من منا لم يتابع المسلسل الذي يصرّ في كل عام على أن يبقى جذّابا، المسلسل الذي يتابعه الملايين فيجمع العائلة العربية في وقت واحد، من منا لم يتحدث في كل رمضان عن باب الحارة؟؟ فإسم أبو شهاب لا يزال يتردد رغم خروجه، ومعتز لا يزال إسمه متداولاً حتى بعد انتهاء المسلسل، لكن من منا يعرف من هو مؤلّف الجزء الرابع من هذا المسلسل؟؟ هل لنا أن نتجاهل هذه الشخصيّة التي بسببها وجدت "حارة الضبع"، "ام جوزيف".... هذا الشخص الذي ألّف الجزء الرابع هو المؤلّف "كمال مرة".
كمال مرّة: باب الحارة في الأساس
عمل درامي اجتماعي
وكمال مرة دافع مؤخرا عن الانتقادات التي طالت مسلسله، مشيرا إلى أنه سعى لتقديم دراما اجتماعية وليس توثيقا تاريخيا للحارة الدمشقية. وقال مرة إن البعض يسعى لتسلق سلم النجاح والشهرة من خلال توجيه انتقادات غير موضوعية، معتبرا في الوقت نفسه أن تلك الاتهامات طبيعية كون العمل حقق نجاحا غير مسبوق.
كان قائمة من الانتقادات قد عرضها البرنامج على لسان مثقفين سوريين اعتبروا فيها أن حارة الضبع التي قدمها المسلسل بعيدة عن الصورة الحقيقة للحارة الدمشقية، كما أن الوقائع التاريخية التي تم عرضها في المسلسل لا تتناسب مع الحارة السورية أيام الانتداب الفرنسي في ثلاثينيات القرن الماضي، بل يصح أن تكون لحارة سورية في بدايات القرن التاسع عشر.
وانتقد بعض المثقفين الملامح الجغرافية التي عرضها المسلسل للحارة السورية، حيث أشاروا إلى أنها كانت تعج بالسيارات أيام الانتداب الفرنسي، وتشهد انتشارا واسعا للصحف والتعليم، وهو الأمر الذي لم يتم الإشارة إليه من قريب أو بعيد في باب الحارة. ورد كمال مرة على هذه الانتقادات في صباح الخير يا عرب، قائلا إن المواطن أو السائح الذي يزور سوريا حتى هذه اللحظة، يمكنه مشاهدة الكثير من الحارات الضيقة التي لا يمكنها أن تستقبل سيارات.
أما غياب الطلاب والجامعيين من المسلسل -فأرجعه كمال مرة- إلى كون باب الحارة تسلط الضوء على شريحة اجتماعية فقيرة أو متوسطة قادت النضال السياسي أمام المحتل الفرنسي، في الوقت الذي كان التعليم حكرا على النخبة والطبقة الارستقراطية وقت وقوع تلك الأحداث.
أم جوزيف مستوحاة من شخصية واقعية
وفيما يتصل بالانتقادات التاريخية، أشار المرة إلى أن باب الحارة في الأساس عمل درامي اجتماعي يعتمد على الحكايات الشعبية ذات الخلفية التاريخية، دون أن يمثل توثيقا سياسيا أو تاريخيا لحقبة بعينها، وهو الأمر الذي غفل عنه كثير من المنتقدين. وتابع المرة أن الانتقادات التي وجهت للعمل غير موضوعية، مشيرا إلى رجوعه للعديد من المؤلفات التاريخية التي تتحدث عن الحارة الدمشقية في بدايات القرن العشرين مثل كتاب "دمشق في مطلع القرن العشرين" لمؤلفه أحمد العلاف الذي يتحدث عن كثير من تفاصيل الحارة.
يذكر أن مؤلف مسلسل "باب الحارة قد قال في تصريحات سابقة إن شخصية "أم جوزيف" التي لفتت انتباه المشاهدين مستوحاة من شخصية واقعية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن شخصية "النمس" حققت نجاحا فاق التوقعات. وكشف مرة أنه تعمد اختيار النهاية المفتوحة للجزء الرابع من المسلسل ليترك لنفسه الحرية في صياغة الجزء الخامس من العمل.
وأضاف أن الجزء الخامس لن يكون امتدادا للجزء الرابع، فهناك بداية جديدة قد تعيد بعض الشخصيات التي غابت، وقد تخرج شخصيات أخرى، وهذا أمر طبيعي في الأجواء الدرامية، ومن الممكن أن يعتذر بعض الممثلين، كما من الممكن أيضا أن يدخل ممثلون جدد إلى العمل عبر شخصيات جديدة.
لمشاهدة مسلسل باب الحارة - اضغطوا هنا
صور من مسلسل باب الحارة