شهد تاريخ الموسيقى حول العالم تكرار واقعة إعجاب مطرب بأغنية قدمها مطرب آخر، ليقرر إعادة غنائها. فقد أعاد عدد من المطربين تقديم أغانٍ شهيرة، وحدث ذلك أحياناً ضد رغبة المطرب الأصلي للأغنية.
"لا تكذبي":
لا تكذبي - نجاة، محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ
لاحقت المشاكل والمشاعر السلبية أغنية "لا تكذبي" قبل تسجيلها، واستمر الأمر لسنوات، فقد كتبها الشاعر كامل الشناوي كرسالة إلى نجاة الصغيرة التي أحبها من طرف واحد، لكن بدلاً من أن تتأثر بكلماته واتهامه لها بالخيانة، طلبت منه أن تغنيها. لحن محمد عبدالوهاب الأغنية، وأسرعت نجاة الصغيرة بتسجيلها لتكون ضمن أغاني فيلم "الشموع السوداء" عام 1962.
أعجب عبدالحليم حافظ بالأغنية، ليقرر الحصول على موافقة كامل الشناوي، ومحمد عبدالوهاب، ويغنيها في حفلاته ثم سجلها وطرحها في أسطوانة للجمهور. وأيضا هناك تسجيل للموسيقار محمد عبد الوهاب وهو يغنيها بصوته. غضبت نجاة الصغيرة كثيراً، وقاطعت عبدالحليم حافظ حتى وفاته، رافضة كل محاولات الصلح بينهما. أما كامل الشناوي كاتب الأغنية، فمات حزناً بسبب نجاحها وتجاهل نجاة لحبه.
"النداهة" (شيء من بعيد ناداني):
فاقت الأغنية شهرة مطربتها الأصلية ليلى جمال، بل إن البعض يعتقد أن من تغنيها هي نجاة الصغيرة بسبب عذوبة صوت ليلى جمال. ظهرت الأغنية لأول مرة ضمن أحداث فيلم "النداهة" عام 1975، وهي من كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان الموسيقار محمد الموجي.
ظلت أغنية "النداهة" كواحدة من أشهر أغاني الأفلام القديمة، وفي عام 2001 قرر محمد منير إعادة غنائها بشكل معاصر، وصدرت في ألبومه "قلبي مساكن شعبية" تحت اسم "شيء من بعيد"، وهو الاسم الدارج للأغنية الأصلية بين الجمهور. غنى محمد منير "شيء من بعيد" بتوزيع موسيقي إيقاعي، بعكس الأغنية الأصلية التي كانت تحمل طابعاً هادئاً يعكس مشاعر الخوف من "النداهة"، التي أسرت عقل ماجدة في فيلم "النداهة".
"بنلف":
كتبها ولحنها الموسيقار بليغ حمدي في رثاء صديقه المطرب عبدالحليم حافظ، وغنتها وردة عام 1977. صدق مشاعر بليغ حمدي، الذي حزن كثيراً لوفاة صديقه، جعل الأغنية باقية في ذاكرة الجمهور، وأعادت سميرة سعيد غناءها في الثمانينيات. وقرر مصطفى قمر إعادة تقديم الأغنية في فيلم "البطل" عام 1998، وصدرت ضمن ألبومه "السود عيونه"، وفي العام نفسه وثقت سميرة سعيد غناءها للأغنية بنسخة جديدة منها صدرت ضمن ألبوم "ع البال".