مكسورة لملمت شذى حسون احزانها عضت على جرحها قاومت انهيارها وحسمت خيارها ان تكمل في عالم الفن بعد ان اختيرت بقرار جمهوري شارك فيه جمهور من اقصى المحيط الى اقصى الخليج لم يكن لها ان تخذله فقاومت الصدمات وطوت صفحة الماضي ومعها دموعاً سكبتها ساخنة حين كانت وحيدة في بيروت لا يعزيها سوى حب راحت تبحث عنه في مدينة غارقة بالدماء.
عدت من جولة غنائية في الولايات المتحدة الأميركية ماذا تقولين للذين تساءلوا عن غنائك في بلد يحتل بلدك؟
تعلمت من تجربتي الكثير ومنها
اصبحت اقوى
أنا بعيدة جداً عن السياسة لا أحب أن أتدخل فيها لكنني كأي مواطن عراقي أهتم بأحوال بلدي إنما دعيني أوضح لك شيئاً أنا أؤمن أنه من القوة أن يفهم كل منا لغة عدوه ويستطيع اختراق بيئة عدوه.
الا تعتبرين الأميركي عدوك؟
لا أقول إن الاميركي عدوي فلا عدو لي لأن ثمة فارقاً بين المواطن الاميركي والنظام الذي يحتل بلدي عدا عن أن جمهوري هناك هو عربي بامتياز من الجاليات العربية والعراقية منهم من لم يزر العراق يوماً ومنهم هُجّر منه رغماً عنه ومنهم من ولد ونشأ خارج العراق لكنه بقي عراقي الهوى والثقافة. كل ما يهمني في هذا الامر هو ادخال البهجة الى نفوس جمهوري.
هذه السنة مررت بالكثير من المشاكل بدءاً من انفصالك عن مدير اعمالك المخرج طوني قهوجي الذي اثار الكثير من الإشاعات الى منعك من الغناء في دبي وصولاً الى إلغاء احدى حفلاتك في بيروت لماذا تطاردك المشاكل وانت لا تزالين في اولى خطواتك مع الفن؟
ربما هو القدر. احياناً نختار وأحياناً نكون مخيّرين. أنا كنت مثل الولد الذي نشأ في كنف عائلته التي ربته قبل ان ينطلق وحيداً ويصبح قادراً على تحديد خياراته. أمي كانت ولا تزال المؤسسة اللبنانية للارسال LBC التي لا تزال علاقتي بها ممتازة اما ادارة اعمالي فكانت تجربة باءت بالفشل في نهايتها.
ماذا تعلمت من هذه التجربة؟ وهل ستفصلين مستقبلاً بين عملك وحياتك الشخصية؟
لم يكن لحياتي الشخصية أي علاقة بالموضوع فأي عمل تدخل فيه المصالح الشخصية يفشل وحتى الصداقة حين تكسر الحدود قد تولد المشاكل. تعلمت من تجربتي الكثير ومنها اصبحت اقوى.
تقولين اصبحت اقوى لكن في تلك الفترة قرأت لك اكثر من مقابلة شعرت انك على شفير الانهيار وانت وحيدة في بيروت لا سند لك واقلام بعض الصحافيين تنهشك؟
رفضت في تلك الفترة ان استسلم للضعف لأني اذا انهرت سأوقف كل ما بدأت به بكيت جدا في تلك الفترة شعرت بالاكتئاب والغضب لكنني كنت بحاجة الى الانطلاق من جديد جلست مع نفسي لأقيّم تجربتي كنت اسأل نفسي هل أكمل أم أتوقف؟
فكرة ترك الغناء هل كانت واردة في تلك المرحلة؟
لن اتأذى لأني لن اعيش من حفلة واحدة.
كما قلت لك كنت أراجع حساباتي وكان كل شيء واردا.
لهذه الدرجة كنت تشعرين بالضياع؟
بالحزن أكثر شعرت ايضاً ان ثمة نحسا يتربص بي فعندما اصبحت وحدي تهافت عليّ متعهدو الحفلات الذين كان بعضهم يريد استغلالي لتحقيق مكاسب مادية على حسابي.
قيل ان احدى الفنانات عرقلت حفلك مع عاصي الحلاني في بيروت هل ترين اليوم ان جولتك معه في اميركا رد لاعتبارك؟
أولا عاصي لا علاقة له في إلغاء مشاركتي في الحفل فكل ما يهمه ان تشاركه فنانة محترمة وصاحبة موهبة
في هذه المشكلة استعديت الفنانة ميريام فارس التي ذكر اسمها كثيراً في كواليس الحفل هل كانت هي فعلاً وراء إلغاء مشاركتك؟
انا لم اقل هذا انما قلت في رد على سؤال اني اتفقت مع متعهد على احياء الحفل مع عاصي ثم عاد واتصل بي معتذرا وقال لي ان مدير اعمال الفنانة ميريام فارس اتصل به وعرض عليه ان تشارك ميريام مجاناً في الحفل والكل بات يعرف هذه القصة.
هل كانت محاربتك هدف مدير اعمال ميريام ام الترويج لميريام؟
لم يحاربني لكن هذا في النهاية عمل وعموما الموضوع سخيف جدا وفي النهاية سواء غنت مكاني فنانة غيري لن اتأذى لأني لن اعيش من حفلة واحدة.
في رأيك هل ميريام بحاجة الى أن تغني مجانا؟
يقال انها غنت مجانا لكن الكثير من النجوم يغنون مجانا ليضمنوا تواجدهم على الساحة الفنية في لبنان لأن ثمة مافيا تحتكر سوق الحفلات والاسماء التي تتعامل معها اصبحت معروفة ولا تتعدى العشرة.
اليوم من يقف الى جانبك ويجنبك الوقوع في مطبات الساحة الفنية ومشاكلها؟
اود ان اقول اولا ان ما حصل معي ربما كان لخيري لأنه علمني ان اكون اقوى وان اتعلم من اخطائي. اليوم اسست شركة "سول بروداكشن" لإنتاج اعمالي والتسويق لها وانا سعيدة جدا بفريق عملي.
اسست شركتك الخاصة في الوقت الذي قرأت فيه تصريحاً لك تتمنين فيه الانضمام الى شركة روتانا فهل تشعرين بعبء الانتاج الخاص؟
باقي كليباتي لا تصنف في خانة الجريئة
انا لم اقل اني اتمنى الدخول الى روتانا مع انها شركة كبيرة وتضم اهم نجوم العالم العربي لكن ما حصل اني تلقيت اتصالا من السيد سالم الهندي مدير عام الشركة يطلب مني احياء حفل غنائي مع الفنانين ماجد المهندس وراشد الماجد وكانت خطوة افرحتني لأنهم اختاروني رغم اني لست ضمن شركة روتانا.
فلنعد الى زيارتك لبغداد لا شك انها كانت مجازفة كبيرة في بلد يتعرض يوميا للانفجارات فهل وضعت في الاعتبار انك قد لا تعودين؟
لم افكر في الموضوع اطلاقاً فبعد المشاكل التي حصلت معي كنت بحاجة الى جرعة من الامل وكنت اعرف اني لن ألاقيها الا هناك من حب الناس واستقبالهم والحفاوة التي شعرت بها هناك لم افكر بشيء فما حصل معي هنا هدّني كثيراً فكنت بحاجة الى هذه الجرعة من المحبة.
في بدايتك قدمت كليبات جريئة مع المخرج طوني قهوجي لو عاد بك الزمن هل كنت ستقدمينها؟
كان ثمة مشهد جريء واحد فقط اما باقي كليباتي فلا تصنف في خانة الجريئة ولو عاد بي الزمن الى الوراء لن اقبل ان اصور هذا المشهد.
ماذا عن المرحلة التي تلت "ستار اكاديمي"؟
صدقيني لا احذف شيئاً فكل ما حصل معي كان مقدرا وكان حلقة في سلسلة اي ان له هدفا. فكل امر تعرضت له ولو كان سيئاً قادني الى اماكن اكثر ايجابية.
هذا الامر هل تعتذرين له وانت في خضم المشكلة ام بعد ان تجتازيها؟
لا انا واعية لهذا الامر حتى وانا غارقة في المشكلة ربما في مشكلتي الاخيرة انهرت لكن ما حصل معي بعدها كان اهم واكبر وشكرت ربي عليه.