نجاحاً متوقعاً، فقدم "العراف" و"فرقة ناجي عطا الله"، أما آخر أعماله الدرامية فكان "فلانتينو" عام 2020.
إفيهات لا تُنسى
واشتهر الزعيم خلال مسيرته بعدد من الإفيهات، والتي كان منها: "بعد 14 سنة خدمة في ثانوي بتقولي أقف" في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، و"الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب" في فيلم "عنتر شايل سيفه"، وكذلك "متعودة دايماً" في مسرحية "شاهد ماشافش حاجة"، و"دعونا نعمل في صمت" في فيلم "مرجان أحمد مرجان"، ولا يزال "الزعيم" يثري الفن العربي بالمزيد من الأعمال، التي دائماً ما تنجح في نسج الضحكات على شفاه محبيه.
السبعينيات والبداية الكوميدية
كانت البداية الفنية للفنان عادل إمام منتصف ستينيات القرن الماضي مشاركًا في عدد من الأفلام السينمائية أمام كبار النجوم مثل فؤاد المهندس، شادية، صلاح ذوالفقار، حسن يوسف واخرين واشتهر بتقديم الأداء الكوميدي لافتًا نظر الجمهور والمخرجين إليه على حد سواء لتلك الموهبة الجديدة.
عادل إمام في فيلم رجب فوق صفيح صاخن
مع بداية فترة السبعينيات بدأ عادل إمام في تقديم البطولة المطلقة في السينما المصرية بعدد من الأفلام الكوميدية والتي تميزت بنوع كوميديا جديد مختلف عن من سبقوه وتميز بها أبناء جيله بشكل عام مثل سعيد صالح، يونس شلبي، محمد عوض ولكن ظل عادل إمام منفردًا ليقدم العديد من الأفلام في تلك الفترة والتي حققت نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور مثل "الأزواج الشياطين، البحث عن المتاعب، رجب فوق صفيح ساخن، البعض يذهب للمأذون مرتين" والعديد من الأفلام الأخرى.
الثمانينيات.. السينما الواقعية والأكشن
حقق عادل إمام نجاحًا كبيرًا على مستوى السينما بفترة السبعينيات ولكن مع بداية ثمانينيات القرن الماضي أدرك عادل إمام بأن السينما تتغير وتشهد نوعاً جديداً من الأفلام مع ظهور جيل جديد من الكتاب والمخرجين مثل وحيد حامد، عاطف الطيب، محمد خان، سمير سيف، مصطفى محرم وأخرون.
ليبدأ بشكل تدريجي تقديم أفلام تنتمي للسينما الواقعية و"الأكشن" مثل أبناء جيله في تلك الفترة أحمد زكي، نور الشريف، محمود عبد العزيز وبدأها بفيلم "الجحيم" عام 1980، وتبعها بفيلم "أمهات في المنفى" 1981 و"الإنسان يعيش مرة واحدة" 1981، "الغول" 1983 وفيلم "الأفوكاتو" والذي لم يكن الكوميديا المعتادة التي يعتمد عادل إمام عليها ولكنها تقدم جانباً كبيراً من الفانتازيا والفلسفة، وجاء أبرزها فيلم الحريف مع المخرج محمد خان عام 1984.
ولم يغفل عادل إمام في تلك الفترة ظهور موجة تحويل الأعمال الأدبية في السينما فقدم واحد من أروع أفلامه "حتى لا يطير الدخان" عام 1984 والمأخوذ عن قصة للأديب إحسان عبد القدوس، وحافظ عادل إمام بتلك الفترة على تقديم نفس نوعية الأفلام الكوميدية التي اشتهر بها بجوار تلك الأفلام فقدم "رمضان فوق البركان، زوج تحت الطلب، احترس من الخط".
التسعينيات والاقتراب من الطبقة الكادحة
شهدت السينما المصرية في التسعينيات بعض الركود في الإنتاج السينمائي ولكن عادل إمام ظل محافظًا على جماهيريته لتأتي مرحلة سينمائية جديدة وهي الاقتراب من الطبقة الشعبية والكادحة بتقديم شخصيات وقصص تشبههم وتعبر عنهم في قالب سينمائي جمع بين الكوميديا والأكشن فجاءت أفلام "مسجل خطر، جزيرة الشيطان، حنفي الأبهة" كما شهدت تلك الفترة تعاونه الأبرز مع السيناريست الكبير الراحل وحيد حامد في تقديم عدد من الأفلام السينمائية الواقعية التي عبرت عن المجتمع بشكل كبير مثل "الإرهاب والكباب، المنسي، النوم في العسل، طيور الظلام". كما دعم تلك الفترة أيضًا عادل إمام في تقديم أفلام تعبر عن البسطاء وتحمل قضايا هامة الكاتب لينين الرملي والذي تعاون معه في كتابة "الإرهابي" و"بخيت وعديلة" بأجزائه المختلفة حتى عام 2000.
الألفية الجديدة وسينما الشباب
مع بداية الألفية الجديدة تغيرت السينما المصرية بشكل كامل بظهور جيل جديد من الممثلين والمخرجين والمؤلفين بما عُرف في تلك الفترة باسم "سينما الشباب" وذلك ما أدركه عادل إمام بذكائه الفني وكان عليه الاستمرارية التي حققت نجاحًا على مدار ما يقارب العشر سنوات قدم خلالها 9 أفلام سينمائية.
تلك الفترة ابتعدت أفلام عادل إمام عن الطبقة الكادحة لتقترب أكثر من نوعية الكوميديا التي انتشرت بذلك الوقت فاستعان عادل إمام بمخرجين جدد مثل علي إدريس، عمرو عرفة ووائل إحسان وكان النصيب الأكبر بتلك الفترة للمؤلف يوسف معاطي الذي كتب عدداً كبيراً من تلك الأفلام.
كما شهدت تلك الأفلام استعانة عادل إمام بجيل الشباب من الممثلين في أفلامه وذلك ذكاء منه واستيعاباً لتلك المرحلة السينمائية الجديدة فتعاون مع نيكول سابا و خالد سرحان ومجدي كامل في "التجربة الدنماركية" عام 2003 وشريف منير وحلا شيحا في "عريس من جهة أمنية" 2004 و أحمد مكي وبسمة وشريف سلامة في "مرجان أحمد مرجان" عام 2007.تاريخ سينمائي كبير من الصعب على أي فنان أخر صناعته والأصعب من ذلك هو الاستمرارية وحب الفن السينمائي لهذا الحد وتقبل التغيرات التي تحدث دومًا في المجال الفني، تلك الأسباب جميعها ما جعلت عادل إمام هو زعيم الفن في الوطن العربي دون منازع. تابعوا مسلسلات رمضان 2023 مجانا في موقع مسلسلات اون لاين هنا: مسلسلات رمضان 2023
وأيضا أكثر المسلسلات مشاهدة: أكثر 10 مسلسلات رمضان 2023 مشاهدة على موقع مسلسلات اون لاين