قنابل إعلامية فجّرها بالجملة، في مقابلة صحافية مع ستوب هذه المرة، وليس في برنامجه الأسبوعي "للنشر". فما هي؟ مقدم البرامج الفنية الأهم في لبنان، والآتي من قلب تحرير نشرات الأخبار السياسية، يكشف لـستوب سبب هذه الانعطافة في حياته، وكيف يقارب مواضيعه الساخنة، وكيف يختارها، و"شعرة معاوية" التي تعلّم كيفية الحؤول دون أن تنقطع مع أي من ضيوفه... أو خصومه؟ وكيف يستطيع أن يحمل عشر بطيخات في يد واحدة!
تسافر الى مصر للتحضير لبرنامج رمضاني خاص بالتلفزيون المصري، ماذا تخبرنا عنه؟
أنا أحمل عشر بطيخات!
لا أستطيع أن أقول شيئاً، لأني أنا نفسي لا أعرف تفاصيله.
أيُعقل أن تتفق على "مجهول"؟
ليس بهذا المعنى، لأني ما زلت في صدد الإعداد للاتفاقات، وبمجرد التوقيع، سنبدأ التصوير.
لماذا تم اختيارك أنت للشاشة المصرية؟
لا أعرف، هذا السؤال يوجّه إلى من انتقاني. عموماً، أنا سعيد لأني كنت المذيع اللبناني الأول أو، كي لا أبالغ، أقول إني واحد من قلّة من المقدمين اللبنانيين الذين يُطلب منهم الظهور على شاشة التلفزيون المصري، خصوصاً أن الموضوع يحتاج الى موافقة رسمية خاصة. لذلك، اعتبرت الأمر إنجازاً وخطوة الى الأمام.
يمكنك التحكم في ضغط الوقت من خلال ترك "بطيخة" من اثنتين في يد واحدة؟
بطيختان؟؟ أنا أحمل عشر بطيخات!
سعيد أنت اليوم بدخولك المجال الفني، خصوصاً أنه فتح أمامك آفاقاً واسعة للانتشار خارج لبنان؟
يمكن القول إن برنامج "للنشر" هو الذي حقق لي أقصى طموحاتي، وأعتقد أنه كان قمة التكامل الإعلامي الذي كنت أطمح إليه. وهنا، كان التحدي والصعوبة الكبرى في مواجهة المقارنات التي كان البعض يُدخلني فيها مع زملاء آخرين، في وقت كنت أعتبر فيه دائماً أني شخص متميز في مكان ما، لذلك كنت أرفض دائماً أن أُقارن بمبتدئين.
تحديت نفسك أم الآخرين؟
التحدي كان مع ذاتي أكثر، لأنه عندما أثبت لنفسي الشيء أكون أبرهنه لغيري أيضاً. وسواء اقتنع أم لا، فإن الأمر لا يهمني، لأن قاعدتي هي الجمهور المتلقي عبر الشاشة، وليس الزملاء الموجودين خلف مكاتبهم، يملأون صفحات تلبي رغبات كثيرة عدا تلك الإعلامية الصحيحة، فأنا صحافي أيضاً، وأعلم تماماً بأنه إذا كنت على خلاف مع فنان، أحاول أن أرصد سلبياته بدون التركيز على إيجابياته، لأن الصحافة بكل أسف، أصبحت هكذا.
تأسف على شيء تمارسه؟
هذا فن ندرسه للأسف، لكن أنا أطبّقه بدون افتراء. ربما تقتضي مصلحتي أن أسلّط الضوء على أكثر من جانب... كأن أقول مثلاً إن نوال الزغبي فنانة رائعة و... و... وأستطيع الادعاء أنها غنت في حفلة ونشّزت، لكن، لا يمكن في أي حال، أن أفبرك لها شائعة أو فضيحة بحسب مصالحي أو علاقاتي الشخصية. ومن هنا، صرت أعرف سبب هجوم بعض المجلات عليّ، بشراسة، ولمصلحة من؟ ربما تزلّفاً لفنانين كانوا على خلاف معي، يدفعون رواتب ثابتة لمحرريها، برغم أني لا أمارس هجوماً على أحد بهذه الطريقة، بل فقط من خلال "القناعة".
تتحدث اليوم بلهجة الواثق، ومن منطلق قوة أكثر من الأمس، هل هذا نتيجة لوجودك في مركز قرار في منبر إعلامي معين؟
تركت السياسة لفترة محددة، وأنا لمعت
في هذا المجال..
أبداً، فلطالما كنت كذلك، وهذا الأمر أدى الى خلافي مع كثيرين. لكن في البداية، لم يكن صوتي يصل بهذه السهولة، لأني كنت أنتظر منابر الآخرين للإعلان عن مواقفي، والتعبير عن رأيي، بالإضافة الى النضوج الذي اكتسبته بعد سبعة عشر عاماً من الخبرة، فلم أعد أهتم بالسخافات التي كانت تلهيني في الماضي. لذلك، يمكن القول إني بتّ أتحدث بنضوج أكبر، وليس بثقة أعلى.
ألا تخاف انفتاح الساحة الإعلامية على الاحتمالات كلها، وبعد تعرّض بعض الإعلاميين للاعتداء لأسباب مختلفة؟
ما ذكرته لا بد من أن يكون وراءه سبب وأنا يمكن أن أكون ضحيته في أي لحظة، لكن لسبب مختلف تماماً وغير مفضوح. عموماً، أنا لا أجرح الآخرين ولا أسيء الى أحد، بل أسعى الى معالجة المواضيع ومقارنتها بما يخدم المجتمع، الى درجة أصبحت فيها، وخاصةً في "للنشر"، ملجأً لمن كان صاحب قضية.
هل يمكن أن يأخذك هذا البرنامج من الصحافة الفنية؟
وردني عرض لتقديم برنامج سياسي، لكني رفضت، لأن الإعلام السياسي ليس طموحي، ولو كان كذلك لما تركته أصلاً.
لكن الإعلام الفني لا يُقارن بمنافسه السياسي، ولكل وسط سلبياته؟
أنا تركت السياسة لفترة محددة، كانت لتقديم عمل رمضاني، لكن نجاح البرنامج المنقطع النظير "بتخسر إذا ما بتلعب"، جعل الشيخ بيار الضاهر يعرض عليّ تقديم برامج فنية، مؤكداً أن المؤسسة تضم مذيعين ومذيعات ومراسلين ومراسلات كُثراً في عالم السياسة، لكنها تفتقد مقدّم برامج فنية، وأنت لمعت في هذا المجال، وأنا أريدك فيه.
تَدين إذاً للشيخ بيار الضاهر بتحولك؟
كل الناس لهم فضل في حياتي، هو وغيره.
في هذا التحول تحديداً؟
يجيب ضاحكاً: كان الفضل للبدل المادي الكبير الذي عُرض عليّ، فاق عشرة أضعاف ما كنت أتقاضاه في مجال نشرات الأخبار. لذلك، لا أنكر أن "الخسّة" كبرت في رأسي حينها، لكني عدت وشذّبتها: نجحت، فشلت، طلعت، نزلت، مررت في مراحل كثيرة الى أن وصلت اليوم الى ما أنا عليه.
أي طوني أحببت؟
طوني الأب، هذا الشعور لا يمكن أن يوازيه شيء، ولا يمكن أن يُقدّر بثروات العالم.
ما زلت تجد الوقت لأولادك وسط البطيخات العشر التي تحملها؟
الساعة السادسة والنصف مساءً، أشعر بأن شيئاً يشدني نحو السيارة ويحثّني على العودة الى المنزل، بعدما كنت أعيش على هواي، ولا أعود قبل الثالثة صباحاً.
أبوّتك جعلتك تخاف أكثر، فتخفف من لهجتك القاسية ضد البعض؟
ليست لدي صداقات أصلاً، فعلاقاتي
بالوسط لا تصل الى درجة التوظيف
لم أصل يوماً في "معاركي" مع الآخرين الى حافة الخطر، فلطالما كان انتقادي موضوعياً وبنّاءً.
لكنك كنت تواجه شائعات كان يمكن أن تسيء الى سمعتك مثلاً، أو اسم أولادك؟
هذا الأمر موجود دائماً، سواء أكنت "مشكلجي" أم لا. ومن أراد أن يؤذيني، فلن ينتظر مني تصرفاً معيناً. عموماً، أنا تضررت كثيراً في حياتي من خلال أخبار وقصص وشائعات ومشاكل، لكني استطعت تخطّيها كلها بالإيمان.
ما زلت عرضة للحروب ضدك؟
خفّت نسبتها اليوم، ربما لأني نضجت.
لم تعد تردّ؟
بالعكس، لكن حين يستوجب الموضوع ذلك، ولكن "المعارك" خفت وتيرتها ضدي في وقت كانت فيه الحملات الشعواء تُشن عليّ صبح مساء، فأي صحافي كان يمكن أن يمسح الأرض بطوني خليفة.
وما دخل النضوج بإيقاف الحملات ضدك، هذا يعني أنك أنت السبب؟
لقد وضعت نفسي في دائرة معينة لا يدخلها إلاّ أشخاص محدّدون، بينما في البداية كان إطارها مفتوحاً، ويدخله أي كان. أحد الصحافيين كان يتصل بي دوماً قبل وفاته محاولاً أن يفرض علي دفع مبلغ معين له شهرياً، وكنت أرفض الأمر دائماً، علماً بأنه كان ينتقدني دائماً عبر صفحات جريدته.
اليوم، يمكن أن يحصل العكس، وتستطيع أنت أن تفرض على الآخرين أن يدفعوا لك؟
معاذ الله، ولو أردت ذلك لفعلت منذ زمن بعيد، أنا الوحيد المعروف عني أني "لا أُشرى ولا أُباع".
لكنك توظف عملك لخدمة صداقاتك ومعارفك؟
أبداً، لأنه ليست لدي صداقات أصلاً، فعلاقاتي بالوسط لا تصل الى درجة التوظيف.
كيف تفسر إذاً إضاءتك على مشكلة تخص زميلاً لك دون الآخر؟
(وقبل أن يرد على السؤال، يقطع عليه جرس الهاتف المقابلة ليذكّره بموعد له على الهواء مباشرة عبر إحدى الإذاعات المحلية فيعتذر عن استكمال اللقاء للحاق بطلّة إذاعية التبس عليه توقيتها)