تستعد الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع المقبل لانتخاب رئيسها السابع والأربعين بتاريخ البلاد، وبهذه الانتخابات الستين بتاريخ الأميركيين، يستعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب لمواجهة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وبينما يحاول ترامب الفوز بولاية أخرى ليصبح ثاني رئيس أميركي يفوز بولايتين غير متتاليتين، تحاول كامالا هاريس أن تصبح أول امرأة تشغل منصب الرئيس بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
ومنذ العام 1856، تشهد الولايات المتحدة الأميركية تنافسا على الرئاسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ضمن ما يوصف بنظام الحزبين. وفي الأثناء، عرف هذا النظام بداية ظهوره منذ فترة حكم جورج واشنطن وتطور عبر السنين.
رمز الحمار للحزب الديمقراطي ورمز الفيل للحزب الجمهوري
النزاع بين الحزب الفيدرالي والحزب الديمقراطي الجمهوري
يصنف الحزب الفيدرالي كأول حزب ظهر بالولايات المتحدة الأميركية، وفي البداية، مثّل هذا الحزب نوعا من التحالفات بين مؤيدي أفكار وتوجهات وزير الخزانة الأميركي ألكسندر هاميلتون. ومع بداية ظهوره عام 1789، تميز هذا الحزب بتوجهاته الفيدرالية وميوله الإصلاحية بالمجال البنكي والمصرفي وتأييده للتقرب من بريطانيا والابتعاد عن فرنسا ما بعد الثورة ونابليون بونابرت.
لوحة تجسد ألكسندر هاميلتون
وفي الأثناء، اصطدمت طموحات هاميلتون بمعارضة توماس جيفرسون، وزير الخارجية، وعضو مجلس النواب جيمس ماديسون الذين أسسا سنة 1792 الحزب الديمقراطي الجمهوري.
لوحة تجسد هاميلتون سنة 1787
وانطلاقا من ذلك، ظهر نظام الحزبين وانطلق التنافس بين الفيدراليين والديمقراطيين الجمهوريين منذ انتخابات العام 1796 التي شهدت فوز الفيدراليين. وقد استمر هذا التنافس لحدود انتخابات العام 1816 التي شهدت فوز الديمقراطي الجمهوري جيمس مونرو (James Monroe) بفارق كبير. وبالسنوات التالية، تراجع هذا التنافس واختفى بين الفيدراليين والديمقراطيين الجمهوريين تزامنا مع تدهور الحزب الفيدرالي وانحلاله بشكل رسمي بحلول العام 1828 وتفكك الحزب الديمقراطي الجمهوري عقب انتخابات 1824 المثيرة للجدل.
لوحة تجسد توماس جيفرسون
عقب انتخابات العام 1824 المثيرة للجدل، التي تواجد بها 4 مرشحين فقط جميعهم من الحزب الديمقراطي الجمهوري، والتي تدخل خلالها مجلس النواب لمنح الرئاسة لجون كوينسي أدامز (John Quincy Adams) على حساب أندرو جاكسون بسبب عدم حصول الأخير على الأغلبية بالمجمع الانتخابي، انقسم الحزب الديمقراطي الجمهوري وانهار بشكل سريع تزامنا مع انشقاق أندرو جاكسون وتأسيسه للحزب الديمقراطي عام 1828.
صورة لحون كوينسي أدامز
وبالتزامن مع ذلك، التفت مجموعة من السياسيين المحافظين صلب الحزب الديمقراطي الجمهوري سابقا حول جون كوينسي أدامز واتجهت بداية من العام 1824 لتشكيل الحزب الوطني الجمهوري الذي تميز بمعاداته لأفكار وتوجهات أندرو جاكسون.
خلال السنوات التالية، تواجه هذان الحزبان بمناسبتين. وخلالهما، حسم أندرو جاكسون الانتخابات الرئاسية سنتي 1828 على حساب جون كوينسي أدامز و1832 على حساب هنري كلاي (Henry Clay). بحلول العام 1834، تفكك هذا الحزب وانحل تزامنا مع التحاق أنصاره بحزب اليمين.
صورة لهنري كلاي
النزاع بين الحزب الديمقراطي وحزب اليمين
ظهر حزب اليمين على أنقاض الحزب الوطني الجمهوري، حيث انضم عدد كبير من أعضاء هذا الحزب لحزب اليمين الذي تشكل عام 1833 على يد السياسي، والمرشح السابق لانتخابات 1832، هنري كلاي. وبتوجهاته، عارض حزب اليمين التوسع بتكساس والحرب الأميركية المكسيكية، كما رفض سياسات أندرو جاكسون مفضلا منح سلطة أكبر للكونغرس.
لوحة لأندرو جاكسون
شارك حزب اليمين بأول انتخابات سنة 1836. وعلى الرغم من خسارته لهذا النزال الأول لصالح الديمقراطيين، فاز مرشح اليمين وليام هنري هاريسون (William Henry Harrison) بانتخابات العام 1840.
إلى ذلك، شارك حزب اليمين بآخر انتخابات عام 1856 وهي السنة التي انحل فيها. وعلى مدار فترة تواجده، قدّم حزب اليمين رئيسين للولايات المتحدة الأميركية وهما وليام هنري هاريسون وزاكاري تايلور (Zachary Taylor). وفي الأثناء، توفي كلاهما خلال فترتهما الرئاسية حيث فارق هاريسون الحياة بعد شهر واحد عن توليه الرئاسة بينما توفي تايلور بعد عام و4 أشهر فقط عن دخوله البيت الأبيض.