عقب حادثة اغتيال رفيقه سيرغي كيروف (Sergei Kirov) سنة 1934، اتجه القائد السوفيتي جوزيف ستالين لملاحقة من وصفهم بأعداء البلاد. وبداية من العام 1936، أطلق ستالين العنان لما وصف بعملية التطهير العظيم التي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 ألف شخص. وقد تضمنت قائمة هؤلاء القتلى، أثناء التطهير العظيم، أشخاصا شكك ستالين في ولائهم له ومعارضين محتملين وعائلاتهم. لاحقا، امتدت الملاحقات الأمنية لتطال قادة الجيش الأحمر السوفيتي. وبالتزامن مع ذلك، لم يتردد القائد السوفيتي في اعتقال ومحاكمة عدد من وزرائه والمسؤولين الأمنيين الذين كانوا قد شاركوا بالتطهير العظيم.

بيوتر سميرنوف
التحق بيوتر سميرنوف (Pyotr Smirnov)، المولود سنة 1897 بقرية قرب فياتكا (Vyatka)، سنة 1917 بالبلشفيين ليتحول بذلك لعضو بالحرس الأحمر. وبالفترة التالية، شارك الأخير بالحرب الأهلية الروسية وساهم سنة 1921 في القضاء على تمرد مدينة كرونشتات (Kronstadt) الذي قاده عدد من البحارة والجنود والمدنيين السوفييت. وخلال العشرينيات، أصبح سميرنوف مفوضا سياسيا على المناطق العسكرية الواقعة بالفولغا وشمال القوقاز. وبداية من العام 1926، نال الأخير منصب مفوض سياسي على أسطول البلطيق.

وسنة 1937، شارك بيوتر سميرنوف بعمليات التطهير العظيم وساهم في القضاء على ياكوف غامارنيك (Yakov Gamarnik) الذي شغل ما بين عامي 1930 و1934 منصب نائب مفوض الشعب لشؤون الدفاع وهو المنصب الذي يعادل حينها نائب وزير الدفاع. خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1937، حصل سميرنوف على منصب نائب وزير الدفاع. وبعدها بشهرين، نال الأخير منصب قائد البحرية السوفيتية. إلى ذلك، فقد سميرنوف بشكل سريع ثقة جوزيف ستالين الذي اتهمه بالخيانة والتآمر على الدولة. فبحلول شهر حزيران/يونيو 1938، اعتقل سميرنوف من قبل أفراد مفوضية الشعب للشؤون الداخلية. وبحلول شباط/فبراير 1939، أعدم سميرنوف رميا بالرصاص.

ميخائيل فرينوفسكي
يصنف ميخائيل فرينوفسكي ضمن الأشخاص الذين شاركوا بالثورة البلشفية التي أدت لحصول فلاديمير لينين على مقاليد الحكم. وبالفترة التالية، تواجد فرينوفسكي ضمن فرق التشيكا (Cheka) التي ساهمت في انتصار البلاشفة بالحرب الأهلية الروسية. لاحقا، تواجد الأخير ضمن العديد من الأجهزة الأمنية وشارك في عمليات الاعتقال الجماعية والإعدامات خلال فترة التطهير العظيم. سنة 1937، حصل فرينوفسكي على منصب نائب مفوض الشعب للشؤون الداخلية. وبحلول تشرين الثاني/نوفمبر 1938، نال الأخير منصب مفوض الشعب لشؤون البحرية وهو المنصب الذي يعادل وزير البحرية بالاتحاد السوفيتي.

إلى ذلك، فقد فرينوفسكي تدريجيا ثقة جوزيف ستالين وفشل في انتخابات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي. ويوم 6 نيسان/أبريل 1939، اعتقل فرينوفسكي من طرف قوات مفوضية الشعب للشؤون الداخلية بتهمة التآمر مع التروتسكيين والنازيين. وبعد أسبوع واحد، اعتقلت السلطات السوفيتية زوجة وابن فرينوفسكي البالغ من العمر 17 سنة.

منتصف يناير 1940، وقع ستالين شخصيا على قرار إعدام ميخائيل فرينوفسكي وعائلته. ما بين يومي 21 يناير و3 شباط/فبراير 1940، نفذت السلطات السوفيتية حكم الإعدام بحق زوجة وابن فرينوفسكي. ويوم 4 شباط/فبراير من العام نفسه، أعدم ميخائيل فرينوفسكي رميا بالرصاص قبل أن تحرق جثته ويدفن رمادها بمقبرة دونسكوي.