بحضور عدد كبير من الصحفيين ومذيعي القنوات الفضائية أقامت شركة أيكوميديا مؤتمراً صحفياً بقاعة "اللوفر" بفندق بيراميزا للإعلان عن بدء تفاصيل المسلسل التاريخي الجديد "سقوط الخلافة"، للكاتب يسري الجندي، والذي حضر المؤتمر برفقة المخرج السوري باسل الخطيب، وذلك بعد تجربة التعاون في تقديمهم لمسلسل "ناصر" الذي عرض رمضان قبل الماضي وحقق نجاح كبير، كما سيتم الإنتاج للمسلسل الجديد، من قبل شركة ايكوميديا ومديرها عدي الطائي والمنتج المنفذ محسن العلي.

حاول إظهار الدولة العثمانية بشكلها
الحقيقي وأحداثها الحقيقية

وأعرب الكاتب والسينارست يسري الجندي عن سعادته بتعاونه الثاني مع المخرج باسل الخطيب الذي يستحق عن جدارة إخراج هذه النوعية من المسلسلات التاريخية، والذي يجمع العديد من الفنانين والمبدعين العرب، سعيا منه لإنجاح المسلسل.

وأشار الجندي إلى أن اسم المسلسل مؤقت وعبر عن عدم رضائه عنه وكشف عن العمل قائلا بأنه يتناول فترة تاريخية هامة وهي فترة الخلافة العثمانية والأحداث التي أدت إلى سقوط السلطان عبد الحميد، بالإضافة إلى عرضة للمحاولات اليهودية من جانب هرتسل للضغط على السلطان العثماني لدخول الأرض الفلسطينية، ورفضه لهذا، مما كان السبب الأساسي في إسقاط الخلافة العثمانية المتمثلة في السلطان عبد الحميد.

وأضاف يسري أنه حاول إظهار الدولة العثمانية بشكلها الحقيقي وأحداثها الحقيقية دون مغالطة في التاريخ، حيث قال أن هناك شيوع بان الدولة العثمانية هي دولة ظالمة جرت العالم العربي إلى الانحلال والتخلف، وللأسف اخذ العديد بها، وهذا الفهم الخاطىء للدولة العثمانية ساهمت فيه الدولة التركية الحالية أو التي يقال عنها، تركيا العلمانية الحديثة، والتي شوهت تاريخ الدولة العثمانية خاصة من جانب نظام الأتراك، بالإضافة إلى الاستعمار الأجنبي الذي قام بتفتيت العالم إلى أجزاء منفصلة، لذلك سعي إلى تدمير الإمبراطورية العثمانية التي كانت تقف حائلاً ضد مشروعة.

وأكد الكاتب يسري الجندي، على أن المسلسل يتعرض لفترة الخلاقة العثمانية وما بها من تحضر وازدهار، وكونها دولة قائمة على التقدم والرقي وسيلقي المسلسل الضوء على ما كان يحدث قديما في المنطقة العربية، حتى سقوط الخلافة العثمانية.

وأضاف الجندي أنه مهتم بهذا العمل ويسعى للاهتمام وتسليط الضوء على كافة الأحداث والوقائع التاريخية، حتى نرى تاريخنا بالشكل الصحيح، خاصة مع عدم الاهتمام من جانب الكتاب والمخرجين بالأعمال التاريخية التي بدأت تتراجع بشكل كبير في المرحلة الحالية.

مصر سيكون بها أعلي نسبه من
التصوير لمشاهد المسلسل

وعلى الجانب أخر بدأ المخرج السوري باسل الخطيب، حديثه بالثناء على مصر لاحتضانها وأشار بان هذا هو اللقاء الثاني بينه وبين الكاتب الكبير يسري الجندي بعد مسلسل " ناصر " الذي تعرض لمسيرة الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر ، كما تقدم بالشكر للشركة " ايكوميديا " المنتجة للمسلسل لتحمسها لإنتاج عمل تاريخي ضخم كهذا، وأشار الخطيب إلى أن العمل الجديد على درجة عالية من المسؤولية، حيث انه يعرض لفترة تاريخية بالغة التعقيد، والتي تحتوي على الكثير من الجدل والغلط في المفاهيم، ولكن ما اجتمع عليه أنه أمام فترة تاريخية خصبه مليئة بالأحداث وهي فترة الخلافة العثمانية حتى سقوطها، بالإضافة إلى ربط هذا الحدث بكل ما كان دائر في الدول العربية وخاصة بلاد الشام، وأكد باسل أن العمل يتعرض لكيفية التعامل مع الأحداث في المنطقة العربية، فالمسلسل يسلط الضوء بالأساس على هذه المرحلة.

ولفت باسل انه تم اختيار مصر، لإطلاق هذا المشروع الضخم، لانها تمثل منارة الفن والثقافة والتي تمتلك ثقافة فنية رائعة، كما يقول عنها إنها هي "الصدر الرحب" الذي يتكون فيه المبدع العربي، ومن جانب آخر أشار باسل إلى انه سيتم اختيار مجموعة من الفنانين المصريين والعرب للاشتراك في هذا العمل، فمن مصر يشارك الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة، والفنان أحمد ماهر، ومجدي كامل، والفنانة القديرة عفاف شعيب، والفنانة الشابة دينا فؤاد، وغيرهم الكثير، ومن سوريا غسان مسعود وأسعد فضة وباسم ياخور، ومن الأردن عبير عيسى وصبا مبارك، وستكون الفنانة الكبيرة حياة الفهد ضيفة شرف المسلسل، ومن قطر، الفنان ناصر عبد الراضي، وغيرهم الكثير من العراق وتونس والخليج، بالإضافة إلى تشكيله كبيرة من المبدعين والفانين العرب.

ولفت باسل إلى أن مصر سيكون بها أعلي نسبه من التصوير لمشاهد المسلسل، وأنه سيتم الاستفادة من كافة أماكن التصوير المتاحة لديه، سواء كان بالأستوديو أو بالأماكن التاريخية، خاصة قصر محمد على باشا بشبرا وقصر المانسترلى وقصر محمد على توفيق بالمنيل، كما سيتم تصوير المشاهد الداخلية للمسلسل في أستوديو مصر بالإضافة إلى التصوير في تركيا حتى نظهر الشكل الحقيقي لها وسيبدأ التصوير 15 مارس المقبل.

المسلسل يتعرض لفترة الخلاقة العثمانية
وما بها من تحضر وازدهار

وأضاف باسل أن الإنتاج التليفزيوني هي عمليه مترابطة، خاصة في مثل هذه الأعمال التاريخية الضخمة، كما أن الوضع الآن أصبح وضع كارثي، فأصبحت المحطات التليفزيونية، يتحكم فيها أنظمة وأراء غربية، لذلك فإن المبدع في هذه المرحلة يلاقي تحديا وبالتالي أي مشروع من هذا النوع التاريخي يعد مغامرة وتحد كبير للعاملين به، ولكن نحن في صدد هدف ورسالة، لابد من تقديمها.

وفى رد للمخرج العراقي محسن العلي المنتج المنفذ للعمل لأسئلة بعض الصحفيين حول وجود صوره نمطيه عن الخلافة سيرصدها العمل أجاب العلي قائلا " العمل الفني لا يقدم مرحله تاريخها للتدريس كما انه لا يقدم وجهة نظر صناع يحاولون إقحام رؤى خاطئه عليه بل هو يستلهم من التاريخ ما قد نرى فيه تسليط للضوء على مفردات حياتيه يعيشها العالم العربي المعاصر الآن ومحاولات التفتيت التي تود تفكيك أركانه وتقطيع أوصاله.

وأضاف عدي الطائي مدير عام شركة ايكوميديا قائلا " لقد قصدنا من تنظيم مؤتمرنا بالمؤلف والمخرج فقط قبل اختيار فريق العمل لنؤكد على فكرة ضرورة إعادة صناعة العملية الدرامية إلى نصابها الطبيعي ولقد حاولنا قدر الإمكان دراسة الخريطة الدرامية وأوضاعها والمشاكل التي تواجهها فوجدنا أن السبب في نجاح الأعمال الدرامية الكبرى في مصر والوطن العربي كانت تعتمد على عمل لمؤلف جاد وقوي ومخرج متميز ووجدنا ضالتنا لدى الكاتب الكبير يسري الجندي والمخرج باسل الخطيب وبوجود المخرج محسن العلي منتجا منفذا للعمل نسعى جميعا لتحقيق فكرة التأسيس لصناعة أعمال فنيه جيده نود أن تجد لنفسها طريقا في المستقبل البعيد أن تصبح علامة مضيئة من علامات الإنتاج الدرامي العربي وهذه الحقبة التاريخية التي نتناولها لا اعتقد أن أحدا قام بتناولها من قبل.