كان محمد رمضان ومحمود شكري يتذكّران أحداثًا مضحكة عن ماضيهما قبل دخول الأكاديميّة، حينما قاطعتهما رحمة مقلّدة أصوات الأطفال. غضب محمد وطلب منها أن تسكت وتكلّمه حين ينتهي لأنّه من العيب مقاطعة أحد وهو يتكلّم. وبالطبع، إستاءت رحمة من الملاحظة ولمّا انتهى هو من الكلام ناداها لتأتي معه إلى غرفة نوم البنات.
عندئذ، أطلعته رحمة أنّها تكره أن يوجّه لها ملاحظة بتلك الطريقة وأعازت إليه ألا يعاود الكرّة. ثمّ أضافت أنّ عيبه الوحيد هو عدم الأخذ برأيها عندما تنبّهه على أمر ما والإكتفاء بملازمة السكوت لفترة ثمّ الجواب عليها "وأنت ما دخلك؟" أو "من أنت لتقولي لي هذا الكلام؟".
أفهمته رحمة أنّه يجدر به أن يكون أكثر الطلاب معرفة بالجواب على أسئلته، فهي لا تقبل أن يعاملها كباقي الطلاب لأنّه يدرك جيّداً ماذا تشكّل هي بالنسبة إليه. عندئذ، أجاب محمد سعياً لاستفزازها "من أنتِ؟" ما زاد الطين بلّة وأجّج نيران الثورة داخل رحمة التي حذّرته من تجنّب إستفزازها نهار الجمعة خصوصًا.