يستعدّ الفنان فادي أندراوس لإطلاق ألبومه الأول قريباً بعد تخرجه من "ستار أكاديمي" منذ سنوات ثلاث. يؤمن بأن المثابرة والاجتهاد وحدهما يكفلان نجاح المطرب في عصر بات فيه التميز شبه مستحيل بسبب الكم الهائل من المطربين الذين تفرزهم برامج الهواة على الفضائيات... يعترف بوجود صعوبات جمة أمام المطربين الشباب اليوم لا سيما لجهة العثور على شركة إنتاج تدير شؤونهم الفنية والمالية على السواء، مع ذلك لم يفقد إيمانه بمستقبله الفني. عن ألبومه الجديد ومحطات من مسيرته الفنية الفتية كانت دردشة الجريدة التالية معه.

ماذا تغيّر في شخصيتك بعد مرور سنوات ثلاث على احترافك الغناء؟

أصبحت أكثر ثقة بنفسي وتنتابني
حالة من الفرح

أصبحت أكثر ثقة بنفسي وتنتابني حالة من الفرح لأنني بدأت تحقيق حلمي الذي راودني منذ الطفولة وهو دخول عالم الغناء.

ما الخطوة الأولى التي فتحت أمامك أبواب الاحتراف؟
مشاركتي في برنامج "ستار أكاديمي" عام 2007 إذ حصدت شهرة واسعة من خلاله، إلا أنني لم أكتفِ بهذا الأمر بل اجتهدت بعد تخرجي منه في تثبيت موهبتي في مجال الغناء على الرغم من المعوقات الكثيرة التي واجهتني كمبتدئ.

هل أنت راضٍ عن مسيرتك الفنية لغاية اليوم؟
إلى حدّ ما، صحيح أن الأعمال التي قدمتها نالت إعجاب الناس وهو أمر يفرحني إلا أنني مصمم على مضاعفة جهودي وتقديم المزيد من الأغنيات.

إلى أي مدى يؤدي الحظ دوراً في نجاح الفنان برأيك؟
يؤدي دوراً كبيراً، لكن من الضروري أن يرافقه الاجتهاد والتعب للوصول إلى النجاح.

على أي أساس دعمتك شركة "ستار سيستم" فور تخرجك من الأكاديمية؟
على أساس التميّز والموهبة اللذين أتمتع بهما، أشير إلى أنها تعاطت بالطريقة نفسها مع زملائي في الأكاديمية، في النهاية وحده صاحب الموهبة الحقيقية يستطيع إثبات نفسه والاستمرار.

ما سبب الخلاف بينك وبين "ستار سيستم"؟
لم يكن خلافاً بل تعارض مصالح، يدخل إلى الشركة كل سنة ثمانية طلاب جدد وبالتالي يحتاج كل واحد منهم لدعم وجهد كبيرين، شعرت أن هناك تقصيراً معي وهذا أمر طبيعي، لأن الاهتمام توزّع على عدد كبير من الطلاب المتخرجين، لذلك فضلت إلغاء عقدي مع الشركة من دون أي مشاكل والبحث عن شركة أخرى تهتمّ بفني أكثر وتمنحني المزيد من وقتها، الفن مستقبلي ولا أستطيع إهماله أو الاسخفاف به.

هل ستوقّع قريباً عقداً مع شركة إنتاج جديدة؟
هناك حديث جدّي مع شركة معروفة، إنما أتحفظ عن ذكر التفاصيل إلى أن تتوضح الأمور وتصبح حقيقية.

هل ندمت يوماً على دخولك هذا المجال؟
أبداً، الأعمال التي قدمتها نالت إعجاب الناس وهو أمر تواجهني أحياناً، وأتسلّح بالأمل والإيمان للاستمرار. لا أملّ حتى لو أمضيت نهاري كلّه في الاستوديو أسجل الأغنيات، ولا يهمني إن استغرق التصوير 24 ساعة من دون انقطاع ... لذلك أظهر في كليباتي على طبيعتي من دون تصنّع كذلك الأمر لدى وقوفي على خشبة المسرح، لأن ما أقدمه نابع من داخلي وصادق إلى أبعد الحدود.

أي من أغنياتك تشعر بأنها الأقرب إلى قلبك؟

دخلت بسرعة إلى قلوب الناس

"بقلبي ضلّي"، دخلت بسرعة إلى قلوب الناس أيضاً.

وأي من أغنياتك تجد نفسك فيها؟
"هيدا مش أنا"، تعبّر فعلا عن مشاعري ويعجبني الجوّ الموسيقي السائد فيها، كذلك أجدها مميزة سواء من جهة الكلمات أو اللحن أو التوزيع، حرصت على الاهتمام بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، فاجتمعت أكثر من مرة مع الكاتب منير أبو عساف والملحن هشام بولس والموزع هادي شرارة لأوضح لهم الأجواء التي أريد أن تغلب على الأغنية، كانت النتيجة رائعة بالنسبة إلي واحبها الناس، مع الاشارة إلى أن البعض شعر بأن الاغنية بعيدة عنه ربما لأنه لا يحبّ موسيقى الروك.

أخبرنا عن ألبومك الجديد.
يتنوع بين الروك والرومنسي والإيقاعي، حرصت على أن تعكس كلمات الأغنيات واقع الناس ويومياتهم وأن تبتعد عن الخيال والمبالغة.

متى سينزل إلى الأسواق؟
بعد شهرين إلا في حال واجهتني ظروف طارئة لا سمح الله، فأنا ما زلت أبحث عن أغنيتين ليكتمل الالبوم، ثم أتجنب التسرّع كي لا أندم لاحقاً.

ما المشاكل التي تواجهها كفنان مبتدئ؟
الإنتاج والعثور على إدارة أعمال ناجحة، لأنهما عاملان أساسيان في إنجاح مسيرة الفنان.

ألا تخشى الزحمة على الساحة الفنية اليوم؟
بلى، لأنها تفرض على الفنان بذل مجهود مضاعف في اختيار الأغنيات لتحقيق التميّز وفي حال تقاعس يواجه الفشل.

ما شعورك لدى وقوفك على مسرح الأكاديمة مجدداً هذه السنة كفنان وليس كمشترك؟
شعور لا يوصف، وهو نابع من وقوفي مجدداً على المسرح الذي شهد بداياتي بحلوها ومرها، ومن استضافة البرنامج هيفا وهبي في الحفلة ذاتها معي. أحبّ هذه الفنانة، إذ أثبتت عن حضور استثنائي على الساحة الفنية الغنائية ولم يستطع أحد تقليدها.

اشتقت إلى مسرح الأكاديمية وفرحت بطريقة تفاعل الجمهور مع أغنياتي وكيف كان يرددها ويصفق لي... في تلك اللحظة راودتني ذكريات عندما كنت طالباً في الأكاديمية لا سيما الحماسة التي كنا نشعر بها زملائي وأنا قبل إطلالاتنا في اللوحات الموسيقية والغنائية، وغيرها من الامور الجميلة التي يعيشها الطلاب هذه السنة أيضاً.

وجهت إليك انتقادات بعد إطلالتك واتهمت بالمبالغة في حركاتك وشكلك، لماذا لم ترد عليها؟

أحببت صوت عبد العزيز...

لا أردّ سوى على النقد البنّاء وأستفيد من الملاحظات الناجمة عن معرفة وفهم، مثلا عندما كنت في الأكاديمية كان الفنان أسامة الرحباني يوجه إلينا انتقادات قاسية بعد كل "برايم"، لكنني كنت أتقبّلها برحابة صدر وأحاول تنفيذها بتفاصيلها، إيماناً مني بأنها صادرة عن فنان حقيقي لديه خبرة طويلة في عالم الفن وبأن ملاحظاته في مكانها.

أما الانتقادات التي وجهت إلي على أثر ظهوري على مسرح الأكاديمية فهي مجرّد كلام لتعبئة صفحات الجرائد والمجلات لا اكثر ولا أقلّ.

هل من السهل أن يتقبّل المجتمع الشرقي فنان الروك برأيك؟
ليس كله، صحيح أن إطلالتي غلب عليها طابع الغرابة، إذ كحلت عينيّ وارتديت أزياء غير مألوفة، إلا أن هذه الأمور ضرورية وعادية لأي فنان روك، لم يكن هدفي المبالغة أو لفت الأنظار بل أداء هذا اللون الغنائي بطريقة صحيحة وغير مبتذلة. هل يريدون أن أغني الروك مثلا وأنا أرتدي بذلة؟ قدمت اللوحة من قلبي من دون مبالغة. جميل أن يقدّر الفنان على عمل أو إطلالة ناجحة لا أن نغرقه بالانتقادات الناجمة عن جهل!

ماذا عن كليب أغنية "فلسطين ولبنان"؟
أثار هذا الكليب الانتقادات قبل عرضه وبمجرّد نشر صوره في وسائل الإعلام، قُدمت كليبات كثيرة حول فلسطين ولبنان، لذا حرصت على عدم تقليدها أو تقديم أعمال مشابهة لها وارتأيت إعطاء صورة جديدة تدخل نوعاً من الأمل إلى قلوب الناس الذين يتعذبون في البلدين بفعل الأحداث الامنية والسياسية وإظهار أن الشمس لا بدّ من أن تشرق من جديد.

لماذا اخترت زميلتك مايا نعمة لمشاركتك الكليب؟
لأننا أصدقاء وهي تفهم طريقة تفكيري، ثمّ عندما اتصلت بها وافقت بسرعة.

هل تابعت ستار أكاديمي هذه السنة؟
ليس دائماً.

من وجدته مميزاً من الطلاب؟
أحببت صوت عبد العزيز كذلك تتمتع بسمة بصوت وحضور مميزين.

هل ثمة مشروع جديد على صعيد التمثيل؟
أحببت التجربتين اللتين خضتهما سابقاً في مسلسلي "فادي وراضي" و"جيران"، عرض علي مشروع جديد لكن لا أريد ذكر تفاصيله إلى حين الموافقة عليه.

هل تعيش حالة حب راهناً؟
(يضحك) أنا في إجازة من الحب.