ظاهرة قد لا تكون جديدة لكنها كل عام تتفاقم بشكل اكبر فنلاحظ انه مع قدوم شهر رمضان يحاول النجوم والنجمات تكثيف تواجدهم على الشاشة الصغيرة في ثلاثة أعمال وأربعة أو اكثر استثمارا لهذا الموسم الذي يعد الأول دراميا على النطاق التليفزيوني مما يتسبب في الكثير من الأحيان في بلبله وتشتت ذهني عند المشاهد فالفنان الذي يجسد شخصية الضابط هنا نراه في عمل أخر يعامل كمجرم.
متزعلهاش خالص!
وفي جولة بين أهم الممثلين الذين يطلون علينا في أكثر من شخصية نجد أن الفنانة غادة عبد الرازق لأول مرة تظهر من خلال مسلسلين في رمضان وهما "الباطنية"،"الإمام المراغي" ففي الأول تجسد شخصية "ورد" تاجرة المخدرات التي لا يستطيع أي من الرجال قهرها نجدها في العمل الأخر زوجة لمحامي تعيش حياتها بشكل طبيعي بعيدا عن عالم الإجرام.
شخصيات متناقضة
فيطل علينا النجم نور الشريف هذا العام من خلال مسلسلين هما "الرحايا" و"متخافوش" ففي الأول يجسد شخصية صعيدي أما الثاني فيظهر في رداء إعلامي كبير أما الفنان محمد رياض فيظهر في شخصيتين متناقضتين تماما ففي الوقت الذي يظهر فيه ضعيفا مرغما على كل شيء ولا يقوى حتى على مجرد الاختيار في مسلسل "حسن المراغي" نراه في مسلسل "حضرة المتهم أخي" يطل علينا بشخصية ضابط الشرطة القوي الذي يعمل على مناصرة الحق.
وفي نفس المسلسل(حضرة المتهم أخي) تجسد الفنانة انتصار شخصية مذيعه ومعدة برامج بالتليفزيون إلا إنها فجأة نراها فتاة شعبية لا تعرف شيء عن الأرستقراطية من خلال أحداث السيت كوم(6 شارع التحرير) حيث ترتدى جلبابا شعبيا يتناسب والشخصية الشعبية التي تجسدها وبالاختلاف تماما عن الشخصيتين السابقتين تقدم الفنانة انتصار شخصية النجمة الكوميدية الراحلة زينات صدقي من خلال مسلسل (أبو ضحكة جنان).
وبثلاثة مسلسلات دفعة واحدة تظهر النجمة هالة فاخر من خلال ثلاثة شخصيات مختلفة كل منهم تماما عن الأخرى ففي الوقت الذي تجسد فيه شخصية ندابة من خلال مسلسل (تاجر السعادة) تظهر امرأة غنية من خلال السيت كوم (عبودة ماركة مسجلة) وتظهر كذلك سيدة تجسد آلام ومعاناة المطلقات في المجتمع الشرقي في السيت كوم (بيت العيلة)، وتمردا على أدوار الرومانسية تجسد الممثلة ريهام عبد الغفور شخصية ترتكب العديد من الأزمات مع والدتها الهام شاهين ضمن أحداث مسلسل (علشان ماليش غيرك) إلا انه سرعان ما تعود مع رومانسيتها ونعومتها في مسلسل (سنوات الحب والملح).
ومن خلال مسلسل (الوديعة والذئاب) ترتدى الفنانة رانيا فريد شوقي رداء سيدة أعمال شريرة تسير بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة وعلى الجانب الأخر تتخلى عن كل الشر وترتدى بالطو الدكتورة سوسن من خللا مسلسل (الحياة لونها بمبي) وبمشاهد قليلة تظهر ضمن أحداث مسلسل (أبو ضحكة جنان) حيث تجسد شخصية أخر زوجات الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين. وان كانت رانيا تظهر بعدد قليل من المشاهد في (أبو ضحكة جنان) فإن زوجها الفنان مصطفى فهمي يظهر كذلك في ستة حلقات فقط من مسلسل (الوديعة والذئاب) حيث يظهر بشخصية مليونيرا فاسدا وان كان على جانبا أخر يشاركها بطولة مسلسلها (الدنيا لونها بمبي) في بالطو طبيبا بيطريا.
ثلاثة وجوه
منّور يا باشا!
ويبدو أن هذا العام في رمضان ازداد تجسيد الفنانين لشخصية الطبيب تماما مثلما يفعل الفنان هشام عبد الحميد من خلال مسلسل (البوابة الثانية) حيث يظهر في شخصية الدكتور حازم صاحب الأخلاق الطيبة وان كان سرعان ما يتخلى عنها من خلال مسلسل (مشاعر في البورصة) حيث يطل علينا كرجل أعمال فاسد.
ورغم عدم تواجد تجارب تليفزيونية سابقة لها في مصر إلا أن الفنانة اللبنانية كارمن لبس استطاعت تعويض عدم تواجدها السابق بثلاثة أعمال رمضانية وهم (الهروب إلى الغرب) في شخصية كاترين الفرنسية ومسلسل (البوابة الثانية) فتجسد معاناة سيدة فلسطينية إلا أن المعاناة سرعان ما تنقلب إلى رقصات على الشاشة من خلال تجسيدها لشخصية بديعة مصابني في مسلسل (أبو ضحكة جنان) مع الفنان اشرف عبد الباقي،
وكما اعتدنا دائما من الفنان صلاح عبد الله حيث لا يكتفي بعمل أو اثنين كل عام بل فقد حرص في رمضان من هذا العام على تكثيف جهوده التمثيلية ليجسد ثلاثة شخصيات الأولى مع زينة في مسلسلها (ليالي) ويلعب خلاله شخصية والد ليالي الذي يخاف عليها بشكل مرضي والدور تراجيدي بعيدا عما اعتدناه منه ككوميديان ، ومن خلال مسلسل (الأدهم) يلعب شخصية بها قوة وعنف وتسلط، أما في مسلسل (أبو ضحكة جنان) فيرصد من خلال تجسيده لشخصية أبو السعود الابياري مدى الصداقة التي كانت تجمعه بالنجم الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين.
وبنفس عدد المسلسلات الثلاثة يظهر الفنان اشرف مصيلحي مجسدا ثلاثة شخصيات متناقضين تمام ففي مسلسله (تاجر السعادة) يجسد شخصية نصاب أما من خلال (الباطنية) فيظهر بشخصية ضابط في مكافحة المخدرات وأخيرا يرتدي الجلباب الصعيدي في مسلسله مع الفنان نور الشريف(الرحايا).
البطالة الفنية
الأمر بات متفاقما بشكل كبير
استطلعنا أراء الفنانين أصحاب الأكثر من وجه على الشاشة في رمضان حول تكدس أدوارهم والتشتت الذي يحدثوه في عقول المشاهدين:
انتصار أكدت انه لا يوجد تشتت يحدث على الإطلاق لان أدوارها مختلفة تماما في كل مسلسل عن الأخر والبلبه تحدث بالفعل إذا كانت الأدوار بها أي تشابه لذا فتحرص على عدم الوقوع في هذا الخطأ الذي قد لا يغفره الجمهور. يشاركها الرأي الفنان صلاح عبد الله مضيفا أن المشاركة في اكر من عمل ليس عيب شريطة اختيار الأدوار بعناية فلا يمكن على سبيل المثال أن اظهر بشخصية طبيب في ثلاثة أعمال مرة واحدة هنا فقط سيحدث تشتت ذهني عند الجمهور.
من جانبها فقد أكدت كارمن إنها سعيدة بتكثيف عملها دراميا في مصر ليحقق لها الانتشار في بلدها الثاني وما يهمها اكثر من انتشارها هو تواجدها بقوة من خلال أدوار مؤثرة وهو ما ستثبته من خلال أعمالها الثلاثة حيث لا يوجد أي تشابه بينهم على الإطلاق. أما الفنانة ريهام عبد الغفور فرفضت الحديث تاركة الحكم للجمهور أثناء عرض مسلسليها في رمضان.
أخيرا وعن وجهة النظر النقدية في هذه الظاهرة يجيبنا الناقد لويس جريس مشيرا إلى أن الأمر بات متفاقما بشكل كبير ففي الوقت الذي يعانى فيه عدد كبير من الممثلين من البطالة الفنية ويجلسون في منازلهم ينعون حظهم هناك فنان يقدم أربعة وخمسة أعمال اعتقد أن الأمر في حاجة إلى إعادة حسابات اكثر من ذلك حتى يعمل الجميع ولا يحدث تشتت ذهني للجماهير ويكفي أن الجمهور مجبرا على متابعة عشرات الأعمال الرمضانية لكنه ليس مجبرا على مشاهده الفنان في كل محطة يدير الريموت إليها.