ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين، لعب عدد من أفراد عائلة مكسيم (Maxim) الأميركية دورا هاما في تطوير أسلحة سرعان ما سجلت انتشارها بشكل واسع بمختلف الجيوش. فإضافة لهودسون مكسيم (Hudson Maxim) الذي ابتكر أنواعا عديدة من المتفجرات، تمكن شقيقه هيرام مكسيم (Hiram Maxim) من ابتكار رشاش مكسيم الذي صنّف كأول رشاش أوتوماتيكي بالتاريخ. وبالفترة التالية، نجح هيرام بيرسي مكسيم (Hiram Percy Maxim)، ابن هيرام مكسيم، في اختراع كاتم الصوت الذي قلص بشكل كبير صوت إطلاق الرصاص.

تطوير رشاش مكسيم
منذ نعومة أظافره، أبدى هيرام مكسيم، المولود سنة 1840 بمدينة سانجرفيل (Sangerville) بولاية ماين، عبقرية لاحظها العديد من المحيطين به. ففي الرابعة عشرة من عمره، تدرب الأخير لدى أحد صانعي العربات المحليين. وسنة 1866، حصل هيرام على أول براءة اختراع له عقب نجاحه في ابتكار مكواة لتجعيد الشعر. وبالسنوات التالية، ضم هذا المبتكر العديد من الاختراعات لسجله حيث ابتكر هيرام جهازا لتوليد الغاز المضيء ومصباحا أماميا للقطارات. وبحلول العام 1878 تم تعيينه كمهندس رئيسي لشركة الإضاءة الكهربائية الأميركية. وفي هذا المنصب، ابتكر هيرام طريقة لصناعة خيوط الكربون كما كان حاضرا بالمعرض العالمي بباريس عام 1881 حيث قدم جهازا منظما للضغط الكهربائي.

مع تزايد اهتمامه بالأسلحة الرشاشة، اتجه هيرام مكسيم للاستقرار بالعاصمة البريطانية لندن. وعام 1884، أنتج الأخير أول رشاش أوتوماتيكي بالتاريخ. وبهذا الرشاش الفريد من نوعه، استخدم هيرام مكسيم ارتداد البرميل لإخراج الخراطيش الفارغة وإعادة شحن حجرة الإطلاق. ولزيادة كفاءة هذا الرشاش، طوّر هيرام مسحوق الكورديت (Cordite) الذي تميز بعدم إصداره لدخان. وخلال السنوات التالية، انتشر استخدام رشاش مكسيم، أو النسخ المشابهة له، بجميع جيوش العالم. وبسبب تجاربه العديدة وخلع الملابسض نفسه لصوت الرصاص بشكل مكثف، أصيب هيرام مكسيم بالصمم حيث فقد الأخير تدريجيا حاسة السمع.

ابتكار كاتم الصوت
وإضافة لهيرام مكسيم، مثّل ابنه هيرام بيرسي مكسيم، المولود سنة 1869 بمنطقة بروكلين بولاية نيويورك، واحدا من أشهر المخترعين الأميركيين. فعقب تخرجه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تصور الأخير فكرة دراجة ثلاثية العجلات التي تعمل بالبنزين. وبحلول العام 1895، تمكن هيرام بيرسي مكسيم من ابتكار هذه الدراجة.

لاحقا، اهتم هيرام بيرسي مكسيم بمجال السيارات وأدخل تحويرات عديدة على السيارات التي تعمل بالبنزين لجعلها أكثر فاعلية. ومع متابعته للصوت الذي تصدره الرشاشات عند إطلاق الرصاص ومعاناة والده من مشاكل بالسمع بسبب ذلك، باشر هيرام بيرسي مكسيم بتطوير كاتم الصوت بالتوازي مع إجرائه لأبحاث حول كاتم صوت محركات الاحتراق الداخلي بالسيارات. وعام 1902، تمكن الأخير من اختراع كاتم الصوت المخصص للمسدسات والرشاشات. وبحلول العام 1909، حصل هيرام بيرسي مكسيم على براءة هذا الاختراع الذي سوّق وبيع بشكل واسع. لاحقا، أثار هذا الاختراع بعض الانتقادات حيث تحدث كثيرون عن إمكانية استخدامه من قبل المجرمين لتنفيذ عمليات القتل بشكل سري. ومع تزايد الانتقادات، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لحظر كاتم الصوت بشكل مؤقت عام 1930.