بحضور وزيرة الثقافة والإعلام في مملكة البحرين وسعادة السفير اللبناني عزيز قزي والقائم بالاعمال العراقي فالح حسن الاسدي وشخصيات سياسية وإعلاميين ومثقفين وحشد من الجالية اللبنانية وبدعوة من الكاتبة والمثقفة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة(مؤسسة ورئيسة مجلس امناء مركز الشيخ ابراهيم للثقافة والبحوث في المملكة البحرينية) إلتقت الاعلامية اللبنانية كابي لطيف جمهور البحريني في محاضرة اقيمت في "بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحافي".
خلال اللقاء عّبرت كابي لطيف عن اعتزازها بأن تكون واحدة من الشخصيات التي تواصلت عبر هذا المنبر الذي يتوخّى تعزيز دور الصحافة وكذلك دور المرأة العربية في الحقل الإعلامي والذي شهد حضور شخصيات أدبية وفكرية وإعلامية مرموقة،حيث ششدت على محورية الاعلام الثقافي اليوم وغدا.ً فأعتبرت أنّ تطوير العمل الإعلامي في العالم كله يمر اليوم عبر تعزيز مكانة الإعلام الثقافي، لأن الثقافة في مفهومها الواسع هي السياسة والاقتصاد والمجتمع.كما انها دعت الى ضرورة وضع حد للقطيعة القائمة اليوم بين صحافيي الداخل وصحافيي الخارج من جهة وإعلاميي المشرق والمغرب من جهة أخرى.
الشيخة مي وهي تسلم لطيف هدية |
خلال اللقاء أشارت لطيف الى أنّ منطق العولمة وظروف الثورة المعلوماتية الجديدة تضطرنا جميعاً إلى إقامة حوارمستمر في ما بيننا من جهة، ومع صحافيي العالم وإعلامييه ومثقفيه من جهة ثانية. لان دورنا كإعلامين ومثقفين هو تعميق المعرفة ، وتسليط الضؤ على الواقع، والواقع هو الحقيقة.
كما ذكّرت بما كتبه، الكاتب والفيلسوف الفرنسي الجزائري ألبير كامو عام 1945 (الذي تقام حوله تظاهرات ثقافية كبرى في فرنسا في ذكرى رحيله الخمسين) حين قال "إن الصحافي هو مؤرخ الساعة ''. ونوهّت بالحاجة إلى مثل هؤلاء المؤرخين في وقت أصبح فيه سكان القرية الكونية غرباء عن بعضهم البعض، وفي كثير من الأحيان غرباء عن ذواتهم. برغم الطفرة الإعلامية التي نعيشها حالياً لاسيما من حيث تعدد المضامين والوسائط.
من بيروت إلى باريس
تطرقت كابي لطيف الى تجربتها من بيروت إلى باريس، ومن الإقامة إلى الترحال، ومن العمل في التلفزيون إلى العمل الإذاعي، حيث ارتسَمَت المعالم الأساسية لتجربتها في الإعلام وقالت : إذا كنتُ اخترتُ هذا الجانب من الإعلام وكرّستُ له حياتي فلأنّه يتلاءم مع توجّهاتي والمثُل التي أتسلّح بها، ولأنّ هذا الجانب أيضاً يركّز على اللقاء لا على التنابذ، ويحرّض على الاجتماع لا على التفرقة.
وعن بداياتها في منتصف السبعينات : "لم أكن أتصوّر في ذلك اليوم الربيعي أني سأصبح من الوجوه المعروفة ومن الأصوات المهاجرة. لم أحلم يوماً بالشهرة ولا بالعمل الإعلامي. صحيح أني كنت أحلم بالدراسة الجامعية في باريس، لكني لم أكن أتخيّل على الإطلاق أني سأقيم وأعمل فيها لأكثر من عقدين. جاءت الحرب اللبنانية عام 1975 لتغيّر مجرى حياتي. حتى أني تحّولت إلى مشّردة في بلدي. من بيت إلى بيت، ومن مدينة إلى قرية، ومن مرفأ الى باخرة..."
كما ركزت الاعلامية كابي لطيف على دور مدينة بيروت في حياتها"بين الاشرفية ورأس النبع ترعرعت ولاحقاً في الحمرا والروشة تعرفت على التنّوع والتلاقي. وتساءلت ؟ ماذا تعني كلمة مدينة ؟ لا بد انها تعني ان الانسان الذي يعيش في مكان ما يتاثر بالمكان ويبقى حاملا هذا الشعور الى ما لا نهاية وبالتالي شاء ام أبى هو مدين لهذا المكان".
تلفزيون لبنان دخل صدفة في حياتي كفارس الأحلام ومن نافذتي إكتشفت العالم.... على الشاشة كنت انا نفسي ولم أقلدّ أحداً....فالشاشة كانت نقطة التحّول الاساسية التي غيرت حياتي.
الصحافة اللبنانية
كابي مع سفير لبنان في البحرين عزيز |
كان لي حصة الاسد من تشجيع الصحافة اللبنانية اللبنانية التي أخذت على عاتقها مواكبة وتغطية نشاطاتي التلفزيونية وقامت بالتركيز عبر صفحاتها على دوري الجديد في المشهد الاعلامي اللبناني وعلى موجة الحداثة التي أطلقتها أنذاك عبر أسلوبي المحكي والمشهدي. فتصدرت صورتي غلاف المجلات لتصبح المذيعة لاول مرة نجمة أغلفة المجلات في لبنان.
مونت كارلو حوار الحضارات بين الغرب والشرق
إذاعة مونت كارلو الدولية وقناة فرانس 24 تنتميان الى الاعلام الفرنسي الخارجي الذي يترأسه" ألآن دو بوزياك" كما تشرف على إدارته الصحافية الفرنسية المعروفة "كريستسن أوكرنت " وتشرف" ناهدة نكد" على القسم العربي في قناة فرنسا الدولية ومونت كارلو الدولية.
وتبقى البرامج الحوارية سياسية كانت ام ثقافية وإجتماعية في واجهة دورة برامج مونت كارلو الدولية الجديدة 2010 كما أنها تعتمد من خلال تواجدها في فرنسا وفي قلب أوروبا على نقل الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي الفرنسي والاوروبي الى العالم العربي. وهذا جزء من مهماتها الاساسية وهي مد جسور من الحوار بين فرنسا والعالم العربي من جهة وبين الشرق والغرب من جهة أخرى .
عن باريس
للعمل الإعلامي في باريس نكهة مميزة، خاصة أن هذه العاصمة الغربية تحوّلت مع الزمن إلى مركز إعلامي عربي مهم نظراً لموقع فرنسا على الساحة الدولية والعربية وإضافة الى إحتضانها الصحافة العربية المهاجرة منذ السبعينات حيث غدت باريس، كما لندن، مركزاً للكثير من الصحف والمجلات والنشرات ذات الانتشار العربي.