قضية التحرش النوعي التي فرضت نفسها على المجتمع المصري في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت ظاهرة تشكل خطرا على السلوك العام في مصر، اختارها المخرج أحمد رضوان لتكون محور فيلمه الذي يبدأ تصويره قريبا بعد أن استقر على فريق العمل، من قصته بالاشتراك مع الكاتبة أماني فهمي.
الفيلم الذي يحمل عنوان "طعم الحياة" ويلعب بطولته أحمد الفيشاوي وسوسن بدر وبسمة وريهام عبد الغفور، تدور أحداثه حول ظاهرة التحرش النوعي وبعض المشكلات الاجتماعية التي تواجه الأسرة المصرية.
ورفض أحمد رضوان أن يكون اختياره لموضوع مثير للجدل وحاضر بقوة في الشارع متعمدا أو يدخل في سياق موجة الأفلام التي تحتل شاشة السينما الآن وتقحم النوع دون توظيف درامي، أو بحثا عن تحقيق أرباح تجارية فقط، وقال "أعتقد أن تفشي ظاهرة التحرش النوعي في الفترة الأخيرة هي التي دفعت الكثير من صناع السينما لتقديم أعمال فنية ترصد هذه الظاهرة التي فرضت نفسها على الشارع المصري لاعتبارات كثيرة أهمها أن السينما هي مرآة المجتمع، والتنوع مطلوب في تقديم موضوعات جديدة ومختلفة، لذلك كان لابد من تناول هذه الظاهرة تحديدا بدلا من استنساخ موضوعات مستهلكة وقديمة".
ولأن الرقابة المصرية كثيرا ما تقف حجر عثرة ضد المشاهد الساخنة تحديدا، أكد أحمد رضوان رفضه أولا كمؤلف أن يكون رقيبا على ذاته أثناء الكتابة، "لأنها تؤثر سلبا على حرية التعبير وتدفق الرؤية الخاصة والشخصية".
ورأى رضوان أن الرقابة التي تملك إجازة الفيلم لن تملك مبررا لأنه لن يتيح لها ذلك، "المشاهد الساخنة موظفة دراميا بشكل جيد، وبعيدا كل البعد أن تكون مشاهد تجارية أو ترويجية، وأستبعد تماما حذف أي من مشاهد الفيلم لمجرد الحذف العمد".
ويشير رضوان إلى أن هذه النوعية من الأفلام التي تعرضت لظواهر اجتماعية مثل العلاقات الزوجية والعنوسة والعشوائيات والخيانة وغيرها عانت إلى وقت قصير من مشكلة التمويل وتحمس المنتجين، لكن نجاح أفلام مثل "واحد ـ صفر" و"الفرح" وغيرها، انعكس إيجابا على قرار الكثير من المنتجين، الذين بدأوا بالفعل الدخول بقوة لإنتاج مثل هذه النوعية من الأفلام.