مع وجود الإنترنت وإمكانية مشاهدة الأفلام والمسلسلات من أي مكان في العالم، قد تبدو عبارة "أفلام ممنوعة من العرض" غير منطقية، لكن مع هذا يمكن للجهات المسؤولة في أي دولة في العالم أن تقرر منع عرض الأفلام بدور السينما. كان آخرها قرار منع عرض فيلم "باربي" في الكويت، وربما يتم منعه في لبنان أيضاً؛ حيث قال وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى، الأربعاء، 9 أغسطس/آب 2023، إن الفيلم "يروّج للشذوذ والتحول الحميمي"، ويتعارض مع القيم الأخلاقية والإيمانية"، قائلاً إنّ عرض الفيلم ستكون له نتائج سلبية على الأطفال.

وليس "باربي" وحده، فهناك أفلام كثيرة مُنعت من العرض في كثير من الدول ولأسباب مختلفة، بعضها كانت تحتوي على عنف شديد أو محتوى حميمي أو موضوعات سياسية. بل إن أحد تلك الأفلام تم حظره في 50 دولة حول العالم، وتم التحقيق مع المخرج بتهم قتل طاقم الفيلم بسبب ما ورد فيه. وهذه هي قائمة 10 أفلام ممنوعة من العرض في دول مختلفة حول العالم:

1- "Cannibal Holocaust" فيلم مُنع من العرض في 50 بلداً

في أي قائمة أفلام ممنوعة من العرض، لا بد أنك ستجد فيلم "Cannibal Holocaust" أو "محرقة آكلي لحوم البشر"، بعد أن أصبح محظوراً في أكثر من 50 بلداً. بدأت مشاكل الفيلم في صيف 1979 حين حاول المخرج "روجيرو ديوداتو" تصوير فيلم واقعي قدر الإمكان، يبدو كأنه وثائقي عن أكلة لحوم البشر، فسافر طاقم الفيلم إلى الأدغال على الحدود بين كولومبيا والبرازيل.

وهناك اتفقوا مع قبيلة من القبائل الأصلية للتصوير في قريتهم، وأقنعوا أفراد القبيلة بالتمثيل في الفيلم والقيام بدور آكلي لحوم البشر، رغم أنهم كانوا من قبيلة مسالمة، استخدم المخرج روجيرو ديوداتو اسم القبيلة الحقيقي، وصوّرهم على أنهم متوحشون متعطشون للدماء. أمرهم المخرج بذبح عدة قرود وخنزير وسلحفاة أمام الكاميرا، من أجل "الواقعية" في الفيلم، وتضمن الفيلم لقطات اغتصاب وقتل وتعذيب وحشي للممثلين البيض، على أيدي أفراد القبيلة، وهو ما شوّه سمعتهم بين الجمهور الذي كان يجهل الحقيقة. ظن البعض أن ذلك الفيلم كان وثائقياً حقيقياً عن طبيعة تلك القبيلة. فضلاً عن الإساءة وسوء المعاملة لأفراد تلك القبيلة أثناء التصوير، ومنها عندما حشد الطاقم السكان الأصليين في كوخ عشبي وأشعلوا فيه النيران، من أجل تصوير مشهد للفيلم، وردة فعل "واقعية" لمشاعر الخوف، وتعرض بعضهم فعلاً للاختناق.

في عام 1980، وبعد 10 أيام من العرض الأول للفيلم في ميلانو بإيطاليا، صدر أمر بمصادرة الفيلم بموجب القانون، بسبب ما يحتويه من لقطات دموية للغاية، ومشاهد اغتصاب، وانتهى الأمر باتهام المخرج بالفحش. بعد عام واحد عُرض الفيلم في فرنسا، وبدأت وسائل الإعلام في التكهن بأن مشاهد الموت كانت حقيقية، خاصة بعد اختفاء أبطال الفيلم بشكل غامض بعد انتهاء التصوير.

صدر أمر بإلقاء القبض على المخرج، وأصبحت الصحف تتحدث عن الموضوع بكثرة، فكانت تلك التغطية دعاية كبيرة ومجانية للفيلم، وكان هذا بالضبط ما يريده المخرج "روجيرو ديوداتو"، لأن اختفاء الممثلين بعد انتهاء التصوير كان بتدبير منه، من أجل إثارة الشك حول مصيرهم. لاحقاً منع عرض الفيلم في دور السينما في 50 دولة، ولكن بسبب الدعاية الكبيرة والضجة الإعلامية نجح الفيلم حينها في تحقيق مبيعات شرائط الفيديو، واستغرق الأمر حتى عام 2011، لتحصل نسخة كاملة من الفيلم على موافقة عرضها في دور السينما.

2- "Barbie" فيلم ممنوع من العرض بسبب خريطة

كان من المقرر أن يُعرض "باربي" على المسارح الفيتنامية في نفس يوم عرضه العام الأمريكي، 21 يوليو 2023. لكن وزارة الثقافة والرياضة والسياحة في فيتنام أعلنت إلغاء رخصة الفيلم، أنه تم سحب ملصقات رقمية للفيلم من مواقع الموزعين المحليين على الإنترنت.

تم حظر الفيلم في فيتنام بسبب مشهد يعرض خريطة تُظهر بحر الصين الجنوبي وهو جسم مائي مهم استراتيجياً تتنافس عليه الصين وعدد من جيرانها بشدة، ودافعت شركة Warner Bros. عن المشهد قائلة إن الخريطة ليست أكثر من "رسم أقلام تلوين تشبه الأطفال"، وبالتأكيد ليست أي نوع من التصريحات السياسية. وبينما لم يصدر قرار رسمي عن الأمن العام اللبناني حول منع الفيلم أو عرضه، منعت الكويت عرض الفيلم باعتباره "يروّج لأفكار دخيلة على المجتمع".

3- The Manchurian Candidate

قدّم الفيلم قصة الرائد "بينيت ماركو" وهو ضابط استخبارات في الجيش الأمريكي. خدم ببسالة كنقيب في الحرب الكورية، وحصل الضابط المسؤول عنه على وسام الشرف. لكن ماركو يواجه لغزاً في حياته فهو يشاهد كابوس متكرر، في الكابوس يظهر الضابط المسؤول وهو يقتل 2 من جنود فرقته. يكتشف ماركو أن الضابط المسؤول ترك الخدمة العسكرية ودخل عالم السياسة بدعم من والدته المستبدة، التي تتهم أي شخص يختلف مع آرائها الرجعية اليمينية بأنه شيوعي.

ويشعر بالشك أكثر عندما يعرف أن زملاءه من الجنود الآخرين في وحدته في الحرب الكورية يشاهدون كوابيس مشابهة لكابوسه، يدرك أن شيئاً ما حدث لهم جميعاً في كوريا، وأن الضابط المسؤول هو النقطة المحورية. وأن هناك مؤامرة كبرى تدور في الخفاء. اعتبر موضوع هذا الفيلم حساساً للغاية من الناحية السياسية، فقد تعرض للرقابة والحظر قبل عرضه في دور العرض في العديد من دول "الستار الحديدي" السابقة، مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا – وحتى في البلدان المحايدة. مثل فنلندا والسويد. وعرض في دور السينما لأول مرة في لمعظم تلك الدول بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1993.

4- Häxan

فيلم Häxan لبنيامين كريستنسن، هو فيلم صامت بالأبيض والأسود، مستوحى من رواية شهيرة من القرن الخامس عشر حول السحر. بعنوان "Hammer of Witches". تناول الفيلم عدة مواضيع من العبادة الوثنية إلى الطقوس الشيطانية إلى الهستيريا. وكانت الشخصيات والمشاهد المعروضة مرعبة للغاية ومبتذلة للغاية، وعندما عًرض الفيلم عام 1922 تم حظره في الولايات المتحدة، بسبب الصور الفاضحة والعنف والعري، وخاصة موقفه ضد رجال الدين.

5- The Hunger Games

The Hunger Games هي سلسلة كتب مشهورة كتبتها سوزان كولينز، والتي تم تحويلها أيضاً إلى سلسلة أفلام ناجحة. تدور أحداث القصة في دولة مستقبلية تسمى بانام، حول فتاة تدعى كاتنيس إيفردين، تتطوع للمشاركة في حدث متلفز وحشي يُعرف باسم Hunger Games أو ألعاب الجوع؛ حيث يتقاتل عدة متنافسين من الشباب حتى الموت وفي النهاية يجب أن يبقى شخص واحد على قيد الحياة. وتتناول السلسلة موضوعات الاضطهاد والتمرد والبقاء، وقد اكتسبت قاعدة جماهيرية ضخمة في جميع أنحاء العالم.

مع ذلك، نظراً لمحتواها المثير للجدل، فقد واجهت السلسلة حظراً وقيوداً في العديد من البلدان. مثل الصين في عام 2012 عندما صدر الجزء الأول من السلسلة، وبينما لاقى نجاحاً في البداية ، تم سحبه فجأة من دور السينما. استشهدت الحكومة الصينية بـ"المشكلات الفنية" كسبب لإزالته، لكن يعتقد الكثيرون أن ذلك كان بسبب موضوعات الفيلم المتمثلة في التمرد والسيطرة الحكومية. خشيت الحكومة من أن يكون محتوى الفيلم مصدر إلهام لاحتجاجات وانتفاضات حقيقية. وكذلك تم منعه من العرض في فيتنام، بسبب تصوير الفيلم لمجموعة من المراهقين يقتلون بعضهم بعضاً، وهو ما قد يؤثر سلباً على جيل الشباب، وبعد إجراء بعض التعديلات على النسخة العالمية، تم إصدار الفيلم في النهاية في دور السينما الفيتنامية، ولكن مع تقييد عمري للمشاهدة.

6-Lightyear

هو فيلم أنيميشن عن قصة الدمية رائد الفضاء Buzz Lightyear، الشخصية الشهيرة من أفلام Toy Story، حيث ينطلق في مغامرة بين المجرات جنباً إلى جنب مع أصدقائه ورفيقه الروبوت Sox. بينما يتعامل هذا الطاقم المتنوع مع أصعب مهامهم حتى الآن، يجب أن يتعلموا العمل معاً كفريق واحد للهروب من الشر. تم حظر الفيلم عند صدوره عام (2022) في العديد من الدول، بما في ذلك مصر وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية، بسبب احتوائه على مشاهد تعرض العلاقة العاطفية بين شخصيتين من نفس النوع، واحتوائه على مشهد قُبلة بينهما.

قامت شركة ديزني بحذف المشهد بالكامل في النسخ التي كان من المقرر عرضها في تلك الدول بسبب قرار المنع، ولكن تمت إضافته في النهاية مرة أخرى بعد أن تحدثت مجموعة من موظفي Pixar ضد المعارضة عبر خطاب مفتوح إلى ديزني. تم بعد ذلك إصدار نسخ بديلة من المشهد في بلدان معينة، كما هو الحال في روسيا، حيث تم تغيير كلمة "صديقة" إلى "شريكة".

7- Borat

يقدم الفيلم شخصية "بورات ساغدييف" مراسل تلفزيوني لبرنامج شهير في كازاخستان باعتباره سادس أشهر رجل في كازاخستان، يتم إرسال بورات إلى أمريكا من قبل حكومته لتصوير فيلم وثائقي عن المجتمع والثقافة الأمريكية. وفي رحلته، يواجه بورات مجموعة من الأمريكيين، ولم يكونوا كلهم ممثلين إنما أناس حقيقيون في مواقف فوضوية حقيقية مع عواقب هستيرية.

تم حظر بورات عام 2006 في روسيا من بين عدة دول أخرى لأنه يحتمل أن يكون مسيئاً "للحساسيات الدينية أو القومية" لبعض الشعوب. وفقاً ليوري فاسيوتشكوف، رئيس قسم الأفلام والتراخيص في روسيا: "قررنا عدم منح هذا الفيلم ترخيصاً للسينما لأن هناك لحظات في الفيلم يمكن أن تسيء إلى الحساسيات الدينية أو القومية".

8- The Exorcist

القصة المخيفة لفتاة بريئة يسكنها كيان مرعب، وعزم والدتها على إنقاذها، بمساعدة كاهنين انضما معاً لمحاربة الشر المطلق. مع بداية عرض الفيلم عام 1974، كان الفيلم قد أثار جدلاً بالفعل في الولايات المتحدة، حيث من المفترض أنه تسبب في الإغماء والقيء والنوبات القلبية في دور السينما. وفي المملكة المتحدة قامت مجموعة من السلطات المحلية بحظر عرض الفيلم في مناطقهم، مما زاد من شهرة الفيلم.

وبسبب المشاهد التي يمكن أن تؤثر على المراهقين تم تقييد الفئة العمرية بـ18 عاماً، وبقيت الاعتراضات في السنوات التالية في المملكة المتحدة حتى بداية عام 1988 عندما تمت إزالة نسخ الفيديو للفيلم من المحلات، بعد ما يقرب من سبع سنوات من السماح ببيع وتأجير نسخ الفيديو، وبقي محظوراً لمدة 11 عاماً. لكن استمر الفيلم في العرض من حين لآخر في دور السينما.

9- The Human Centipede الجزء الثاني عام 2011

بطل الفيلم هو "مارتن" شخص وحيد مختل عقلياً يعيش مع والدته في مشروع إسكان كئيب. ويعمل في النوبة الليلية كحارس أمن في مجمع سيارات تحت الأرض قاتم ومثير للقلق بنفس القدر. للهروب من وجوده الكئيب، يفقد مارتن نفسه في عالم خيالي لفيلم الرعب الحقيقي الذي عُرض عام 2009 بعنوان "The Human Centipede" والذي يصبح إلهاماً وخيالاً مرعباً عندما يقرر مارتن القيام بفظائع لا يمكن تصورها.

تم حظر فيلم The Human Centipede 2 مؤقتاً في أستراليا بسبب احتوائه على "صور مسيئة غير مبررة ومشاهد عنف بدرجة عالية جداً من التأثير والقسوة" تمت إعادة تقديمه لاحقاً للحصول على تصنيف جديد، وتم تصنيف الفيلم في أستراليا ضمن فئة RC وهو تصنيف يمكن أن يشمل أشياء مثل الأفلام وألعاب الفيديو، وأي مادة تدخل في هذا التصنيف بشكل أساسي لا يمكن بيعها أو استئجارها أو الإعلان عنها أو استيرادها بشكل قانوني في أستراليا.

10- "Persepolis" رواية وفيلم مُنعا من العرض

فيلم "Persepolis" أو "برسيبوليس"، وهو فيلم رسوم متحركة، مقتبس من رواية بنفس الاسم، يروي القصة الحقيقية للمؤلفة الإيرانية الأصل "مرجان ساترابي"، وفترة طفولتها خلال الثورة الإيرانية والحرب الإيرانية العراقية اللاحقة. تضمنت الرواية والفيلم عدداً من المشاهد التي تصور أساليب التعذيب المستخدمة ضد المعارضين الإيرانيين.

تم حظر الفيلم والرواية المصورة في إيران بشكل دائم، ومؤقتاً في لبنان بسبب تصويرها للعلاقة الحميمة والطريقة التي تصور بها أحداث الثورة الإيرانية. تُظهر صوراً مختلفة في الرواية على سبيل المثال، إظهار معارضين يتعرضون للتعذيب من قبل الحكومة الإيرانية. لكن الحظر في لبنان رُفع في نهاية المطاف بعد أن دعا جمهور ونقاد وزارة الداخلية لاتخاذ قرارها. واجه الكتاب أيضاً تحديات في العديد من المدارس في الولايات المتحدة في عامي 2013 و2015، وركزت الشكاوى عادةً على الموضوعات الحميمية للرواية وتصوير العنف. ولكن في العديد من الحالات بقيت الرواية في المكتبات والفصول الدراسية، عندما صوتت مجالس المدارس في بعض الولايات الأمريكية بعدم حظرها.